بإنتظار الإنتصار

Monday 18th of January 2016 09:01:00 PM ,
العدد : 3551
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

نجح منتخبنا الأولمبي في خطف بطاقة التأهل الى الدور الثاني من تصفيات آسيا تحت 23 سنة المؤهلة الى اولمبياد ريو 2016 بعد أن كسب نقاط مباراتيه امام اليمن وأوزبكستان على التوالي ضمن المجموعة الثالثة بإنتظار ما تُسفر عنه نتيجة مباراته الأخيرة امام كوريا الجنوبية لتحديد بطل المجموعة.
وقبل الدخول في حسابات المرحلة القادمة من التصفيات  لابد لنا من دراسة وتفحّص أداء الليوث وخاصة في لقائه العصيب أمام الأوزبك الذي يمكن أن يشكّل نموذجاً فنياً في ترتيب الأوراق وتشخيص مكامن القوة والضعف وخاصة اننا سنواجه الشمشون الكوري العنيد في مباراة لن تؤثر على مسألة التأهل لكنها ستمثل فرصة ومحطة في غاية الأهمية للملاك التدريبي لتلافي ما تم تدوينه من نقاط ضعف واختبار حقيقي لروح المطاولة وفرض شخصية الليوث كأحد المرشحين على اللقب الثاني.
مَن تابع لقاء أوزبكستان لابد إنه قد لاحظ الروحية الكبيرة والاندفاع العالي لجميع اللاعبين التي كانت أحد أسباب تحقيق الفوز وخاصة بعد الهدف المبكر الذي دخل مرمانا وكان يمكن أن يشكِّل ضغطاً نفسياً يؤثر على طموح حصد النقاط الثلاث إلا أن العزيمة والإصرار والثقة بالنفس هي مَن أعادت الفريق الى المباراة وهو أمر لابد من الإشادة به وجعله أحد اسلحة المواجهات المصيرية القادمة.
وبرغم ما تحقق إلا أن هناك هفواتٍ فنيةً وتكتيكية رافقت اللقاء يمكن أن تطيح بالآمال في المراحل القادمة إذا لم يتم تجاوزها بسرعة .. ولعل غياب روح  الأداء الجماعي المنظـَّم في مواجهة أسلوب الملازمة الفردية وتضييق المساحات التي طبقها الخصم قد تكون أهم ما يجب الوقوف عنده وتحليله وخاصة إن مهارة اللاعبين تحتاج الى فضاء مفتوح وحرية للحركة لا يخلقها إلا من خلال ضرب وبعثرة خطوط المنافس عبر تدوير الكرة وفتح الثغرات باللعب الجمعي الذي يُعيد التوازن ويسمح بتنوع الوصول الى الشباك.
وفي المقابل..فإن التنظيم غير الموفق لمنتخبنا داخل الميدان سبب في تباعد الخطوط ومنح الأوزبك الأريحية في تناقل الكرة وسهولة وصولها لمرمانا، وبالتالي خلخلة الدفاع وإجباره على إرتكاب الأخطاء بكثرة ولو كان يمتلك لاعبين أكثر سرعة ونشاطاًً لربما اقتنص فرصاً محققة لزيارة شباك فهـد طالب.
مباراتنا اليوم أمام كوريا الجنوبية تدخل ضمن نطاق فرمتة الأفكار بإتجاه أكثر احترافية في التعاطي مع المباريات التي يكون فيها المنافس شرساً ويمتلك لاعبين يمتازون بالسرعة والمهارة والأداء الجماعي، وبالتالي فهي تشكل تحدياً في إثبات قوة الليوث وقدرتهم على التكيّف مع اساليب لعب متعددة مع التأكيد إن ما حصل أمام اوزبكستان لا يمكن المجازفة به امام الشمشون الذي يُجيد استغلال الفراغات بين الخطوط الثلاثة بذكاء، فالأهم أن نبتعد عن عشوائية التصرّف في الدقائق الأخيرة من المباراة التي كانت هي الأخرى إحدى نقاط الضعف المؤشرة في لقائنا الأخير.
إن الجماهير الكروية تنتظر بشغف أن يشق ليوث الرافدين طريقهم نحو خطف إحدى بطاقات التأهل الى أولمبياد البرازيل عبر تأكيد جدارتهم وتقديم عرض كروي يعطـِّل به الماكنة الكورية بغض النظر عن النتيجة التي يمكن أن تدخل ضمن مناورات الأجهزة الفنية في تحديد المسلك الأفضل للمرحلة التالية في التصفيات لبلوغ هدف التأهل وهو أسلوب تلجأ اليه الفرق عبر دراسة دقيقة وقراءة لا تخلو من الدهاء التدريبي وهو آخر ملاحظة نضعها أمام انظار الكابتن شهد بانتظار أن يقدم إلينا انتصاراً آخراً بطعمِ الشَّهد.