بأمانة: نطاق العمل الوزاري

محمد العبيدي 2019/05/01 12:00:00 ص

بأمانة: نطاق العمل الوزاري

 محمد العبيدي

تضطلع وزارة الشباب والرياضة العراقية بمسؤوليات وواجبات جسيمة تحتل أهمية قصوى لقطاع الشباب في العراق كونه يمثل الشريحة الأكبر للمجتمع وثروة عظيمة لا تنضب تتمناها العديد من الدول وأغناها ، وفي أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 تسنمَّ منصب وزير الشباب والرياضة العديد من الشخصيات " السياسية " التي أوصلتهم المحاصصة الى كرسي الوزير ، قدّموا ما بوسعهم في هذا المجال ، ومنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ، كما لم يكن أي منهم له علاقة بالشأن الرياضي بإستثناء الدكتور أحمد رياض العبيدي الوزير الحالي.
وفي غضون 15 سنة لمع اسم وزارة الشباب والرياضة عبر وسائل الإعلام محلياً وعربياً في الاخبار المتعلّقة بتضييف إحدى بطولات كأس الخليج وكانت أولى تلك المحاولات على هامش خليجي 19 في عُمان عام 2009 واستمرّت تلك المحاولات طيلة عشر سنوات حتى يومنا هذا ، وفي جانب آخر كان اسم وزارة الشباب يظهر في وسائل الإعلام المحلية ضمن سلسلة أخبار وتقارير ترتبط بالعلاقة مع اللجنة الأولمبية العراقية وقانونها المثير للجدل وغيرها من الأحداث التي بلغت ذروتها مؤخراً إبان عدم اعتراف الوزارة بشرعية اللجنة الأولمبية وغيرها من التفاصيل التي استنزفت الكثير من الوقت والجهد بشكل مبالغ به الى درجة كبيرة وحتى نوعية الطرح والنقاش في هذا الموضوع وتفاصيله بلغت في أحيان كثيرة درجة بعيدة كل البعد عن المهنية وعن جوهر الموضوع وأولويات العمل في مؤسسة هامة وحيوية بحجم وزارة الشباب والرياضة.
وكان أيضاً للمنشآت الرياضية والملاعب حصّة كبيرة من التغطية الإعلامية لأنشطة الوزارة وهي حالة إيجابية تدعو للفخر والاعتزاز بلا شك.
لكن ما يستحق الإشارة إليه بعد هذه المقدمة هو أهمية أن يتسع التركيز ضمن نطاق العمل في وزارة الشباب والرياضة لكافة الانشطة والمهام التي تضطلع بها بشكل عملي أكثر وشمولي سيما انها ترتبط ارتباطاً مباشراً بالشباب وتلعب دوراً مهماً في ترسيخ قيم ومبادئ تؤثر بطريقة وبأخرى في إعداد اجيال المستقبل وهذا ما جاء في روح قانون الوزارة وهو: " إعداد الشباب وتحصينهم وحمايتهم وتأهيلهم فكرياً وسياسياً وعلمياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً وتوجيه طاقاتهم ومواهبهم نحو المســاهمة في بـناء العراق والتعبير عن روح المواطنة العراقية الصالحـة وإحترام القانون ونبذ العنف واشاعة ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر" ، و" وتطويــر القطاع الرياضي من خلال العمل مع الجهات الرياضية المختلفة الحكومية وغير الحكومية لتفعيل حركة الأندية والاتحادات الرياضية الأولمبية وغير الأولمبية والاتحادات البارالمبية واتحادات العوق الذهني والخاص ودعم انشطتها بالوسائل الممكنة بما يسهم في أداء مهماته بالشكل الذي يليق بالعراق وأهمية تمثيله دولياً" ، و"تنظيم الانشطة التربوية والثقافية والفنية والعلمية والبدنية والرياضية بمختلف التخصّصات والمجالات وتسهيل مشاركة شباب العراق وأطفاله من كلا الجنسين في الفعاليات والدورات والمهرجانات والمؤتمرات والبطولات المحلية والعربية والدولية بالتنسيق مع الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم والجهات ذوات العلاقة.
على سبيل المثال لا الحصر أود التنويه الى أن أي متصفّح للموقع الالكتروني للوزارة سيلاحظ مدى التقصير في الاهتمام بهذا الجانب المهم والحالة تزداد سوءاً في الصفحات الانكليزية فهي بوضع مخزٍ ومعيب بلا محتوى بطريقة عرض متخلفة لا تليق باسم ومكانة وأهمية الوزارة ولا بما موجود الآلآن في العالم.
بكل تأكيد المهمة ليست سهلة بالمرة والواقع شيء والتنظير على الورق شيء آخر لكن يبقى تنفيذ الاساسيات والقيام بالواجبات والالتزام بالمسؤوليات هو الأهم ، لاحقاً لابد من حصد ثمار أي عمل هادف وبناء ومخلص ولا شك أن الوزارة تضم نخبة من الشخصيات الرائعة والمخلصة في العمل حيث تربطني بعدد غير قليل منهم علاقة شخصية أخوية متينة ، لكن بكل تأكيد تستطيع هذه المؤسسة الكبيرة أن تقدم اكثر من ما تقدمه الآن بأضعاف خصوصاً إنها تمتلك جيشاً من الموظفين والملاكات القادرة على إحداث ثورة حقيقية في البلد إذا ما قام كل منتسب بواجبه على أتم وجه باختصار " يحلل خبزته " وبس لا أكثر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top