السينما العراقية .. مشكلاتها وحلولها

Monday 22nd of February 2016 12:01:00 AM ,
العدد : 3580
الصفحة : عام ,

  خلال محاولات مستمرة لحل مشكلة السينما في العراق أقام ملتقى الإذاعة والتلفزيون في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين  جلسة حوارية خاصة بمجال السينما والبحث في أسباب غيابها ومتطلبات تطور السينما العراقية  ، وذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي

 

خلال محاولات مستمرة لحل مشكلة السينما في العراق أقام ملتقى الإذاعة والتلفزيون في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين  جلسة حوارية خاصة بمجال السينما والبحث في أسباب غيابها ومتطلبات تطور السينما العراقية  ، وذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي في مقر الاتحاد .
حضر الجلسة عدد من السينمائيين والمختصين في هذا المجال ، وتضمنت الجلسة حوارات حول أسباب تراجع النص السينمائي وغياب الأدوات وشركات الإنتاج وقاعات العرض السينمائية ، ووضع مقترحات وحلول بهذا الخصوص في جلسةٍ لم تخلُ من التوتر .
افتتح الجلسة رئيس ملتقى الاذعة والتلفزيون الدكتور صالح الصحن قائلا : "اليوم ، ومن خلال متابعة المشهد السينمائي نجد التنافس الواضح والكبيرعلى شباك التذاكر في السينمات العربية والعالمية ، إضافة إلى ارتياد العديد من النجوم على المهرجانات السينمائية وحصول كثير من الأفلام على جوائز كبيرة ، وفي كل هذا يغيب اسم العراق عن المشهد السينمائي وهذا أمر مؤلم ."
وأكد الصحن :"إننا اليوم ومن خلال هذا التجمع بصدد وضع حلول حقيقية وفعالة وممكنة لنحاول إيصالها إلى الجهات المسؤولة أو قيامنا نحن بحلها فيما بيننا بعيدا عن التدخلات الحكومية غير المجدية ."
وفي مداخلة لا تخلو من الغضب والتوتر للفنان فلاح ابراهيم قال :"نحن من خلال هذه الجلسة لسنا بصدد عرض المشكلات وإكثار الشكاوى التي اعتدنا على أن لا نقوم بسواها ، اليوم هدفنا الأساس هو وضع الحلول المنطقية والحقيقية والممكنة لعمل سينما حقيقية في العراق."
وأضاف ابراهيم قائلاً : "عملت فيلما سينمائيا مع مخرج كبير وكان يتوجب عليّ أداء مشهد شخصٍ عارٍ تماماً في الشارع ، وحين رفضت أخبرني هذا المخرج بأن من الممكن في بلدنا أن يفشل السينمائي لأنه يعتمد على عمل آخر غير السينما ويتخذ من السينم هواية أو مكملا أما في بلده فمن الصعب فشل السينمائي لأن حياته كلها معلقة في السينما وحين يفشل ينتهي دوره ووجوده تماماً."
 بدوره ، ذكر مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح قحطان عبد الجليل قائلاً "حين نمتلك اليوم مشروعاً لإنتاج فيلم فنحن لا نعلم لمن نتوجه اليوم ، فلا توجد شركات إنتاج ممولة حقيقية والشركات الممولة بحاجة إلى ضمان لإعادة أموالها لها ، كما اننا نفتقر لمدير تصوير أو مصوري سينما أو مساعدي إخراج يضعون خطة حقيقية للعمل." مؤكداً "في دائرة السينما والمسرح يوجد قرابة الـ65 مخرجا سينمائيا لا يعمل منهم أحد سوى اثنين أو ثلاثة فكيف يمكن بهذا الاعتماد على مخرجي السينما والمسرح؟"
وأضاف عبد الجليل قائلاً : "الكثير من مخرجي اليوم لا يميزون بين المشهد واللقطة ، كما اننا في دائرة السينما لا نمتلك كاميرات أو أجهزة تصوير حتى أن النك مايك لا يعرفون كيفية استخدامه."
بدوره ، بيّن الدكتور طارق الجبوري "أن مشكلة السينما في العراق وليست السينما العراقية لأنها لا تملك هوية وهنالك تجارب متشظية والمشكلة قائمة منذ بداية السينما بالانتاج فالسينما تتكون من تمويل وصناعة وتسويق ، وهذه المنظومة الثلاثية حين سقوط أي ضلع منها لن تتحق السينما."
وأضاف الجبوري: "في الدول ذات الحكومات الشمولية والتي تبنت السينما حتى وإن صنعت سينما عظيمة إلا انها معلولة وهذا ما حصل في الإتحاد السوفيتي ، فروسيا تنتج أعظم الافلام تنتهي بصالة العرض فليست هنالك سوق لهذه الافلام ."
وبين ان "السينما تحتاج لتمويل والممول يحتاج إلى أموال أو مردود من قبل السينما ، فالسينما في العراق من يتحكم بها هي الدولة والدولة تدفع هبات وإن لم ترد بمردود فلا توجد مساءلة ولكي نصنع السينما يجب أن نجد ممولا وبما إن رأس المال جبان فبهذا لا يمكن صناعة سينما وستكون خاسرة دائما ولا يوجد منتج مؤمن بالسينما العراقية."
وأوضح الجبوري "ونتيجة لكل ما ذكر وجدت الدول حلا لمشكلة السنيما بوضع صندوق دعم السينما فلا نطلب من الدولة سوى ايجاد صندوق دعم السينما ، واستحداث قانون ينظم عمل السينما كما يجب على الدولة وضع قانون لترخيص الكمارك لكي يعمل على التسهيلات للحصول على ادوات السينما."