وقفة: انهيار المبادئ الرياضية

ممتاز توماس 2019/03/03 12:00:00 ص

وقفة: انهيار المبادئ الرياضية

 ممتاز توماس

يستمر مسلسل التآمر والتكالب على رياضتنا من خلال الممارسات الغريبة عليها والتي تعاظمت بسبب الظروف والأجواء السياسية والمحاصصة والكثير من الأمور التى قلبت كل المعايير والقيم والمعادلات في سوح الرياضة.
إن منظومتنا الرياضية لا تعترف بالمبادئ والقيم والأخلاق وخذلتها في قوانينها ودساتيرها وتشبثت بالحيل والغش والخداع والتمويه والتعتيم في أغلب ممارساتها وتناست غضب الشارع وانتقاد أهل العلم والرياضة من الوطنيين والأصلاء والمخلصين لبلدهم ورياضتهم.
إن منظومتنا الرياضية أصبحت شعارات أكثر منها واقعية في حساباتها، وإن هذه الشعارات أكل الدهر عليه وشرب في نظراتهم المتعالية والضيقة، وأصبحت منظومتنا بشطّارها وفطاحلها تعمل وفق ابتكاراتهم وأفكارهم الضيقة ذات الأجندات الغريبة عن مبادئها السامية، وأصبح التشهير والتسقيط العلامة الفارقة في طريقة تعاملهم بنبرة التعالي والغرور التي حطّمت رياضتنا وأرجعتها للدرك الأسفل.
إن المشهد الرياضي اليومي أصبح لا يخلو من مهاترات وخلافات وتناقضات بين الافكار والتطبيق والرؤيا وطغت العشوائية والتخبط والفساد على هذا المشهد بحيث أصبحت القيم والأخلاق الرياضية في خبر كان وحلّتْ محلّها نبرة الغرور والتعالي وعدم المبالاة والإصرار على الفشل والتخبّط وإيجاد ضحايا لاعبين ومدربين وإعلام وجمهور في كل مشاركة ولكن هُم محصّنون من الخطأ ومبدأ المحاسبة والتساؤل، مع العلم بأنهم السبب الرئيس في كل نكساتنا بسبب عدم تعلّم المقصّرين من الأخطاء السابقة ولهذا تتراكم الأخطاء والسلبيات والغريب انهم لا يأبهون للفشل وخيبة الأمل!
تمثل ذلك في البطولة الأخيرة من كأس آسيا في الإمارات، يا ترى هل هناك جهة تتجرأ على محاسبتهم ومساءلتهم؟ الجواب كلا، والسبب عدم وجود قوانين وانشغال الدولة بمشاكلها وسرقات بعض مسؤوليها، فأين المجال والوقت لمحاسبة المقصرين، النسيان أفضل ألف مرة إذا ما تعرّضتَ لأي ضرر وستستمر في التشكّي من تدمير رياضتنا وقهر أبطالنا ومدربينا وجمهورنا.
إن المتابع لمنظومتنا الرياضية والخلافات والتقاطعات والمهاترات والصراعات بين أقطابها كأنها حرب شعواء، القوي يأكل الضعيف والمتضرّر الوحيد هو رياضتنا وابطالنا ولاعبينا ومدربينا وجمهورنا ، إلى متى يا ترى يستمر هذا النزيف من التخبّط والفشل والفوضى والفساد والتعامل الجدي والإنساني مع لاعبينا ومدربينا وكفاءاتنا الرياضية المهمّشة والمُبعدة؟ أين أصبحت المبادئ الرياضية والاخلاقية التي تؤمنون بها وتحلفون بها وتضمّنونها في شعاراتكم الرنّانة؟!
إن العلاقات بين اقطاب ورعاة رياضتنا والمؤسسات التيى تمثلها، أصبحت فردية بحتة، ولا تحتكم لصوت العقل والمنطق، اصبحت منظومة ساقطة في كل شيء لأنها لا تستمع للانتقادات التي تطالها كل يوم ولا تهاب الدولة وليس هناك جهة أو مؤسسة تحاسبها على اخطائها وفشلها ولهذا تتمادى وتستمر وتحافظ على كراسيها بأثمان وهدر مال الشعب لسبق الإصرار والترصّد ورغم أنف الجميع، هذه هى الثقافة الجديدة لإدارة رياضتنا ( لو العب لو اكسّر الملعب)!
مع الأسف لقد طغى الكرسي على كل المبادئ والقيم والأخلاق الرياضية، وصار هدف المحافظة عليه يبيح استخدام كل الأسلحة المتاحة!
أخيراً طغت ظاهرة الطعن والتسقيط على وسطنا الرياضي وأصبح التهجّم على بعضنا البعض تقليعة يومية وسيطرت الأنانية والمصالح الضيقة على كل تعاملاتنا في الوسط الرياضي الموبوء، وأصبحنا الإخوة الأعداء بما يعنيه هذا الوصف المؤلم، لا نطيق أحدنا الآخر، ولكن نتكاتف عند الأزمات والفشل الذي نكون الطرف الأكبر فيه، ونخرج كما يقولون ( زي الشعرة من العجينة ) وقد نكافأ على فشلنا وتخبطنا، فأين القيم والمبادئ والأخلاق الرياضية ؟!
هذا الدمار في القيم والمبادئ ليس له نهاية قريبة والأسوأ لم نعشه بعد حيث مستقبل مظلم قادم لا محالة عندما نتعدّى وننتهك المبادئ والقيم والأخلاق في الرياضة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top