زجل  على أصوات التفجيرات بين عرب وكرد كركوك والتركمان ممتعضون

زجل على أصوات التفجيرات بين عرب وكرد كركوك والتركمان ممتعضون



في وقت بدأت تنحسر احتمالات المواجهة بالدبابات في كركوك فإن مواجهة خطابية كانت تحدث بالفعل في المدينة التي عكر صفو ترقبها مؤخراً 12 تفجيرا بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة أدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 60 شخصاً.
ولم تمنع التفجيرات التي ضربت مناطق متفرقة من المدينة اللجنة العليا للمنظمات المهنية والجماهيرية والديمقراطية في كركوك (مجموعة من منظمات المجتمع المدني الكردية) من الوقوف في تجمع أمام مبنى محافظة كركوك للمطالبة بإلغاء قيادة عمليات دجلة، كما لم تمنع التفجيرات عددا من قياديي الحركات العربية في المحافظة من الوقوف مقابل التجمع الكردي للتعبير عن تأييدهم لقيادة دجلة، ودعمها لإخراج البيشمركة في وقت وقف المكون التركماني أيضا ليطالب جميع الأطراف بـ"التهدئة" مهددا بـ"تدويل" قضية كركوك وعرضها على الرأي العام العالمي.
 
الكرد: نطالب بحل عمليات دجلة
وقال رزكار حمه ممثل المنظمات الكردية في بيان تلاه على التجمع المقام أمام ساحة مبنى محافظة كركوك، وحضرته (المدى برس)، "نحن ممثلو المنظمات والنقابات والجمعيات والاتحادات وبمساندة جماهير كركوك نطالب بإلغاء قيادة عمليات دجلة كونها ضد تطلعات أهالي ومكونات كركوك، فهذه القوه العسكرية لا تخدم السلام والأخوة والتعايش السلمي".
وأضاف حمه، في التجمع الذي شهد إجراءات أمنية مشددة من قبل الأمن الكردي، "كنا نطمح من حكومة العراق الفدرالية النهوض بمجالات التربية والتعليم والكفاءات العلمية والخدمات والتعايش وتطبيق جميع فقرات الدستور العراق الذي صوت عليه 80% من الشعب العراقي إلا أننا نواجه خرق الدستور والتجاوزات على الحريات المدنية والديمقراطية".
وطالب حمه، في البيان الموجه إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس إقليم كردستان ومحافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة بـ"احترام مطالب وتطلعات الشعب العراقي"، موضحا "مضيفا نحن في زمن الحرية والتعايش والحوار ولسنا في زمن الالتجاء إلى استخدام القوة ضد المدنيين وحقوقهم".

العرب ينظمون تجمعاً معاكساً لدعم عمليات دجلة
وفي غضون ذلك شهدت كركوك تحركا معاكسا بقيادة شخصيات عربية تهدف إلى حشد التأييد لقيادة عمليات دجلة وتوفير "الدعم الشعبي" لها، وتجمع عدد من الشخصيات العربية وزعماء العشائر في المحافظة في مقر المجلس السياسي العربي في كركوك على الرغم من "العراقيل والحجج وقطع الطرقات من قبل الأجهزة الأمنية للحيلولة دون نجاح التجمع وإيصال الصوت العربي إلى الرأي العام"، كما قال المنظمون.
واكد الشيخ برهان مزهر العاصي عضو مجلس المحافظة عن المكون العربي وأحد شيوخ قبيلة العبيد أن "التجمع جاء تأييداً لنشر قوات قيادة عمليات دجلة ولإسهامها في استقرار الوضع الأمني في كركوك وحفاظاً على الدستور والقانون لأبناء هذه المحافظة ولإنهاء التقاطعات والخروق الأمنية التي تحدث بسبب تداخل صلاحيات الأجهزة الأمنية غير الشرعية".
وشدد العاصي على أن التفجيرات التي شهدتها كركوك اليوم "هدفها ضرب جميع المكونات واستهدافها وعرقلة عملية نشر قوات دجلة".
وشهدت كركوك، أمس الثلاثاء، نحو (12) تفجيرا، حتى ساعة كتابة هذا التقرير، سقط ضحيتها أكثر من ستين شخصا بين قتيل وجريح بحسب مصادر طبية وأمنية.
وأضاف العاصي أن المكون العربي في محافظة كركوك يعلن "دعمه لقيادة عمليات دجلة باعتبارها شكلت بصفه دستورية وقانونية وفق المادة 110 فقرة ثانياً من الدستور العراقي إضافة لحملها رؤيا وطنية شاملة تعكس روح جميع مكونات العراق بكافة أطيافه ولا تنحاز إلى أي جهة حزبية أو قومية أو مذهبية"،  مضيفا "نتأمل أن يبتعد أهالي كركوك عن التشنجات والصدامات لأن ما نشهده هو صراعات سياسية حطبها الدم العراقي".
 
