رأيك وأنت حر: الخطأ ممنوع أمام قطر!

ممتاز توماس 2019/01/21 06:47:48 م

رأيك وأنت حر: الخطأ ممنوع أمام قطر!

 ممتاز توماس

أغلب التوقعات في الشارع الرياضى وخبراء اللعبة ومتابعيها ترجّح كفة قطر في اجتياز منتخبنا ومواصلة المشوار الآسيوي، اعتماداً بالدرجة الأولى على المستويات التي قدّمها الفريقان في دوري المجموعات والفرق التي لعبت معها وظروف إعداد الفريق للمستقبل والبطولات المستحقة، ونحن نعرف بأن الفريق القطري يُحضَّر ويُعَدْ منتخبه الوطني لمباريات كأس العالم القادمة ٢٠٢٢ التي ستقام على أرضه، والتي يجب أن يُهيّأ الفريق ليكون فريقاً منافساً وليس فريسة سهلة للفرق القوية.
لقد أظهر الفريق القطري مستويات جيدة في دور المجموعات وتمكّن من هزيمة كوريا الشمالية والسعودية ولبنان، ويتصدّر مهاجمه الخطير المعز علي لائحة هدافي البطولة حتى الآن بسبعة أهداف وما زال يسعى لتسجيل المزيد ولكن مهمته مع منتخب الأسود لن تكون سهلة والمفروض أن يشدّد لاعبونا الرقابة عليه من أحد المتميّزين ليقوم بدور المُفسِد والمُخرّبْ والمُشاكِس نفسياً وفنياً، ولكن ضمن قانون اللعبة، حيث يحتاج لرقابة مشدّدة وعدم فسح المجال له بالحيازة على الكرة أو منع زملائه من إيصال كرات سهلة وخاصة على جهته اليسرى التي سجّل منها أغلب أهدافه.
منتخبنا واجه بعض الصعوبات أمام فيتنام، لكنه استدرك أمره مع الحظ والصحوة المتأخرة وتمكن من الرجوع للمباراة وحسمها لمصلحته ٣-٢، وقد شكّل ذلك عائقاً نفسياً على اللاعبين وطاقم التدريب، كما فاز على اليمن الشقيق ثم تعادل مع إيران من دون أهداف وأظهر قليلاً من الأداء المُقنع في الشوط الثاني ولكن دون تسجيل أي هدف!
لاحظنا من خلال ما قدّمه منتخبنا وقطر في دور المجموعات أن الكفّة تميل للمنتخب القطري، لكن يجب أن لا ننسى بأن الدوري الإقصائي تكون الأجواء والظروف والفرص فيه مختلفة وتحاول الفرق دراسة كل الخيارات والسيناريوهات بحرفية ونفسية وثقة عالية لأن الخطأ ممنوع، ولذا ستكون الاعصاب مشدودة والرهبة والخوف والضغوطات بكل اشكالها حاضرة، والفريق الذي يمتلك الخبرة والموهبة معاً قد يكون الأفضل والأوفر حظاً، ومن يُظهر معنويات وثقة عالية واستعداد ذهني ومعنوي ستكون فرصته مضاعفة مع قليل من الحظ والظروف التحكيمية والاصابات والانسجام والتنظيم والألفة داخل الملعب، أما الفريق الذي سيواجه الإقصاء والإبعاد من يستسلم ويدبّ في صفوفه اليأس، وبإمكانه العودة للمباراة عبر انتقالة سريعة تقوّي معنوياته في المباريات القادمة بعزيمة واندفاع لا نظير لهما.
إن الفريق الذي يسعى للفوز مطالب بتنفيذ الواجبات المناطة به وتطبيق أسلوب اللعب وفهم ستراتيجية المنافس، والتوظيف الجيد للاعبيه واستغلال المهارات الفردية الخاصة لبعض لاعبي الفريق في تنفيذ الضربات الحرة والتهديف بالرأس والهجمات المرتدة السريعة والتي يجب أن تبدأ من سرعة الحارس بنقل الكرة لزملائه في العُمق لطرق الهدف ومفاجأة الخصم.
صراحة منتخبنا الوطنى مشهود له عبر مسيرته في البطولات بأنه رقم صعب ويستطيع قلب التوقعات شريطة أن تبعد عنه كل الضغوطات والأجواء من قبل الإعلام والجمهور والمسوولين في المنظومة الرياضية، ووسائل التواصل الاجتماعي جميعاً وإبعاده عن أجهزة الموبايل ومشاكلها وتعقيداتها، لأن اللاعبين والمدرب يحتاجون الى أجواء هادئة ومرحة فيها مُتعة التدريب والتحضير.
منتخبنا يحتاج الى التماسك والانسجام وترابط صفوفه وتنظيم دفاعه وهجومه، ولحد الآن لم يتمكن وسطنا ودفاعنا من إظهارهما المهارات المطلوبة للعبة، حيث لم يرتق لاعبو وسطنا الى مسؤولياتهم في الملعب وبمساعدة اللاعب المعزول لوحده مهند على (رأس حربة) مجتهد وقوي يمتلك حلولاً ومهارات فردية تمكّنه من التسجيل من دون مساعدة من خط الوسط، وإذا لعب الأسود بنفس الطريقة (رأس حربة وحيد) بلا إسناد ودعم واضح وملموس من الخلف، فإنهم سيدفنون رؤوسهم في الرمال، وعندها تضيع أثمن فرصة لنا بعد 12 عاماً من زهونا باللقب التاريخي وحلمنا بتكراره.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top