الإعدام لرابع فرنسي أدين بتهم الانتماء لداعش خلال يومين

الإعدام لرابع فرنسي أدين بتهم الانتماء لداعش خلال يومين

 بغداد/ المدى

أصدرت محكمة في بغداد، يوم أمس الإثنين، حكماً بالإعدام على فرنسي رابع أدين بالانتماء إلى تنظيم داعش، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المحكمة.
وقال القاضي أحمد محمد علي، للفرنسي المدان مصطفى المرزوفي إن "الدلائل والاعترافات تظهر أنك انضممت لتنظيم داعش، وعملت في فرعهم العسكري، ونحكمك بالإعدام شنقاً بحسب القانون 4 إرهاب". وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء الى الجماعات الإرهابية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية. وكانت المحكمة نفسها أصدرت، أول من أمس الأحد، أحكاماً بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين، هم كيفن غونو وليونار لوبيز وسليم معاشو، بعدما أدينوا بالانتماء إلى تنظيم داعش، بحسب ما قال مسؤول قضائي لوكالة فرانس برس. كان لوبيز، وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب الإسلامية خلال العقد الأول من القرن الحالي، أحد العناصر الأكثر نشاطاً في موقع "أنصار الحق"، أبرز منصات الإرهابيين الذي يتحدثون الفرنسية .اتخذ لنفسه لقب "أبو إبراهيم الأندلسي" بعد انتمائه الى التنظيم وعاش مع مسلحين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية. وغادر لوبيز فرنسا في تموز 2015، أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما. عاش في البدء في الموصل في شمال العراق، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين.
أما كيفن غونو، المولود في بلدة فيجاك جنوب غرب فرنسا (32 عاماً)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانج (31 عاماً) ووالدته وزوجته، ادعى في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، إن والده انضم الى التنظيم وقتل خلال معارك في الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم داعش في سوريا.
والمحكوم الثالث سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاماً، التحق بكتيبة "طارق بن زياد" التابعة للتنظيم بقيادة عبد الإله حيميش وهو من لونيل، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.
وبحسب السلطات الأميركية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرها. في جلسة يوم أمس كان على جدول جلسات استماع المحكمة خمسة فرنسيين، هم المرزوقي، فاضل طاهر عويدات، فياني أوراغي، بلال الكباوي، ومراد دلهوم، لكن لضيق الوقت، استمع القاضي فقط للمرزوقي، وعويدات، وأجّل جلسات الثلاثة الآخرين حتى الثالث من حزيران المقبل. وأفاد مراسل الوكالة أن المرزوقي وعويدات حضرا أمام القاضي ببزة المساجين الصفراء. واستمرت جلسة استماع المرزوقي ما يقارب الساعتين، وقبل النطق بالحكم على المرزوقي، استمع القاضي إلى عويدات، الذي أكد أنه تعرض للتعذيب لانتزاع اعترافاته.
وعليه، طلب القاضي تحويل عويدات لإجراء كشف طبي وإرسال تقرير إلى المحكمة، وأجّل جلسة محاكمته حتى الثاني من حزيران المقبل.
وبعدما أعلن العراق استعداده لمحاكمة المسلحين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، وخصوصاً المتواجدين في قبضة قوات سوريا الديموقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق البلاد، أعربت منظمات حقوقية عدة عن قلقها من أن يتم انتزاع اعترافات هؤلاء تحت التعذيب في العراق.
ويستعد العراق لمزيد من عمليات محاكمة الإرهابيين الأجانب، معتبراً أن محاكمه ذات اختصاص استناداً إلى أن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، تمتد على مساحات بين سوريا والعراق.
وتشكل عودة المسلحين الأجانب مسألة حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام في الدول التي ينتمون إليها.
وترفض الحكومة الفرنسية حتى الآن رفضاً قاطعاً عودة مقاتلين من تنظيم داعش أو زوجاتهم. وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إليهم بوصفهم "أعداء" للأمة قائلاً إنه ينبغي تقديمهم للمحاكمة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت، أمس الإثنين، أن باريس قامت بـ"الإجراءات اللازمة" لدى السلطات العراقية لتذكيرها بمعارضتها عقوبة الإعدام.
وقالت الوزارة في بيان "تعارض فرنسا من حيث المبدأ في أي وقت وفي أي مكان عقوبة الإعدام." وأضافت أن السفارة الفرنسية لدى العراق "تقوم بالإجراءات اللازمة لدى السلطات العراقية لتذكيرها بهذا الموقف الثابت". وتابعت أن المعتقلين يتلقون مساعدة قنصلية لضمان تمثيلهم القانوني قبل استئناف متوقع للحكم يمكن أن يتقدموا به خلال ثلاثين يوماً. لكنها أكدت أن فرنسا "تحترم سيادة مؤسسات العراق".
وتهدد قوات سوريا الديمقراطية بالإفراج عن آلاف الدواعش المعتقلين في مخيم الهول في حال لم تقم الدول بتسلم رعاياها. وترفض الدول الأوروبية تسلم المعتقلين، فيما أجبر العراق على محاكمة المسلحين تلافياً للإفراج عنهم في إراضٍ قريبة من العراق. يوم أمس، هربت 6 نساءٍ من المخيم، يحملن الجنسية البلجيكية، وهنّ زوجات مقاتلين من تنظيم "داعش"، بمساعدة بعض "المهرّبين"، وفق ما أفادت وسائل إعلامٍ أجنبية. ولم يعرف إلى الآن ما إذا غادرن الأراضي السورية أو تمكنَّ من دخول الأراضي العراقية، في وقتٍ لم تولِ فيه السلطات المحلية في المنطقة أية أهمية لكشف مصيرهن. وأكد محمود كرو، وهو مسؤول محلي عن مخيمات النازحين في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، أن لا علم له بالقضية، واعداً بالتحقق من الأمر.
ويقطن مخيم الهول أكثر من 70 ألف شخص، بينهم نحو 9 آلاف امرأة غالبيتهن من زوجات مقاتلي التنظيم المتطرّف وينحدرن من عشرات الجنسيات الأجنبية، في حين أن معظم المدنيين هم من الجنسيتين السورية والعراقية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top