انتصار لإعادة الحسابات

Monday 23rd of November 2015 09:01:00 PM ,
العدد : 3510
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

نجح منتخبنا الوطني في اقتناص ثلاث نقاط على قدر كبير من الأهمية عندما حقق فوزاً مستحقاً بهدفين مقابل لاشيء في لقائه أمام منتخب تايوان ضمن تصفيات المجموعة الآسيوية السادسة المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس أمم آسيا 2019.
الحديث عن حصد نقاط المباراة لابد ان يتجه نحو بلوغ الغاية المرجوة لهذا اللقاء باعتبار ان المنافسة والتأهل يشترطان ان تسعى المنتخبات نحو اعتلاء قمة المجموعة أو الدخول في حسابات المركز الثاني وهو ما تحقق فعلاً بانتظار حسم اللقاءين القادمين أمام فيتنام وتايلاند.
أما من تابع المباراة في شقّيها التكتيكي والتنظيمي فإن ما قدمه أسود الرافدين لا يزال بعيداً عن حقيقة مستواه بعد ان طغى على أدائه البطء الذي يصل الى الملل في بعض الاوقات وربما ان هناك مَن يبرر ذلك الى توجيه الملاك التدريبي بالتركيز على اللعب الهادىء وعدم التسرّع إلا أن ذلك لا يلغي ان الخصم لم يكن بذاك المنتخب الذي يمكن ان يفرض علينا اللعب بتوجس مغلـَّف بفرط التردد والخشية.
لقد ظهر جلياً الحاجة الى إعادة ترتيب فلسفة التعامل مع المباريات والتسلح بجرعة من الثقة بالنفس ضمن حدود الواقعية وتفعيل الجانب المهاري الذي بدأ يتلاشى تدريجياً عطفاً على شدة الضغوطات التي تعرّض اليها اللاعبون خلال المراحل السابقة بسبب النتائج غير المرضية التي كانت محصلة لسوء الادارة والتقاطعات وفوضى اختيار الملاكات التدريبية والمعسكرات ليلقي ظلالها على تشتيت وحدة المنتخب وفقدانه هويته المعروفة.
إن المرحلة القادمة تتطلب من اتحاد الكرة مراجعة اخطاء ما جرى خلال الجولات السابقة ودراسة ملائمة الفكر التدريبي في تطوير الأداء العام، وهل أن بقاء الوضع على ما هو عليه يمكن ان يلبي طموح اجتياز المباراتين القادمتين من دون دخول أجواء القلق والترقب وهو أمر يبدو بعيداً اذا كانت الرؤية تستند على تحقيق الفوز فقط قياساً للنجاح.
إن الواجب يتطلب الإشادة بجهود اللاعبين والملاك الفني بما تحقق في مباراة تايوان بغض النظر عن ما تم تدوينه من سلبيات وبذات الوقت نرمي بمسؤولية الإعداد والتجهيز لمباراتي الحسم في خانة الجهات المعنية من وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم للارتقاء هذه المرة بالوسائل والأدوات وتقصي كل عوامل اضافة القوة لكل خطوط المنتخب ونمط أدائه الذي يحتاج الى وقفة جادة وحاسمة من اجل ان نذهب بعيداً بالتصفيات من دون أن نحتاج الى استعطاف الفوز وضربات الحظ وهبات المنتخبات الاخرى وخاصة ان الوقت لا يزال طوع أيدينا ويمكن ان نخلق توليفة متجانسة تؤدي بفكر مختلف واسلوب متطور يمكن ان يناسب ما نمتلكه من خامات ومواهب كبيرة لا تحتاج إلا مَن يستطيع أن يحفز بداخلهم الطاقات المكبوتة ويحرر اقدامهم من قيود التردد وبدائية الخطط الميدانية.
مبارك.. بحدود ما تحقق..وسنفرح حقاً عندما نشاهد الأسود وهي تعود الى هوايتها في افتراس منافسيها بأريحية وجدارة لا تحدّها أية طموحات للمنتخبات المتنافسة في إيقاف تقدمهم الذي نتمناه يستمر ويتكرر وصولاً الى زعامة المجموعة وما بعدها من تحديات.