خلافات بين سائرون والحكمة تهدِّد بحلّ تحالف الإصلاح

خلافات بين سائرون والحكمة تهدِّد بحلّ تحالف الإصلاح

المواقع التنفيذيّة وملفّا سقوط الموصل وسبايكر يزيدان التوتُّر

 بغداد / محمد صباح

صراع خفي بين كتلتي سائرون وتيار الحكمة بسبب "المواقع التنفيذية" وملفي سقوط الموصل ومجزرة سبايكر يهدد بفضّ عقد الشراكة القائم بين مكونات تحالف الإصلاح والإعمار. ويتهم تحالف سائرون، تيار الحكمة بمحاولة الاستئثار بالمناصب والمواقع الحكومية على حساب الكتل والمكونات في تحالف الإصلاح، بالمقابل يقلل تيار الحكمة من حجم هذه الخلافات ووصف تحالفه مع سائرون "بالستراتيجي".
ويقول قيادي بارز في تحالف سائرون لـ(المدى) "إننا سنفض عقد تحالف الإصلاح والإعمار بعد استكمال التصويت على ما تبقى من الوزارات الشاغرة في حكومة عادل عبد المهدي"، معتبرا أن "جميع التحالفات السياسية وهمية غير حقيقية".
ويستعرض القيادي البارز الذي اشترط عدم ذكر اسمه، المواقف والعلاقات القائمة بين مكونات تحالف الإصلاح والتصدع الحاصل بين تحالفي سائرون والحكمة قائلا إن "العلاقة بين الطرفين لم تبقَ ودية كما كانت في سابق عهدها". ويضيف إن "مشكلتنا مع تيار الحكمة ظهرت للوهلة الأولى في محافظة بابل والتصويت على اختيار كرار العبادي محافظا للمدينة"، لافتا إلى أن "اثنين من أعضاء كتلة الحكمة في مجلس محافظة بابل انضما إلى جلسة التصويت وخرقا الاتفاق القائم معنا بمقاطعة هذه الجلسة".
وصوّت مجلس محافظة بابل في شهر تشرين الأول الماضي على اختيار كرار العبادي لمنصب محافظ بابل، خلفاً لصادق مدلول السلطاني الذي فاز بعضوية مجلس النواب كنائب عن المحافظة وسط اعتراضات أبدتها سائرون.
وانتقل الخلاف بعد ذلك إلى محافظة السماوة التي اختارت محافظها الجديد خارج الاتفاق بين الفريقين، ويقول القيادي إن "سبب فشل هذا الاتفاق يعود إلى انضمام الحكمة إلى دولة القانون" في تلك المحافظة.
ويواصل القيادي، سرده للأحداث والمواقف بين الطرفين قائلا إن "تحالف سائرون اعترض بشدة على تولي عبطان منصب أمين بغداد كونه من محافظة النجف، فضلا عن تحفظه على ترشيح أحمد الفتلاوي المسؤول عن ملف المحافظات في تيار الحكمة إلى منصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء". ويؤكد القيادي الصدري أن "تيار الحكمة طالب رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بالحصول على منصب أمين بغداد، ونائب الامين العام لمجلس الوزراء، وممثل رئيس مجلس الوزراء لمتابعة المشاريع والخدمات ، معتبراً أن استحداث منصب ممثل رئيس الحكومة غير قانوني ولا دستوري يعيد بذاكرتنا طرق إدارة المواقع والمناصب بالوكالة في حكومة المالكي ".
ويوم أمس علّق تحالف سائرون على تكليف عبد الحسين عبطان بإدارة منصب ممثل رئيس مجلس الوزراء لمتابعة المشاريع والخدمات قائلا إن الهدف منه تهيئته من قبل حزبه ورئيس الحكومة للحصول على موقع مناسب في الأول من شهر تموز المقبل.
ويتهم القيادي، تيار الحكمة بـ"محاولة الاستئثار بالمناصب والمواقع الحكومية على حساب الكتل والمكونات في تحالف الإصلاح"، متسائلا "هل يمكن لكتلة برلمانية تمتلك مقاعد قليلة تتحكم بكتلة لديها (54) نائبا؟".
