نساء هربنَ من قبضة داعش: لم ننسَ ما تعرّضنا له 

نساء هربنَ من قبضة داعش: لم ننسَ ما تعرّضنا له 

 ترجمة / حامد أحمد

عندما سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة من شمال غرب العراق عام 2014 عمل على تشتيت وإلغاء حياة جيل كامل من النساء الشابات، اللائي فقدن بيوتهن وأحباءهن وحريتهن. مجموعة من هؤلاء النسوة يخبرن مراسلة صحيفة ديلي ميل البريطانية عن أحلامهن المحطمة ، إنهن يصارعنَ الظروف الآن من أجل إعادة بناء مستقبلهنّ .

تتذكر نادية كيف نجت بحياتها متسلقة جبل برداء نومها فقط، فقدت أحذيتها منتصف طريق تسلّقها وبدأت قدماها الحافيتان تنزفان دماً. أما شيماء فتذكر كيف أنه تم تهديدها بقطع رأسها إذا ما تجرأت واستخدمت الهاتف. وسميرة البالغة من العمر 13 عاما في حينها تذكر مرارة الإرهاب عند عزلها عن والدتها .
روبرت كول، مدير علاقات دولي في مؤسسة إعمار التي تعمل في العراق لمساعدة هؤلاء المتضررين في إعادة بناء حياتهم يقول ان التوقعات تشير الى أن تنظيم داعش أسر ما يقارب 7 آلاف امرأة وفتاة وباعهنّ كرقيق للجنس، مشيرا الى أن 3 آلاف منهنّ يُعتقد بأنهنّ ما زلن في الأسر.
أما سوزان 24 عاما من منطقة سينوني في نينوى هي الاصغر من بين سبعة اشقاء تلقوا شهادات جامعية تقول انه عندما دخل داعش توزعت عائلتها مع اولاد إخوانها في ثلاث سيارات ولم يكن مكان لوالدها، وانه ألح عليهم بالهروب وتركه يتصرف بنفسه ، مشيرة الى حدوث فراق بينهم من ذلك الحين. وبعد سفر إخوانها الى ألمانيا بقيت هي مع والدتها في معسكر الخانكة للاجئين وتعمل الآن ممرضة في مركز مؤسسة إعمار الصحي. وتقول لا أستطيع أن أسافر وأترك والدتي .
أما سامية 20 عاما، فكانت حبلى بالشهر الثاني من مولودها الاول عندما دخل تنظيم داعش لبلدتها المسيحية، تل بطنايا، تم احتجازها مع باقي عائلتها بينما كانوا يحاولون الفرار بالسيارة. وتقول احتجزونا في مكان جُمع فيه إيزيديون آخرون وحذرونا بقطع رأس كل من يستخدم الهاتف. وقالت اقتادونا بعد ذلك الى تلعفر وأخضعونا لفحص البكارة ابتداء من أصغر بنت، وعندما لاحظوا بأني حامل أرسلوني إلى معتقل بادوش في الموصل.
وتضيف سامية إنها أرسلت بعد ذلك الى سوريا وتم بيعها سبع مرات لأفراد من داعش، مشيرة الى أنها شاهدت قتل الفتيات على أيدي داعش أمام عينيها ولا تستطيع محو ذلك المنظر من ذاكرتها. وتمكنت في إحدى الليالي من الهروب من شباك منزل خاطفها وبقيت تسير الى أن انهارت أمام أحد البيوت الذي ساعدها أصحابه على الهروب. وهي تعيش الآن في معسكر الخانكة ولم تر زوجها منذ ذلك الحين وتقول إنها لن تتزوج وتنتظر قدومه .
سهيلة 17 عاما، تقول إن داعش دخل لمنطقتهم في 3 آب 2014 وقاموا بعزل النساء والفتيات عن الرجال وأخذوها هي ووالدتها وشقيقتها شيماء التي كانت في التاسعة من العمر في حينها واقتادوهنّ الى سجن بادوش في الموصل. وتقول كانت هناك أزمة غذاء وكانوا يطعموننا مرة واحدة كل عشرة أيام وأصابهم الهزال وكان الكثير منهم ممدداً على الارض بسبب الإعياء. تقول سهيلة انه تم بيعها وتعرضت للاغتصاب من قبل عدة رجال. وتم إطلاق سراحها أيلول الماضي .
يسرى 22 عاما، كانت تريد أن تصبح معلمة ولكن عندما سيطر داعش على الموصل ضاعت كل أحلامها وتقول إن مسلحي داعش قتلوا رجلاً وجلبوا رأسه لنا وتبين انه ابن عمها. وتقول عندما حاولت هي وعائلتها الهروب بالسيارة أطلق عليهم النار عشر مرات وأجبروا على الخروج من السيارة وتقول إنها غابت عن الوعي في حينها وعندما استيقظت وجدت نفسها في تلعفر. وتقول إنها تمكنت مع فتيات أخريات من الهروب بعد توثيق الحارس وحبسه في الغرفة وشققنَ طريقهنّ تجاه سوريا حيث استقبلتهنّ هناك قوات كردية وتم إنقاذهنّ. يسرى متزوجة الآن ولها بنت صغيرة تقول إنها محظوظة في وقت ماتزال هناك فتيات أخريات في الأسر . فائزة 26 عاما، أكملت دراستها الثانوية في عام 2010 وتقول إن هدفها كان بأن تصبح طبيبة نفسية ولكن لا يتوافر هكذا اختصاص في الكليات القريبة من منزلها واضطرت لأن تدرس علوم الحاسوب، ولكنها تعمل الآن مساعدة في علاج نفسي للمتضررين من النازحين في مركز مؤسسة إعمار الصحي. وتقول تتم معالجة اشخاص فقدوا عوائلهم وأحباءهم وتعرضوا لحالات نفسية. وتقول ايضا إنها تحب عملها في ، لانه يتلاءم مع رغبتها .
فيروز 24 عاماً، تنحدر من عائلة إيزيدية تقول ان حلمها كان ان تصبح ممرضة ولكن بعد قدوم داعش الى سنجار هربت هي وعائلتها الى جبل سنجار حيث المئات من الإيزيديين الآخرين كانوا يتساقطون على الارض بسبب الإعياء والتعب، مشيرة الى أنها خسرت كل أحلامها الآن.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top