نجوم في الذاكرة:فتاح محمد.. أنصفه المدربون الأجانب وحاربه أعضاء الاتحاد!

Tuesday 30th of September 2014 09:01:00 PM ,
العدد : 3187
الصفحة : رياضة ,

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. )المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

)المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عــدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 227 مسيرة لاعب وسط فرق السكك، النقل، الزوراء، الجيش، الكلية العسكرية والمنتخبات الوطنية السابق فتاح محمد احمد الذي وُلِد عام1950 ولعب 4 مباريات دولية، إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بـداياتـه
بدأ اللاعب فتاح محمد مسيرته الكروية في الفرق الشعبية في منطقة الكرخ متأثراً بلاعب المصلحة والمنتخب الوطني السابق سلمان داود وأيضاً بلاعب القوة الجوية والمنتخب الوطني السابق جبار رشك حيث أخذ مستواه يتصاعد باستمرار، الأمر الذي حدا به إلى تلبية الدعوة التي وجهها مدرب فريق السكك الراحل جرجيس ألياس "الذي يُعد المؤسس الحقيقي لمدرسة الزوراء الكروية" في عام 1968إلى الوجوه الشابة لغرض الاختبار مع فريق السكك وبرغم أن الاختبار لم يكن سهلاً آنذاك نتيجة لجدية وإخلاص وحرص الياس على إنصاف اللاعبين الموهوبين، إلا أن فتاح محمد كان واثقاً من قدراته الكروية وكذلك امتلك اللوازم اللازمة التي تساعده على تجاوز الاختبار، كونه يمتلك تسديدة قوية وبنية جسمانية متميزة، فضلاً عن قدراته في المراوغة والتمرير والتحرك الصحيح إذ أن الوهلة الأولى لخوضه الاختبار جعلت جرجيس الياس يركز عليه ويمنحه جواز المرور للالتحاق بفريق السكك لتبدأ الخطوة الأولى الصحيحة للاعب الشاب فتاح محمد.
نقطة التحول
حصلت نقطة التحول في مسيرة اللاعب فتاح محمد خلال مبارياته الأولى مع فريق السكك، إذ استطاع أن يحجز له مكاناً أساسياً في التشكيلة، كما أن حراس المرمى الكبار وأيضاً المدافعون بدأوا يحسبون له حساباً كبيراً، لأنهم وجدوا صعوبة بالغة في مراقبته وتحييد تحركاته داخل الميدان حيث كان هدفه الرائع الذي سجله في مرمى حارس المنتخب الوطني وفريق الآليات المرحوم ستار خلف من مسافة بعيدة في عام1969 قد لفت الانتباه إليه سواء من قبل الجمهور أو من الفرق الأخرى، وقد بقي فتاح محمد مع فريق السكك حتى تحول إلى فريق النقل مع أغلب لاعبي السكك لتبدأ مرحلة جديدة من الانجازات والعروض الكروية الجميلة جداً التي أسهمت في تأسيس القاعدة الجماهيرية الكبيرة لفريق الزوراء لاحقاً، حيث تم دمج فريق الزوراء مع فريق النقل.
تألق كبير
تمكن اللاعب فتاح محمد من الحفاظ على مكانه في التشكيلة الأساسية لفريق الزوراء برغم مجيء مجموعة من لاعبي الفرق الأخرى للفريق أمثال حازم جسام " الجوية " وفلاح حسن "البريد" ومن ثم عادل خضير الذي قدم إلى الزوراء من فريق الجيش ولم يكتف بذلك ، إنما واصل عروضه الكروية الرائعة وأسهم مساهمة فعالة في حصول الفريق على لقب الدوري لثلاث مرات في سبعينات القرن المنصرم وبطولة الكأس 5 مرات في سبعينات وثمانينات القرن المذكور.
الانتقال إلى الجيش
في عام 1982 ونظراً لظروف الحرب العراقية ـ الإيرانية اضطر اللاعب فتاح محمد إلى ترك فريق نادي الزوراء والالتحاق مع فريق نادي الجيش لكي يتجنّب الذهاب إلى جبهات القتال، حيث كانت إدارة نادي الجيش تقوم بتفريغ اللاعبين الذين يلعبون لفرقها الكروية من الخدمة الإلزامية، إلا إن فتاح محمد وبرغم وجود وفرة كبيرة من اللاعبين النجوم في نادي الجيش بقي قلبه مع فريقه السابق "الزوراء" حيث بقي في فريق الجيش لموسمين ثم تركه وتوجه للعب مع فريق الكلية العسكرية الذي ودع الملاعب من بوابته، إلا أنه ارتأى أن يكون طرف الوداع في آخر مباراة له في الملاعب عام 1986 فريق الزوراء ليطوي مسيرة طويلة من التألق والإبداع في سوح الملاعب المحلية والدولية.
قصته مع المنتخبات
