حقوق الإنسان قلقة من اكتظاظ سجون الناصرية

حقوق الإنسان قلقة من اكتظاظ سجون الناصرية

 ذي قار / حسين العامل

كشف مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار عن اكتظاظ غير مسبوق في سجون الناصرية ، وفيما أشار الى أن السجن الإصلاحي ( الحوت) الذي يختص بالاحكام الثقيلة ( بات يضم اكثـر من 10 آلاف نزيل وهو ما يفوق طاقته الاستيعابية بمرة ونصف) ، أعرب عن قلقه من نقص الخدمات والوفيات التي تحصل بين نزلاء السجن المذكور. 

وقال مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار الحقوقي داخل عبد الحسين المشرفاوي للمدى إن " سجني الناصرية للأحكام الثقيلة والاحكام الخفيفة في حالة اكتظاظ شديد فالسجن الأول يضم 10 آلاف نزيل في حين طاقته الاستيعابية أربعة آلاف نزيل والسجن الثاني طاقته الاستيعابية 250 نزيلاً ويضم حاليا 792 نزيلاً "، منوها الى أن "سجن الناصرية للاحكام الخفيفة يضم أقساماً للأحداث وأخرى للنساء".
وأضاف المشرفاوي إن " حالة الاكتظاظ في السجنين المذكورين مؤشرة لدى مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار ضمن تقارير تتعلق بملف العدالة الجنائية وقد تمت مفاتحة الجهات المختصة بذلك "، وأردف " كما هناك تقارير مشتركة أعدها مكتب حقوق الإنسان والادعاء العام في محافظة ذي قار حول مشكلة الاكتظاظ".
وأكد مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار إن " مشكلة الاكتظاظ باتت تؤثر على جميع الخدمات المقدمة للنزلاء في السجنين المذكورين".
وعن تزايد حالات الوفاة بين نزلاء سجن الأحكام الثقيلة التي يعلن عنها بين حين وآخر قال المشرفاوي إن " مكتب حقوق الانسان حين استفسر من إدارة السجن عن أسباب الوفاة كانت الإجابة ان حالات الوفاة في السجن أمر طبيعي وهي يمكن أن تحصل في أي حي سكني يقيم فيه أكثر من خمسة آلاف نسمة "، وأردف" إنهم يعزون حالة الموت لأمر رباني ".
وتابع المشرفاوي إن " مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار يعزو جل مشاكل السجن الى الاكتظاظ الذي بات ينعكس سلباً على مجمل الخدمات ولاسيما الخدمات الطبية المقدمة للنزلاء"، كاشفا عن تسجيل حالات مرضية في داخل السجن من بينها التدرن والجلطة وأمراض سرطانية".
واشار المشرفاوي الى "انعكاس الاكتظاظ على الحالة النفسية للسجناء وبالتالي على مجمل الأوضاع الصحية في السجن" ، مؤكداً إن " لا حلول آنية تلوح بالأفق لمشكلة الاكتظاظ في الوقت الحاضر".
ودعا مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار الى اجراء مناقلة في السجنين المذكورين وتحويل الاعداد التي تفوق طاقة السجنين الى سجون أخرى وبما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية لتلك السجون.
وعن الدور الرقابي لمفوضية حقوق الانسان على عمل السجون قال المشرفاوي إن " فرق مكتب حقوق الانسان في ذي قار تقوم بزيارات دورية وبمعدل زيارة واحدة او زيارتين بالشهر لكل سجن من السجون المذكورة"، وأضاف " ليست هناك محددات للزيارات التي تجري بالتنسيق مع إدارة السجن ولاسيما زيارات التحقق وزيارات تقصي الحقائق". وشهد سجن الناصرية الاصلاحي تسجيل اكثر من 7 حالات وفاة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019 من بينها أربع حالات وفاة خلال اليومين الأخيرين من شهر نيسان ، وذكر مصدر في شرطة المحافظة لوسائل الاعلام إن المتوفين تتراوح اعمارهم بين الثلاثين والخمسين عاماً وإن سبب وفاتهم يعود لتردي حالتهم الصحية نتيجة الاصابة بأمراض مختلفة كالتدرن وتخثر الدم والعجز الكلوي.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق كشفت في ( الثامن من نيسان 2019 ) عن انتهاكات خطيرة في سجني الأحكام الخفيفة والنساء في ذي قار، وفيما بيّنت إن السجنين يعانيان من الاكتظاظ الشديد وتقادم الأبنية ونقص الخدمات الصحية والباحثين الاجتماعيين، كشفت عن إعداد تقرير موسع بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العاملة بالمحافظة حول انتهاكات حقوق الانسان في سجون المحافظة لغرض تقديمه الى الأمانة العامة بمجلس الوزراء ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي.
وكان مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار كشف يوم الاثنين ( 14 كانون الثاني 2019 ) عن تلقيه 31 شكوى ومناشدة تتعلق بحالات تعذيب وانتهاك حقوق الانسان من بينها 16 شكوى من نزلاء سجن الناصرية المركزي.
وتضم محافظة ذي قار عدداً من السجون من بينها سجن الأحكام الخفيفة الذي يضم أكثر من 750 نزيلاً وقسم سجن النساء فضلاً عن سجن الناصرية المركزي ( الحوت ) الذي يعد من أكبر السجون العراقية ويضم أكثر من عشرة آلاف نزيل ، عدد غير قليل منهم محكومون بأحكام ثقيلة من بينها المؤبد والإعدام.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top