موقع إخباري: ارتفاع حالات الانتحار  في العراق يدق ناقوس الخطر

موقع إخباري: ارتفاع حالات الانتحار في العراق يدق ناقوس الخطر

 ترجمة/ حامد أحمد

يقول أطباء عراقيون متخصصون بالصحة النفسية والعقلية، إن افتقار العراق لأشخاص مدربين بشكل كفء على التعامل مع حالات الانتحار جعل البلد يتخبط في التصرف مع تزايد في أعداد المنتحرين ومحاولات الانتحار .

جان كزلهان، عميد معهد العلاج النفسي والصحة الذهنية في جامعة دهوك بإقليم كردستان، قال في لقاء مع موقع ذي ميديا لاين الإخباري الأميركي: "لدينا آلاف من ضحايا الصدمات النفسية، ونشهد حالياً تزايد في معدل حالات اضطرابات ما بعد الصدمة. تؤدي هذه المرحلة الى الاكتئاب والإحباط وتصل بعض الأحيان الى أذية النفس وتعاطي المخدرات ". وأضاف كزلهان بقوله "لا يوجد في العراق تخصص بطب العلاج النفسي وليس لنا عدد كافٍ من الأطباء النفسيين الذين يمكن أن يساعدوا في علاج الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب أو أمراضاً عقلية أخرى. لهذا ليست لدينا في العراق ستراتيجيات خاصة للحد من حالات الانتحار ".
محمد عباس، مستشار في الصحة النفسية ومؤلف الدراسة البحثية الموسومة (دراسة حالات الانتحار في العراق للفترة ما بين 2015 و2016)، قال Yن "وزارة الصحة العراقية في آخر إحصائية عن عدد الأطباء النفسانيين تقول بأن هناك 138 طبيباً نفسانياً فقط ونحو 60 عاملاً في مجال الصحة النفسية الاجتماعية في جميع انحاء العراق ". ومضى عباس بقوله "الدراسة التي أجريتها والتي نشرت في العام 2017 توصلت فيها من خلال المعلومات التي جمعتها الى أن هناك زيادة في معدلات الانتحار. وأن نصف حالات الانتحار تعود لأشخاص غير متزوجين وعاطلين عن العمل ".
وأشار البحث الذي أعده عباس الى أن ثلثي حالات الانتحار كانت لأشخاص دون عمر 29 عاماً .
واستناداً له فإنه خلال العام 2017 كان هناك معدل حالتي انتحار في العراق لكل 100,000 شخص، مشيراً الى أن هذا المعدل يعتبر ضئيلاً نسبياً مقارنة بالمعدلات العالمية التي تصل الى 11 حالة انتحار لكل 100,000 شخص. مع ذلك فإن ارتفاع عدد حالات الانتحار في العراق جذبت اهتمام أعضاء البرلمان في البلد .
عضوا البرلمان: عبد الله الخربيط، ومحمد إقبال، عبّرا مؤخراً عن اهتمامهما بموضوع ارتفاع معدلات الانتحار، وتم اقتراح مشروع قانون لوضع حواجز عند مواقع تجذب من يحاول الانتحار للقفز منها مثل الجسور . الطبيب الاختصاصي كزلهان من جامعة دهوك قال إن هذا الأمر لا يعالج المسألة الأساسية من الصحة العقلية التي تفاقمت أكثر في العراق بعد حقبة الغزو الأميركي للعراق وما ترتبت عليه من أزمات أخرى .
أضاف قائلاً "نتوقع أن 50% من الشعب العراقي يعانون أزمات نفسية، وأن 20% منهم بحاجة لعلاج نفسي وطبي عاجل لأنهم يعانون حالة اضطراب ما بعد الصدمة. كذلك فإن 30% من أهالي البلاد يعانون اضطرابات نفسية حادة مقارنة بنسبتها في الغرب والبالغة 15% فقط.
عماد عبد الرزاق، طبيب في الصحة النفسية لدى وزارة الصحة العراقية أكد أن الأرقام التي أوردتها المفوضية العليا لحقوق الانسان بزعمها أن 132 شخصاً انتحروا في العراق للفترة ما بين كانون الثاني وآذار من هذا العام هي أرقام مبالغ فيها وخاطئة، مشيراً الى أن هذا الأرقام كانت عن محاولات للانتحار فقط .
الطبيب إياد يونس، مدير الصحة الذهنية في مكتب منظمة الصحة الدولية WHO في العراق يقول إن هناك صلة وثيقة بين الانتحار وحالة الاضطراب الذهني، مشيراً الى أن هذه الأمر قد تم التحقق منه .
ومضى يونس بقوله "الصحة الذهنية لم تكن من ضمن اهتمامات وزارة الصحة خلال السنوات القليلة الماضية، مع ذلك فإن الحكومة قد حققت بعض الإنجازات في مجال الصحة العقلية مثل دعمها لدمج الصحة الذهنية مع رعاية الصحة الأولية مع تقديم مسودة قانون جديد متعلق بالصحة الذهنية وتقديم مسودة مشروع لستراتيجية وطنية تعالج حالات الانتحار، ولكن ما يزال هناك كثير من العمل يجب انجازه في هذا المجال". ويؤكد طبيب الصحة النفسية عبد الرزاق، بقوله إنه من أجل تحسين رعاية الصحة النفسية والعقلية في البلاد فإنه يتوجب على الحكومة تجنيد مزيد من الاختصاصيين في هذا المجال لخلق مراكز دعم محلية لضحايا الصدمات النفسية. من الناحية التشريعية على الحكومة ان تغير طريقتها في استيعاب موضوع الصحة الذهنية .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top