إن حجز اللاعب فتاح محمد لمركز أساس في فريق كبير مثل الزوراء الذي كان يضم غالبية لاعبي المنتخب الوطني في سبعينات القرن المنصرم لم يأتِ من فراغ، إنما من جهود مضنية وكبيرة يبذلها هذا اللاعب فوق المستطيل الأخضر، لكن هذه الجهود لم يكن ينظر إليها مدربو المنتخبات الوطنية بعين الإنصاف والعدالة، وعندما يغيب الإنصاف وتختفي العدالة فإن الظلم يحل محلهما بكل تأكيد لذلك يقول اللاعب فتاح محمد عن سبب عدم استدعائه من قبل المدربين المحليين للمنتخبات الوطنية "إن بعض أعضاء اتحاد الكرة في سبعينات القرن المنصرم الذي شهد تألقي في الملاعب وبشهادة الجميع اتخذوا موقفاً مسبقاً مني وكانوا يتحيَّنون الفرص لمعاقبتي وطردي من المباريات بحجة الخشونة، بينما أنا لم أكن استخدم الخشونة، إنما كنت ألعب بقوة وها هو العالم المتقدم كروياً يستخدم اللعب القوي كأسلوب ناجح في اللعب".
ويضيف " أن بعض مدربي المنتخبات الوطنية في ذلك الزمن وخصوصاً المرحوم ثامر محسن وكذلك واثق ناجي كانا يخضعان لتعليمات أعضاء اتحاد الكرة الذين حاربوني، لذلك ظلمني المدربان المذكوران ليس بقناعتهما، إنما بقناعة الآخرين، لكنهما وهذا الذي يحز بنفسي كثيراً كانا هما الأداة التنفيذية لرغبة أؤلئك الأعضاء". 
وأوضح فتاح محمد بأن الحق دائماً يظهر مهما حاول الآخرون إخفائه، لذلك فإن مجيء المدرب الاسكتلندي الراحل داني ماكلنن إلى العراق وتعيينه كمدرب للمنتخب الوطني جعله ينصفني كونه صاحب شخصية قوية ولا يستطيع بعض أعضاء الاتحاد التأثير على قراراته، لذلك وجَّهت لي الدعوة في عام 1976 للمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة أمم آسيا التي جرت نهائياتها في طهران في العام المذكور ولم يكتفِ بذلك إنما جعلني من اللاعبين الأساسيين في المنتخب وكان قراره هذا قد أعاد لي الحق الذي صادره أعضاء الاتحاد ونفذه ثامر محسن وواثق ناجي.
وأشار إلى أنه لعب مع المنتخب الوطني في تلك الدورة ضد منتخبات اليمن والصين وإيران والكويت، كما أن المدربين الأجانب الذين جاؤوا بعد داني ماكلنن وهم كاكا وآبا ومدرب أجنبي آخر قاموا باستدعائي إلى المنتخبين الوطني والعسكري ، مؤكداً بأن آخر مبارياته الدولية كانت ضد المنتخب الصيني في دورة أمم آسيا عام 1976 التي انتهت لصالح المنتخب الصيني بهدفين مقابل لا شيء.
أعــز مبارياته
خاض اللاعب فتاح محمد الكثير من المباريات الجميلة فمع الزوراء يعتز كثيراً بآخر مباريات الدوري في موسم1977ـ1978 التي انتهت لصالح الميناء بثلاثة أهداف مقابل هدفين حيث قدّم فيها مستوى رائعاً جداً برغم الخسارة التي أضاعت لقب الدوري من الزوراء وحولته إلى الميناء، كما يعتز بمباراة المنتخب الوطني ضد المنتخب الصيني في دورة أمم آسيا فضلاً عن ذلك له مباريات جميلة أخرى ضد الفرق الكبيرة.
أجمل أهدافه
برغم أن اللاعب فتاح محمد يتركز دوره على تأمين الجانب الدفاعي لفريقه أكثر من الجانب الهجومي، إلا أنه كان يستطيع أن يعمل موازنة رائعة جداً ما بين الجانبين وفي بعض الأحيان يسجل الأهداف الجميلة، إذ أن هدفه الجميل في مرمى الحارس الراحل ستار خلف في عام1969 كان أحدها، كما له أهداف جميلة أخرى سجلها للزوراء في مرمى فرق التجارة والصناعة والطلبة.
مميزاته
يمتلك اللاعب فتاح محمد الكثير من المميزات الجيدة ومنها القوة الجسمانية الهائلة التي جعلت الكثير من اللاعبين يتجنبون الاقتراب منه أو حتى منازعته على الكرة التي تكون بحوزته، لأنه لا يعطيها بسهولة، بل يقاتل في سبيل تمريرها بشكل صحيح إلى زميل آخر أو تسديدها على المرمى وعندما تكون الكرة بحوزة اللاعب المنافس فإنه أيضاً يقاتل من أجل انتزاعها وتهيئة فرصة لفريقه أو بناء هجمة منظمة، أيضاً يتميز بالتسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء والمراوغة والتمرير الصحيح كما يجيد ألعاب الهواء برغم قصر قامته النسبي حتى أن نجم منتخبنا الوطني السابق عادل خضير سألته ذات مرة عن فتاح محمد فقال وبالحرف الواحد: إنه من رجالات الزوراء ومن أبطاله ووجوده داخل الميدان معنا يعطينا دافعاً كبيراً للعب بثقة مهما كان الفريق المنافس، لأنه قادر على تصحيح أية هفوة تحصل عند لاعبي الوسط أو المدافعين كما انه يستطيع تزويد المهاجمين بكرات دقيقة جداً". 
بعد الاعتزال
بعد اعتزاله اللعب توجه اللاعب فتاح محمد إلى التدريب حيث عمل مع فرق الفئات العمرية في نادي الزوراء ثم احترف التدريب في دولة الإمارات.
أبـرز المدربين
الراحل جرجيس الياس، الراحل سعدي صالح، أنور جسام، الراحل عمو بابا، عبد الإله عبد الحميد، الراحل داني ماكلنن، آبا وكاكا .