قبل أن يضيع الخيط والعصفور !

Monday 23rd of February 2015 05:04:00 AM ,
العدد : 3296
الصفحة : الأعمدة , محمد حمدي

شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاق بطولة العرب للناشئات بكرة القدم تحت 17 عاماً للفترة من 13 شباط 2015 ولغاية 24 من الشهر الحالي بمشاركة منتخبنا الوطني (المفترض) مع خمسة منتخبات عربية اخرى هي: الجزائر وفلسطين وقطر وجيبوتي ولبنان ولعب منتخبنا في المجموعة التي ضمته مع الجزائر وفلسطين وخسر المنتخب المباراتين بامتياز بواقع نصف دزينة في كل مباراة 12 هدفاً بالتمام من دون أن يسجل الفريق المسجل باسم الكابتن سعيد نوري أي هدف يذكر، بل لم يتمكن الفريق من رسم جملة كروية واحدة في مباراتين ولم تكن له أية علاقة بكرة القدم لا من بعيد ولا من قريب.. ولا نعلم الحكمة من المشاركة باسم العراق وعلم العراق مع انتفاء فرضية الاحتكاك واكتساب الخبرة كونها تكون للفرق التي تلعب الكرة في دوري محلي ولديها لاعبات على اطلاع واحتكاك دائم ، بل لديهن أساسيات كرة القدم، ربما أتهمني مسؤول الوفد او المدرب بالقساوة او عدم إعطاء الفرصة لمن يستحقها، ولكن لنا الحق في الرد واكثر من ذلك فهذه التجارب النسوية المتواترة بين عام وآخر بين غرب آسيا وبطولات العرب لا تصحو من سباتها العميق إلا قبيل انطلاق البطولات مع أمنية حقيقية لديّ صرت أتمنى سماع الإجابة عنها ، تُرى من أين تم تجميع هؤلاء الفتيات، هل هن لاعبات دوري محلي أم مدارس كروية أم أي شيء آخر ؟ واذا أطلقنا على الفريق اسم منتخب العراق ألا نكون متجنين على الاسم الذي يحمله ؟ من أين اُنتخب هذا الفريق وتحت أي مسمّى ؟ أليس من المعيب ان نلعب بهذا الاسم ونكون محطة استراحة للفرق الأخرى لها المكابرة بالمشاركة مع أننا لا نملك أية مقومات لفريق الناشئات والشابات والمتقدمات.
لقد سبق لي أن زرت أحد معسكرات إعداد المنتخب الأول منذ عامين وكان باشراف الكابتن رياض نوري حينها كنت برفقة أحد الاطباء من وزارة الصحة الذي أجرى الكشف والمعاينة على اللاعبات في ذلك الوقت بمبادرة من وزارتين لأجل تقديم الدعم الطبي للمنتخبات العراقية ، فإذا بإحداهن مصابة بمرض ضمور الكليتين والأخرى لديها فتحة في القلب وتعاني الثالثة من التهاب الأمعاء المزمن والرابعة تحمل جعبة من مصائب اخرى وما ان وصل الرجل الى اللاعبة رقم عشرة حتى رمى السماعة من يديه وقال لي: هل هذا منتخب العراق أم منتخب مرضى المستشفيات؟ هذا من جانب واحد اما من جانب الامكانات والمهارة فهذا ما لا يمكن أن أتحدث عنه حيث تفصح النتائج في البطولة أنهن حطمن الرقم القياسي في عدد الكرات المسجلة في مرماهن، بل ان المشاركة العراقية صارت مثاراً للتندر والسخرية من المستوى الهزيل الذي لا يوحي بوجود فريق يعرف الكرة أصلاً !
وأعود الى مربط كلامي حول الاحتكاك لو كانت هناك اية فائدة من المشاركة الخارجية لتطورت فرقنا النسوية بعد عشر سنوات من الاحتكاك سنويا ولمسنا التطور بهدف وحيد على اقل تقدير في آخر مشاركة في الدوحة.
أعتقد جازماً ان المشاركة هي حلقة من مسلسل الفشل المتواصل الذي ما كان له ان يتم ويتواصل ولو كان للاتحاد النية الحقيقية في تطوير الكرة النسوية لألغى المشاركات الخارجية تماماً وركز على البطولات المحلية وآلية النهوض بلعبة كرة القدم النسوية كما فعلت ذلك البحرين مثلا وكان الأجدى ألا نشارك حيث اعتذرت من المشاركة 14 دولة عربية جميعها تتفوق علينا بمراحل كبيرة ولكنها آثرت الانسحاب من بطولة تحمل الاسم فقط.
لقد حان الوقت لنعترف ونعرف ما نريد وما ننوي عمله ونترك المشاركات العبثية المضرة ونعالج الخلل داخليا قبل ان يضيع الخيط والعصفور معاً .