ويلفت إلى أن "كتلة تيار الحكمة لم تعد تمتلك (19) مقعداً في البرلمان بعد انشقاق ثلاثة من نوابها والتحاقهم بكتلة بدر"، لافتاً إلى أن "عدد هذه الكتلة لا يسمح لها بالتمدد على تحالف الإصلاح الذي يعد كتلة سائرون عموده الفقري".
ويلفت القيادي المطّلع على الخلافات بين مكونين رئيسين لتحالف الإصلاح الى أن "تيار الحكمة يعترض على سائرون في فتح ملف سقوط الموصل ومجزرة سبايكر متحججاً أن فتح هذا الملف سيخلف مشكلة بين المكونات الشيعية". وبشأن الأسباب التي دفعت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الابتعاد عن الساحة السياسية يقول القيادي إن "هذا الابتعاد يأتي لمراقبة عمل الحكومة التي منحها ستة أشهر للالتزام بمواعيدها التي قطعتها على وفق برنامجها"، متوقعاً "بدء موجة الاحتياجات ضد الحكومة والبرلمان في شهر حزيران أو تموز المقبلين". ويكشف أن "تحالف سائرون كلف نوابه الموزعين في لجان البرلمان الدائمة على البدء بجمع معلوماتهم وملفاتهم على إنجازات الحكومة وكادرها الوزاري"، مشددا على أن "الصدر غير راضٍ عن عمل الحكومة وما تقدمه للمواطن".
بالمقابل دافع تيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم عن تحالفه مع سائرون ووصفه بالستراتيجي، مؤكدا أن الخلافات التي جرت أثناء التغييرات داخل الحكومات المحلية لا تعد سوى اختلافات في وجهات النظر بين الفريقين.
وتقول النائبة عن تيار الحكمة أجيال عبد الكريم الموسوي لـ(المدى) إن "تيار الحكمة لديه علاقة وتحالف ستراتيجي مع سائرون"، نافية "وجود خلافات أو مشاكل بين التحالفين بشأن المواقع والمناصب والملفات الأخرى".
وتستدرك الموسوي "هناك خلافات في وجهات النظر بالنسبة للتغييرات التي حصلت في الحكومات المحلية ببعض المحافظات، لكن لا تؤثر هذه الخلافات على أسس التحالف القائمة بين الفريقين منذ فترة طويلة". وترى النائبة عن محافظة ذي قار أن تحالفها "لا يقف عائقا أمام تحركات كتلة سائرون وانفتاحها على باقي الكتل والمكونات السياسية"، معتبرة ان "هذه اللقاءات التي تجرى خارج كتل تحالف الإصلاح طبيعية ولن تؤثر على التحالف".
وكان تحالفا الفتح وسائرون قد عقدا الأيام الماضية لقاءين خلال أسبوع واحد تمكنا من تشكيل لجنة تنسيقية بين الجانبين تهدف إلى حل الخلافات بين الإصلاح والإعمار والبناء في مقدمتها تسمية مرشحي الدفاع والداخلية.
لكن مصادر من داخل تحالف الإصلاح اعتبرت في حديث مع (المدى) في الخامس من الشهر الجاري ان هذا التقارب بين سائرون والفتح يهدف إلى إرسال رسائل تحذيرية إلى كتل منضوية في التحالفين بدأت تضغط للحصول على مناصب حكومية رفيعة في إشارة منها إلى تيار الحكمة ودولة القانون.
وتوضح الموسوي أن "الهيئة القيادية لتحالف الإصلاح ستعقد اجتماعها الدوري خلال الفترة المقبلة لمناقشة كل القضايا السياسية". أما عن عدد أعضاء كتلة تيار الحكمة والانسحابات التي تحدث عنها القيادي في سائرون أجابت النائبة أن "النائبتين زهرة البجاري، ولبنى عبد الرحيم سبق أن انسحبتا من الكتلة والتحقتا في تحالف البناء"، مؤكدة أن "عدد أعضاء كتلتها أصبح 17 عضوا بعد تأدية النائب عبد علي الحمداني القسم كبديل عن عبد الحسين عبطان".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top