البرلمان يستجوب الشهرستاني ووزير الكهرباء بعد عطلة العيد

Saturday 20th of October 2012 07:06:00 PM ,
العدد : 2628
الصفحة : سياسية ,

كشفت لجنة الطاقة في مجلس النواب، عن نيتها استجواب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بسبب وجود ملفات فساد مالي في وزارتي الكهرباء والنفط، مبينة ان المبالغ التي خصصت للكهرباء تجاوزت(30) مليار دولار دون أي تحسن يطرأ على القطاع الكهربائي.
وفي الوقت الذي استبعدت فيه الطاقة النيابية حل ازمة الكهرباء عام 2013 بسبب الفساد المستشري في وزارة الكهرباء، أكدت ان وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان سيستجوب هو الآخر بعد عطلة عيد الاضحى مباشرة على خلفية وجود شبهات حول العقود المبرمة من قبل وزارته مع بعض الشركات.
وقد طلب وزير الكهرباء من رئاسة مجلس النواب تأجيل استجوابه من فصل الصيف الى فصل الشتاء. وهي خطوة غريبة عللها المراقبون بسبب كون المواطنين أقل احتياجاً للكهرباء في الشتاء منهم في الصيف.
وفي مقابلة مع"المدى"،امس السبت، كشف عضو لجنة النفط والطاقة النيابية قاسم محمد ان" الايام القليلة المقبلة ستشهد استجواب نائب رئيس الوزراء،ورئيس لجنة الطاقة الوزارية حسين الشهرستاني على خلفية وجود فساد مالي واداري في عقود  وزارة الكهرباء".
وتابع محمد قائلا ان " وزارة الكهرباء صرفت اكثر من (30) مليار دولار من اجل  زيادة انتاج الطاقة الكهربائية، الا ان ذلك لم يحصل مع شديد الأسف"، مبينا "ان الأمر لا يتعلق فقط في الوزير كريم عفتان بل المسؤولية الكاملة تقع على عاتق حسين الشهرستاني الذي يشرف على قطاع الطاقة منذ فترة طويلة".
وأعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، في الـ25 من آذار 2012 أن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لدول الجوار خلال العام المقبل 2013، مبينا أن إنتاج الطاقة الكهربائية المجهزة للمواطنين خلال الصيف المقبل ستصل إلى 9000 ميغاواط، وستصل خلال العام المقبل إلى 20 ألف ميغاواط.
وبين محمد  ان" 60% من موازنة الكهرباء هي تشغيلية و31% استثمارية، وبالتالي غياب التخطيط ادى الى ما وصلت اليه الامور التي نحن عليها اليوم من ضعف التيار الكهربائي وشحته"،لافتا الى ان "طلب استجواب حسين الشهرستاني، ووزير الكهرباء قدم الى رئاسة مجلس النواب لتحديد يوم لذلك".
واشار الى ان "وجود كتل سياسية  لم يسمها تحاول عرقلة  استجواب الوزير والشهرستاني لاسباب معروفة للجميع"، مستبعدا استجوابهما سوية في جلسة واحدة "بسبب الاجواء السياسية المشحونة وعدم وجود توافقات بين الكتل على ذلك".
وبشأن الوعود التي اطلقتها وزارة الكهرباء مؤخرا حول معالجة ازمة الكهرباء نهاية العام المقبل، استبعد قاسم ان يشهد عام 2013  نهاية ازمة الكهرباء، عازيا ذلك الى وجود فساد مالي واداري وتقصير واهمال في قطاع الكهرباء والمتمثل بالوزارة ولجنة الطاقة في مجلس الوزاراء التي يرأسها الشهرستاني"، منوها بان "هناك الكثير من ملفات الفساد تم فتحها من قبل لجنة الطاقة النيابية وسيتم استجواب حسين الشهرستاني  وزير الكهرباء قريبا في البرلمان ".
