مخاوف من تدفّق عوائل داعش مع 50 ألف لاجئ سوري تستعدّ بغداد لاستقبالهم

مخاوف من تدفّق عوائل داعش مع 50 ألف لاجئ سوري تستعدّ بغداد لاستقبالهم

 بغداد/ وائل نعمة

في الوقت الذي يواجه فيه العراق مصاعب كثيرة لإعادة نحو مليوني نازح الى مناطقهم الأصلية، تكشف الحكومة عن نيتها استقبال 50 ألف لاجئ سوري.
الخبر جاء فيما تقترب قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد" بمساعدة القوات الامريكية في تحرير آخر المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في الجارة الشرقية.
وكان من المتوقع خلال الأسابيع الماضية التي شنت فيها الحملة العسكرية الحاسمة لتحرير آخر معاقل التنظيم في شرق سوريا، أن يفرّ المدنيون الى داخل العراق. لكن بحسب مصادر (المدى) ان القوات المرابطة على الحدود كانت قد رفضت استقبال أي مدني قادم من سوريا، خوفاً من ان يكونوا مفخخين او من عوائل داعش. وعلى وفق تلك المعلومات فإن "قسد" هي من كانت قد تكفلت بإجلاء المدنيين في المناطق التي تجري فيها المعارك الأخيرة، قبل أن يصدر بيان غامض قبل 3 أيام من الحكومة العراقية.
البيان نشر بشكل اعتيادي ضمن النشاطات الخاصة بأمانة مجلس الوزراء على الموقع الإلكتروني، إذ نص على استقبال الأمين العام مهدي العلاق، منسقة الشؤون الإنسانية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق مارتا رويدس لبحث الخطوات القادمة لبرنامج الأمم المتحدة المتعلقة بمشروع إعادة الاستقرار في العراق. وتضمن البيان الذي صدر يوم الأحد الماضي، انه "تم بحث الاستعدادات والإجراءات الحكومية حيال استقبال نحو خمسين ألف لاجئ سوري بدعم منUNDP (برنامج الامم المتحدة الإنمائي في العراق، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.

من أين سيتدفّق اللاجئون؟!
ليست المرة الاولى التي يستقبل فيها العراق المدنيين السوريين الفارين من الحرب، فقد فتحت الحكومة السابقة في 2012 الباب للاجئين ليصل عددهم في 2018 الى 300 الف لاجئي، 97% منهم في كردستان.
ويستغرب ريبوار هادي، وهو نائب عن أربيل، في تصريح لـ(المدى) عن توقيت الإعلان عن استقبال هذا العدد الإضافي من اللاجئين السورين. ويضيف قائلا: "المعارك تقريبا انتهت في سوريا، وبعض اللاجئين في كردستان عادوا الى بلدهم".
واسقبلت كردستان نحو 250 ألفاً من مجموع اللاجئين السوريين، فيما شكّل هؤلاء أزمة في سوق العمل بسبب قلة المرتبات التي يتقاضونها نسبة الى عمال الإقليم. ولا يعرف حتى الآن فيما لو كان النازحون الجدد سيأتون من داخل سوريا أو من اللاجئين الموجودين في لبنان أو الأردن أو في دول أخرى.

أزمات جديدة
ويقول حنين قدو، النائب عن محافظة نينوى لـ(المدى): "بالتأكيد سيكونون من سكان مناطق شرق سوريا التي تجري فيها معارك الآن (...) وجودهم في العراق سيشكل خطرا جديدا". ويعتقد النائب أن أغلب العوائل المتواجدة الآن في المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية هم من "عوائل داعش"، ما يعني زيادة المشاكل في العراق إذا تم نقلهم الى الداخل.
ويتحرك النازحون السوريون الذين دخلوا العراق أول مرة في تموز 2012، بحرية كاملة في المدن، حيث يشاركون في بعض الاعمال، فيما بعضهم التجأ الى التسول وآخرون استغلتهم عصابات الاتجار بالبشر.
وبحسب معلومات أمنية، فإن السلطات العراقية تجد صعوبة في تحديد إقامة أو تحركات اللاجئين، فيما لا يعرف ماإذا لو كان من بينهم من لديه ارتباطات مع التنظيم.
ويزيد ذلك التحدي مشكلة حسم أمر نحو 20 ألف عائلة محسوبة على أسر داعش في العراق، حيث ماتزال هناك 6 مدن في صلاح الدين وجرف النصر في جنوب بابل لا يسمح لسكانها العودة بشكل اعتيادي لتلك الأسباب. وتواجه الحكومة العراقية بالاساس انتقادات كبيرة بسبب محاولتها إغلاق مخيمات النزوح، وإجبار بعض النازحين على العودة الى مناطقهم رغم وجود نحو 200 ألف منزل مدمر في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش. وقالت الأمم المتحدة العام الماضي، إن العراق يعتبر ثاني أكبر المتضررين من بين خمس دول من أزمة اللاجئين السوريين، وهي الأردن ولبنان ومصر وتركيا. من جهتها رفضت لجنة العمل والهجرة والمهجرين في مجلس النواب خطوة الحكومة الساعية الى استقبال نازحين سوريين. وقال عضو اللجنة فاضل جابر لـ(المدى) ان "العراق يواجه مصاعب في إعادة النازحين أو إقناع اللاجئين العراقيين بالعودة".
وقال ايضا ان ذلك الإجراء سيحمّل العراق أعباء مالية جديدة ويؤثر على سوق العمل. واضاف ان "البطالة هي الملف الأبرز في العراق وإدخال لاجئين أو عمال أجانب سيزيد من حجم العاطلين عن العمل".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top