شارع المُتنبي يشهد إطلاق مُبادرة اعتدال الأولى من نوعها لنبذ العنف والترهيب

Monday 16th of November 2015 12:01:00 AM ,
العدد : 3503
الصفحة : عام ,

بعد الانتشار الواضح للعنف والترهيب الذي شهدهُ العراق خلال العشر سنوات الأخيرة ، والذي استفحل دون ان يشهد أي ركود أو هدوء وطغى هذا المرض مُحاولاً القضاء على أي عنصر من عناصر الحياة في بلادنا , كما حاول زرع مفاهيم القسوة والظلم والترهيب في قلوب المواطن

بعد الانتشار الواضح للعنف والترهيب الذي شهدهُ العراق خلال العشر سنوات الأخيرة ، والذي استفحل دون ان يشهد أي ركود أو هدوء وطغى هذا المرض مُحاولاً القضاء على أي عنصر من عناصر الحياة في بلادنا , كما حاول زرع مفاهيم القسوة والظلم والترهيب في قلوب المواطنين نتيجةً لما يواجهونه من خوف وقتل وقطع جميع سُبل العيش والحياة الطبيعية . ونتيجةً لكُل هذا حاولت العديد من المُنظمات و المؤسسات بإطلاق العديد من المبادرات لبث روح التسامح ونبذ التطرف ومن بينها مؤسسة "صوتنا" التي أطلقت مُبادرة "اعتدال" تحت شعار "بالتراحم نستعيد العراق" والتي أسست لها الشاعرة أمل الجبوري ، محاولةً بذلك ضم جميع المتضررين من الإرهاب والعنف ليقوموا أنفسهم ببث روح السلام والمحبة والتسامح في المجتمع .
قالت الشاعرة أمل الجبوري : "انطلقت مبادرة (اعتدال) من شارع المتنبي اليوم وذلك لأن هذا الشارع الذي يُمثل شارع الثقافة والسلام والمحبة والذي نبذ أي مظهر من مظاهر العنف والترهيب ولازال يقاوم هذه المظاهر تعرض في يومٍ ما لأكبر حادث إرهابي أودى بحياة الكثيرين من الأبرياء وكان أشبه بالملحمة آنذاك. "
و أضافت الجبوري : "ما لا يعرفهُ الكثيرون إن في الـ27 من شهر آذار كل عام تحتفي جميع الدول الأوروبية بهذا اليوم استذكاراً لضحايا المتنبي و استنكاراً لما قامت به القوات الإرهابية في العراق وفي شارع الثقافة على وجه الخصوص ."
وبينت الجبوري قائلة : "قد يكون أعظم مثال أمامنا اليوم هو الحاج محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر ، هذا الرجل الذي فقد خمسةً من أبنائه في انفجار شارع المتنبي ، إلا انهُ سُرعان ما عاد إلى ممارسة حياته بشكلها الطبيعي رافضاً الخضوع للألم والاستسلام للخوف والترهيب ، وعاد لإحياء مقهاه من جديد بعد ما يُقارب العام على خراب المقهى ولازال مُستمراً ."
بدوره ، قال رئيس بعثة الصليب الأحمر باتريك يوسف إن " التركيز على ضحايا النزاعات المسلحة والعنف أمر مهم جداً بغض النظر عن أسباب هذا العنف , ولابد أن نتذكر إن الحروب يجب أن تكون لها حدود معينة من الدمار والتخريب ولا يجب أن نسمح بإمتداد هذا التخريب أكثر مما ينبغي. "
وبين يوسف قائلاً " إذا أردنا اليوم الإنتقال إلى مرحلة ما بعد العنف و إعلان السلام الحقيقي علينا العمل بجدية مُتناسين الميول السياسية والدينية أو أية رغبة أو ميول إلى جهة أو طائفة أو فكر معين غير الفكر الإنساني. "
وأكد يوسف "نحن كمنظمة إنسانية كُنا مُبادرين بشكل دائم من أجل المشاركة في كل ما من شأنه بث السلام والطمأنينة والمساعدة من أجل إعالة أية جهة تعرضت للترهيب والخوف , ولأني شخصياً أمتلك مفاهيم النظام الإنساني سأضع يدي بيد كل من يحاول نشر السلام ونبذ روح العنف والترهيب."
كما قال المخرج السينمائي محمد الدراجي : " لقد نوهت في كثير من أفلامي إلى نبذ العنف , وتجاهل الإنتقام واللجوء إلى السلام والتسامح حتى مع من قاموا بالإساءة إلينا أو إيذائنا إلا إني جوبهت بردود قاسية وكأن البعض يخلط بين مناصري العنف والمتسامحين ."
وألفت الدراجي قائلاً : "علينا أن نتخذ من الحاج الخشالي مثالاً حُراً وعظيماً , لأنهُ رمز من رموز الحياة , ولأنه مدرسة تُعلمنا كيف بالإمكان لنا أن نُسامح في زمنٍ تعذر على الكثيرين أن تكون لهم مقدرة حقيقية على التسامح والإنسانية ، فهذا الرجل قال وبأعظم درجات القوة إنه قادر اليوم على مسامحة من قام بتفجير المتنبي وتسبب بقتل أولاده الخمسة إذا كان هذا السبيل الحقيقي لإيقاف سفك الدماء والترهيب والعنف في العراق. "
وقد حضر الجلسة العديد من ضحايا الإرهاب مُستعرضاً كُلٌ منهم ما واجه من أضرار وترهيب ومن بينهم الحاج محمد الخشالي وعدد من عوائل ضحايا سبايكر ومن عوائل المُقاومين لإرهاب داعش في مدينة صلاح الدين وبالأخص النساء المقاومات , وشهدت الجلسة تقديم درع التراحم ووسام التراحم من قِبل المخرج محمد الدراجي إلى رئيس بعثة الصليب الأحمر في العراق باتريك يوسف , كما قامت الشاعرة أمل الجبوري بتوزيع عدد من دروع التقدير والتراحم إلى عوائل الضحايا وتكريمهم.