الاعتداء البدني والجنسي على الأطفال

Sunday 21st of October 2012 04:49:00 PM ,
العدد : 2629
الصفحة : ناس وعدالة ,

أصبح الاعتداء على الأطفال والتحرش بهم من المشاكل التي ظهرت وتزايدت في الآونة الأخيرة. قد يكون التحرش جسمانيا أو جنسيا أو عاطفيا. وثبت أن المتحرشين سبق أن تعرضوا هم أنفسهم للتحرش عندما كانوا صغارا وعندما كبروا أصبحوا اجتماعيا من الفئات المعزولة أو المحرومة، ويتم التحرش على وجه الخصوص بالأطفال المعاقين. ويؤدي التحرش الى انعزال الطفل وخوفه وانسحابه ، كما ان أي اضطراب سلوكي او عاطفي او أي تأخر دراسي في المدرسة سيتم تفسيره على انه ناتج عن أي تحرش بالطفل.
إن التحرش البدني بالطفل قد يشمل الإصابات والعظام المنكسرة ونزيف في العين او حروق بالسجائر ، وقد يعاني الطفل من تأخر في نموه العقلي والجسدي والاجتماعي . أما التحرش الجنسي فمن المحتمل ان يظل في الخفاء وقد يهدد الأطفال ما لم يظلوا كتومين ويبقوا التحرش بهم في طي الكتمان .
أن معظم ضحايا التحرش الجنسي من البنات وغالبا ما يكون المعتدون والمتحرشون بهم معرفين لديهن . لكن الاولاد يتم التحرش بهم من قبل الغرباء غالبا او أناس لهم سلطة ونفوذ . وقد يؤدي التحرش الجنسي بالطفل الى هروبه من البيت او مواجهة مشاكل عاطفية او مدرسية او أمراض تناسلية ، وقد لا تظهر هذه الحالات الا في فترة المراهقة ويبدو ذلك واضحا عن طريق إيذاء الذات او مشاكل جنسية نفسانية او اضطرابات نفسية .
إن الإيذاء العاطفي يشمل إهمال واجبات الوالدين ونقدهم المستمر ورفضهم لسلوك أبنائهم وبناتهم، وينتج عن ذلك تأخر في النمو أو سلوك مضطرب .
إذا ساور الطبيب شك في أن هناك تحرشا ما بطفل او طفلة ، فلا بد من إخبار الجهات القانونية ، مثل :  مراكز الشرطة والشرطة المجتمعية ، وفي بلد مثل الولايات المتحدة تقوم ( NSPCC / وكالة او لجنة حماية للطفل ) بتحديد المسؤول عن هذا التحرش والتحقق من ملابسات الحادث ، ثم يقومون بعقد المؤتمرات لمناقشة كيفية حماية الطفل.  وفي عام 1989 صدر في أمريكا "قانون الأطفال" وينص على الإجراءات الواجب اتخاذها في حالة وجود شك ما في تحرش وقع للطفل / الطفلة . وهناك قوانين مشابهة في كل الدول الأوربية . وكذلك في بعض البلدان العربية ، وفي  العراق هنالك مواد قانونية صارمة في قانون العقوبات وقانون الأحداث تحدد من الاعتداءات على الأطفال ومعاقبة المعتدي .
إن أهم المبادئ القانونية  التي تنظم تلك العلاقة تنص على ما يأتي :
1- مصلحة الطفل تأتي أولا .
2- الوالدان يتحملان مسؤولية أطفالهم ولا بد ان يعلموا بتصرفاتهم وما يجري لهم . وضرورة مشاركتهم في وضع القرارات .
3- لابد أن تتم العناية بالأطفال ورعايتهم داخل أسرهم وعائلاتهم .
4- يجب ان يكون الأطفال على دراية بما يجري حولهم . وعليهم المشاركة في وضع القرارات والقوانين التي تؤثر في مستقبلهم .
5- في ما يخص المحاكم،  هنالك محاكم للأحداث تنظر في الحوادث التي ترتكب من قبل الأحداث وتقوم بإصدار القرارات المناسبة على ضوء الحالات المعروضة لديهم .. إن أي تأخير في الإجراءات سيكون ضد مصلحة الطفل . وفي قضايا النزاع لابد أن تنحاز المحكمة لرغبات ومشاعر الأطفال.
التحرش الجنسي بالأطفال
التحرش الجنسي يشمل مشاركة الأطفال غير الناضجين وكذلك المراهقين في أنشطة جنسية لا يفهمون تفاصيلها او طبيعتها ولا يمكنهم في تلك الحال إعطاء موافقة مفهومة مبنية على معلومات غير مفهومة . كما إن موافقتهم هذه بها انتهاك للمحظورات الاجتماعية والأدوار العائلية.
إن التحرشات الجنسية تشمل إغراء الأطفال بمشاهدة أعمال جنسية او إجبارهم على المشاركة في احدها  ولا يمكن الاعتماد على انتشار وتكرار التحرش الجنسي بين الكبار والصغار ، وتشير بعض الدراسات العربية  إلى أن 10% من البالغين والبالغات تعرضوا للتحرش الجنسي وهم أطفال. وكلما صغر سن الطفل كلما كان عاجزا عن التفوه والحديث عما لحق به من أذى. إذا تحدث بما جرى له، حينئذ سيصمت الطفل لكنه سيصاب بظواهر عدة تؤجل إفشاءه لهذا السر ، منها : الشعور بالخزي والإحساس بالذنب وخوفه من تدمير الآخرين إذا صرح بأسمائهم.
الأعراض التي تنبئ عن التعرض للتحرش:
1- تقرير من الأطفال أنفسهم.
2- تغير في السلوك.
3- أعراض جسمانية (تقرحات في المهبل.. إفرازات .. نزيف ... بكاء ... أضرار).
4- نضج جنسي مبكر، ولعب وسلوك جنسي سابق للعمر ولا يتناسب مع سن الولد/ البنت ولا مع انشغالاتهم الجنسية.
5- ادعاءات ومزاعم من احد الوالدين أو احد أفراد العائلة أو احد المعلمين/ المعلمات أو احد الأطباء.
6- تغير في الأداء المدرسي.
7- الاكتئاب.
8- أعراض القلق الحاد.
9- الميل للانتحار وإيذاء الذات.
10- قلة الشهية للطعام.
11- إساءة تعاطي الكحوليات والمخدرات.
العلاج
لابد أن يقوم بالتقييم متخصص له خبرة في مجال صحة الطفل . والمعالج النفسي هنا يدرس النقاط التي قد تؤدي الى التحرش بالطفل . كما أن من واجب المعالج النفسي دراسة الحالة الذهنية للوالد أو الوالدة والأسرة ونمو الطفل .
يفضل إجراء تقييم مزدوج من المعالج النفسي والمتخصص في صحة الطفل. هناك صيغ عدة للعلاج منها اللجوء للتربية الفنية والرسم.
يلعب العلماء النفسيون وكذلك المعالجون دورا هاما في فهم الأزمة ومحاولة التوفيق بين خبراتهم ورغبات الطفل نفسه، كما ينصح بتجنب التدخل السريع لحل المشكلة لأن الضرر هنا أكثر من النفع.