هذا وقد أكد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، قبل شهرين، أن وزارة الكهرباء وعدت البرلمان بانتهاء أزمة الكهرباء في الصيف المقبل"، مهددا بعدم السكوت في حال لم يتم الالتزام بالتوقيتات، فيما أشار لوجود عدد من المنتفعين داخل الوزارة. واضاف ان"اقليم كردستان نجح في معالجة ازمة الكهرباء بعدما خصص مبلغ ملياري دولار، وانتج اكثر من (2000) ميكا واط، داعيا وزارة الكهرباء تشجيع  ادخال الاستثمار في قطاع الكهرباء، واعطاء صلاحيات واسعة لمجالس المحافظات من اجل بناء محطات توليدية خاصة بها". 
ويستورد العراق حاليا الطاقة الكهربائية من إيران بواقع 1000 ميغاواط عبر ثلاثة خطوط هي خط كرمنشاه - ديالى وخط سربيل زهاب - خانقين وخط عبدان - البصرة، وخط كرخة - عمارة وتغذي هذه المحافظات عبر خطوط كهرباء الضغط العالي، فضلا عن 100 ميغاواط من تركيا. ومن جهته، اعرب عدي عواد النائب عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري، عن استغرابه من طلب وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان تأجيل استجوابه الى فصل الشتاء بدلا من فصل الصيف، مؤكداً ان لديه ملفات موثقة حول وجود فساد مالي واداري في الكهرباء.
وقال عواد في حديثه مع"المدى" ان وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان طالب من رئاسة مجلس النواب تأجيل استجوابه الى فصل الشتاء بسب قلة  حدة وسخط الشارع على تردي الكهرباء في الشتاء، مشيرا الى ان لجنة النفط والطاقة النيابية لا توجد لديها اية مشكلة سواء أكان الاستجواب في الشتاء او الصيف او في الخريف او في الربيع ".
وزاد "ان الاموال العامة اذا نهبت في الصيف او الشتاء فالجريمة واحدة والقانون واحد".  وتابع عواد ان "وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان لم يجب على اي سؤال من مجموعة الاسئلة التي وجهت له من اجل استجوابه كي تتمكن رئاسة مجلس النواب من تحديد جلسة الاستجواب،لافتا الى ان الاتهامات موثقة وهي  بعيدة عن التدخلات السياسية".
ويذكر أن البلد يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد 2003 في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة.
وكان وزير الكهرباء ذكر في الندوة الحوارية التي نظمها مجلس النواب قبل اسبوع وحضرها مراسل"المدى" ان شهر تموز المقبل سيشهد زيادة في التيار الكهربائي حيث سيصل الى  (11100) ميكا واط،مبينا ان نهاية عام 2013 ستنتهي ازمة الكهرباء بشكلها الكامل والتي سيصل انتاج الطاقة الكهربائية الى (15000) ميكا واط".
وكانت وزارة الكهرباء، أعلنت مطلع شباط 2012، أن أزمة الكهرباء ستحل بشكل كبير خلال العامين المقبلين، فيما أكدت أن واقع الطاقة سيشهد تحسناً ملموساً الصيف المقبل، فيما أشارت إلى إنجاز الربط النهائي لخط (قائم ـ تيم 400 كي في) الذي تم بموجبه ربط منظومة الكهرباء الوطنية بمنظومة الكهرباء السورية، تمهيداً لاستيراد الطاقة عبر الربط الثماني.
ومن جانبه، اكد بهاء هادي عضو التحالف الوطني، وجود طلب مقدم من لجنة الطاقة النيابية لاستجواب نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني بسبب وجود ملفات فسادت في شركة نفط الجنوب والوسط والشمال.
وذكر هادي في اتصال مع"المدى"ان استجواب وزير الكهرباء سيستأنف بعد عطلة عيد الاضحى بسبب الوعود التي قطعها الوزير حول حل ازمة الكهرباء،فضلا عن فتح جميع ملفات العقود المبرمة مع الشركات التي تعمل على اصلاح الكهرباء".
وتابع"ان لجنة الطاقة قدمت طلبا الى هيئة رئاسة البرلمان من اجل استجواب نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني على خلفية وجود ملفات فساد في شركة نفط الجنوب والوسط والشمال اضافة الى الفساد المستشري في وزارة الكهرباء".