ضباط الجيش العراقي السابق "بإمرة" المالكي لإخراج البيشمركة
ووزع خلال التجمع بيان باسم (ضباط ومنتسبي الجيش العراقي السابق من أهالي كركوك) يضعون فيه انفسهم "بإمرة السيد القائد العام للقوات المسلحة لخدمة بلدنا العراق من خلال الانخراط في صفوف عمليات دجلة لفرض الأمن والاستقرار وإخراج القوات غير الرسمية والميليشيات المسلحة من كركوك في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق بشكل عام وكركوك بشكل خاص".

التركمان: نطالب بالتهدئة وإلا دوّلنا المشكلة
من جهتها، دعت الجبهة التركمانية، للتهدئة وحل الأزمة الراهنة بين بغداد وأربيل مهددة بأنها "ستلجأ إلى دعوة إطراف دولية في حال عدم استجابة الكتل المتصارعة للدعوات السلمية وتغييب المكون التركماني عن ممارسة دوره في المنطقة كون النزاع يحصل في أرضه".
واتهم النائب أرشد الصالحي إدارة كركوك بـ"ممارسة الضغوط على الموظفين وإجبار التركمان على المشاركة في التظاهر والاعتصام"، مشددا على أن "الموقف التركماني من كل ما يجري واضح كما وردت في بيانات الجبهة التركمانية العراقية بضرورة اتباع الوسائل السلمية و الحوار في حل الأزمة وان اللجوء إلى أية وسيلة أخرى ستضر بجميع العراقيين".
وحذر الصالحي من إن "المؤشرات الميدانية تشير إلى إمكانية تحول كركوك إلى ساحة حرب خاصة وأن  التحشيدات العسكرية من كلا الطرفين الحكومي والكردي تشير إلى أن الجميع ماض باتجاه تطبيق الدستور بطريقة عسكرية".
وكان وفد من وزارتي البيشمركة والدفاع العراقية اجتماعا على مدى يوم أمس وأول من امس في مكتب القائد العام للقوات المسلحة واتفقا بشكل مبدئي على إعادة الأمور في المناطق المتنازع عليها إلى ما كانت عليه قبل أحداث الـ16 من تشرين الثاني الحالي، إضافة إلى الاتفاق على وضع مسودة لاتفاق لحل الأزمة بحلول غد الأربعاء على ان تقدم المسودة إلى لجنة وزارية مشكلة منقبل الطرفين لإقرارها.
وشهد قضاء طوزخورماتو في، الـ16 من تشرين الثاني 2012، اشتباكات بين قوات عراقية مشتركة من الجيش والشرطة وقوة من الأسايش (الأمن الكردي) كانت مكلفة بحماية مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وسط القضاء الواقع بين (محافظتي كركوك وصلاح الدين) ذي الأغلبية التركمانية، وأسفرت عن مقتل مدني على الأقل وإصابة أربعة من الأسايش وثلاثة من الشرطة وجندي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top