باختصار ديمقراطي: أزمة رياضتنا .. وإعلاميو الكرة

رعد العراقي 2019/02/12 08:25:44 م

باختصار ديمقراطي: أزمة رياضتنا .. وإعلاميو الكرة

 رعد العراقي

اعتقد إننا نعي جيداً بحس مهني عالٍ أن الرياضة العراقية ومستقبلها يكاد يتوقف على إصلاح آليات العمل الأولمبي وما يتبعها من قوانين تصحّح المسار وتضمن وصول الكفاءات والشخوص ممن لهم القدرة عل تطوير الرياضة وتحقيق الانجاز.
واعتقد أيضاً إن المعضلة الحقيقية تتمحور بـ(المناصب) وهذا هو بيت الداء واختلاف المختلفين! إذن أنا من وجهة نظري أي لقاء لا يتضمن شرط اتفاق الجميع على استعدادهم للتخلّي عن مناصبهم وعدم المشاركة في الانتخابات القادمة سوف لا يفضي الى شيء وتستمر المشكلة تتراوح بين طرف يمسك بورقة التدخل الحكومي وإيقاف الرياضة للضغط، وطرف يتمسك بعدم شرعية اللجنة وقرار المحكمة الاتحادية!
لا يوجد نيّة بحل المشكلة وانما هناك صراع لإثبات مَن هو الاكثر قوة وتلك هي المصيبة! ألا ترون أن هناك مخرجاً بسيطاً ألا وهو أن يذهب وفد من الوزارة والحكومة واللجنة الاولمبية الى اللجنة الأولمبية الدولية ويشرح لهم الوضع القانوني على ان يكون توجّههم بعد تعهدهم على (الاتفاق بإيجاد حل وليس تكبير الأزمة) وأنه لا يوجد لديهم اعتراض على إعادة صياغة قانون اللجنة الأولمبية ليكون متماشياً مع لوائح الدولية والقوانين العراقية وأن اللجنة الأولمبية العراقية لا تشعر أو تجد أن هناك توجّهاً حكومياً بالتدخل بقدر ما هو إجراء يعزّز ويسهم في إثبات وجودها القانوني ويطوّر من أدائها.
هل تتوقعون أن اللجنة الأولمبية ستعترض على ذلك وخاصة ان الوفد سيشهد إتفاقاً ويتعامل بمودة بين اعضائه؟ إذن متى ما توفرت تلك النية يمكن أن نقول أن الحل بسيط وأن النوايا سليمة.
**
ألفت عناية من يهمهم دور الإعلام الرياضي لأخطر قضية تهدّد كرة القدم العراقية، فقد تحوّل بعض ممثلي وسائل الإعلام من ميدان التشخيص الإيجابي وطرح الحلول للمعالجة والتصحيح الى معاول للهدم والتشهير والانتقاص لاسباب معروفة أبرزها الشهرة والحصول على منافع شخصية بالضغط على الجهات المعنية، لذلك تراهم يثيرون المشاكل وخاصة قبل أي بطولة أو استحقاق وبعد انتهائها وتغلّفها بإطار وطني للتمويه، وعند أي اخفاق تراها ايضاً تخرج لتنتصر لرؤيتها دون أن تقف أمام مساءلة النفس والجماهير عن دورها في هذا الاخفاق! إذن هناك من يعتاش، بل ويتمنى الاخفاق ليزيد من مساحة صراخه ويديم برامجه ويظهر بدور الحامي والحريص! طالما أن هناك سكوتاً وتغاضياً عن وضع ضوابط ملزمة من أجل تحجيم وفضح الطارئين والمنتفعين.
إن المعضلة سوف تزداد حجماً وربما نشهد في قادم الأيام اساليباً جديدة وهجينة على الساحة الإعلامية خاصة في ظل تجاهل اتحاد كرة القدم لكل ما يكتب في الصحافة بعد أمّنَ مراكز القوة المؤثرة في الإعلام الرياضي، فتشاهد بين الحين والآخر تثار قضايا ثم فجأة تختفي وهناك من كان صوته يصدح وينتقد الاتحاد ثم تغيّرتْ لهجته فأصبح يكيل المديح له برغم أن الاتحاد لم تتغيّر شخوصه!
قبل بطولة آسيا في الإمارات سمعنا بمبادرة من الاتحاد بتكفّل سفر مجموعة شابة من الصحفيين الى بعض البطولات ومنها آسيا كبادرة منه لدعم الصحافة الرياضية! وسواء تحقّق ذلك أم لا هناك من يتحدث في أروقة الاتحاد نفسه أن بعض الإعلاميين أصبحوا ضيوفاً دائمين في مرافقة المنتخبات على حساب الاتحاد!
وفق تلك الصورة سوف لا تجد أي ردّة فعل من الاتحاد تؤكد حرصه على الدعم الإعلامي أو حتى الاهتمام بنوعية الرسائل الإعلامية، تلك حقيقة وعلينا الاعتراف بها برغم ذلك سيبقى أملنا بالأصوات الشريفة لتحافظ على قدسية المهنة في دعم المنتخبات والنهج الإداري السليم إن توفر أو إصلاح بضغط من نجوم اللعبة السابقين ومن ينبه مسؤولي الاتحاد عن تقاعسهم ومحاباتهم لفئة من الإعلاميين على حساب آخرين وخاصة في هذه المرحلة الحرجة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top