موقع إخباري : هل يمكن للعراق أن يستعيد مكانته كبلد سياحي؟

موقع إخباري : هل يمكن للعراق أن يستعيد مكانته كبلد سياحي؟

 ترجمة / المدى

يستعد العراق مرة أخرى لتخصيص عشرات الملايين من الدولارات في محاولة لجذب السواح إليه من خلال تطوير وتأهيل مواقع تاريخية وسياحية متعددة في البلاد . خلال شهر نيسان من هذا العام خصصت وزارة الثقافة والسياحة والآثار مبلغ 78 مليون دولار لترميم مواقع البلد التاريخية وتحسين ما حولها من البنى التحتية خصوصاَ ما يتعلق بمدينة بابل الأثرية . وتأمل الوزارة من ذلك أن تجذب مزيداً من السواح لهذه المواقع التاريخية الشهيرة التي تعتبر من مواقع التراث العالمي .

وقال أحد المسؤولين العراقيين " طالما إن الوضع الأمني مستقر فان هذه التخصيصات ستساهم في تحقيق زيادة عدد السواح ، حيث إن العراق مصنف كبلد سياحي من حيث الطبيعة والتاريخ والأديان وكثير من الأمور الأخرى ."
بذل العراق كثير من الجهود خلال العقود الاخيرة لإحياء صناعة السياحة لديه والتمكن من استغلال الطاقة الكامنة لديه بشكل كامل . السياسات والصراعات المختلفة أضرت بهذا البلد التاريخي كثيراً وحالت دون تنفيذ هذه المشاريع على الأرض .
تشير المعلومات التاريخية الى أن العراق في العام 1967 الغى رسوم سمة الدخول للسياح وكذلك وضع خططاً لاصدار سمات دخول للسائحين عند حدوده للقادمين من بلدان ليس لهم سفارات في بغداد في مؤشر لاستقدام مزيد من السائحين . واستنادا الى احصائيات في ذلك الوقت فان العراق قد زاره 484,192 سائحاً في العام 1967 زيادة عن العام الذي قبله 1965 حيث زاره 400,164 سائح .
خلال فترة السبعينيات شرع العراق بمشاريع تطوير وتحديث سريع لمواقعه التاريخية بسبب انتعاش صناعة النفط لديه وازيداد موارده المالية ، وضمن تلك الفترة قامت بغداد بجهود كبيرة لاستقطاب مزيد من السواح من خلال تشييد بنى تحتية جديدة للسائحين اشتملت على تشييد فنادق جديدة .
وجاء في تقرير غربي نشر عام 1978 في حينها " تشهد مشاريع السياحة تقدماً كبيراً في العراق ابتداءً من منطقة جبال كردستان في شمالي العراق الى جنوبه في الأهوار حيث حياة الطبيعة من مسطحات مائية وقصب وبردي ."
كان ذلك جزءاً من برنامج كبير بعدة ملايين من الدولارات وضعته بغداد لاستقطاب 500,000 ألف سائح بالسنة . واستثمرت مبالغ في مجال دراسات السياحة ومعاهد التدريس على الفندقة السياحية والتي تخللتها إرسال طلاب الى دول عربية وأوروبية لتعلم صناعة السياحة وتم التخطيط أيضاً لإصدار 100,000 دليل سياحي بمختلف اللغات الاجنبية كجزء من حملة لتشجيع السائحين الأجانب القدوم الى البلد.
تعرضت السياحة في العراق الى تراجعات عدة عبر عقود من الزمن بسبب أزمات وحروب تخللتها الحرب العراقية الايرانية في حقبة الثمانينيات ثم حرب الخليج الثانية وفترة العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الأمم المتحدة خلال فترة التسعينيات وقطع خطوط النقل الجوي للبلد وانتهت بفترة الغزو الاميركي للعراق عام 2003 وما خلفته من حروب وأزمات بقيت أثارها لحد الآن .
بينما كانت هناك احاديث مؤخرا عن استتباب الاستقرار في البلد وبذل جهود لاستقطاب السواح يحلم ، احمد الجبوري ، بفتح بلاده ابوابها للسياحة من خلال اطلاق حملة تسويق بعنوان " حيث بدا كل شيء " في مؤشر لبلاد وادي الرافدين يتم خلالها الترحيب بالزائرين لمواقع العراق التاريخية .
وأضاف قائلاً " يمكن للسياحة أن تكون نهراً من ذهب للعراق ، ربما سينتهي النفط في يوم ما ولكن السياحة ستبقى ، دائما سيكون هناك سواح وزائرون يريدون مشاهدة مواقع العراق التاريخية ."
بالنسبة لمنطقة اقليم كردستان فإنها بقت مستقرة أمنياً خلال طوال سني الحرب التي شهدتها بقية مناطق العراق . وكان الإقليم واجهة لاستقطاب السواح والمستثمرين الأجانب .
خلال فترة عام 2010 وما تلتها من سنين حققت منطقة إقليم كردستان نتائج ايجابية من خلال التطور الاقتصادي والعمراني السريع وأصبحت منطقة مزدهرة . ويذكر أن سائقي سيارات الأجرة في اربيل كانوا يتباهون امام الزوار بان عاصمة الإقليم لها فنادق أكثر مما تملكه باريس .
الحرب ضد تنظيم داعش كانت قد عملت على تقويض رغبة السائحين بالمجيء الى البلد أيضاً ، ولكن بعد تحرير كل مناطق العراق من تواجد التنظيم بنهاية عام 2017 ، تحدث الناس عن إمكانية عودة العراق من جديد الى مرحلة الاستقرار واستعادة الأوضاع لطبيعتها.
إنها فرصة لأن يتمكن العراق في النهاية من استعادة ما يمتلكه البلد من مقومات سياحية يحي بها قطاع السياحة من جديد من خلال تخصيصات استثمارية بعدة ملايين من الدولارات تنفق على هذا القطاع .
عن موقع ذي نيور أراب البريطاني

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top