ياسين طه حافظ
فوزي كريم
حطَّ على تلّةٍ غريبة
عزاؤه البحر والهواء المغتسل بالموج
يوماً فيوماً أَلِفَ الطيورَ هناك وألِفَتْهُ.
حين سافرتُ اليه
رأيتُهُ قد تحوّلَ طائراً بحرياً.
استطعتُ أن أميّزَهُ
من رِعْشةِ خوفِه القديم
ومن طريقته في الغناء.
أين نحن؟ هل نعيش زماننا ونلتقي صُدَفَهُ وأحداثه أم نحن من نسْل الماضي وورثته، نحس بغربة في زماننا فنلوذ بنقاط نتذكرها ونشحنها بمباهج وأمنيات لتكون هي محطاتنا الوهمية في العصر أو في "مرابعنا"؟ .
قد تكون حالاً مشتركةً بين الشعراء العرب، العراقيين بخاصة، أعني استحثاث الذكرى أو صناعتها لتكون عوضاً أو لتكون مستراحاً. وربما لنعوض بها إخفاقنا في مصالحة الحياة وتقبّل وجودنا الهامشي في صخبها.
إن الغربة في الحياة تجتذب وتغذي الشعور بالخسارة أو الانسحاب من الواقع الحي فشلاً أو اكتئاباً. هي تجعل ما ورثنا وما شهدنا بديلاً. ونحن الذين نمدّه بجمال أو مسرّة أو هناء. وهكذا هي الصناعة الشعرية.
اترك تعليقك