أوهام براءة الاتحاد

Monday 29th of February 2016 09:01:00 PM ,
العدد : 3587
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

يقول فولتير( يجب أن تخجلَ من ارتكاب الخطأ وليس من الاعتراف به) وأجزم أن هذا الفيلسوف لم يخطر على باله يوماً أن هناك مَن لا يخجل من الخطأ ولا حتى الاعتراف به.
بتلك الصورة الغريبة تمضي الكرة العراقية نحو الإخفاق الإداري المتواصل منذ سنوات من دون أن يتعلم قادتها من المواقف والمعاضل التي تواجهها ، بل وتصرّ على المضي بها بتلك العشوائية والبدائية سواء بالإدارة أو بالتخطيط أو التجهيز وهي ثابتة لا تتحرك عن مواقعها وإنما تتفاخر على إنها الأكفأ والوليد الوحيد الذي أنجبته بطون العبقرية الكروية.
آخر فصول الإثارة اعلان قائمة المنتخب الوطني التي ستخوض مواجهتي تايلاند وفيتنام المهمة والمؤهلة للدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2018 ونهائيات أمم آسيا 2019 وما رافقها من تقاطعات بين اعضاء الاتحاد والملاك التدريبي المغلوب على أمره لتمتد الى الشارع الكروي في سابقة لم نشهد لها نظيراً في كل انحاء العالم حينما اختلطت المسؤوليات وتشابكت الواجبات وتعددت الآراء بطريقة استدعاء اللاعبين وامكانياتهم ومدى جاهزيتهم .
الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل تعدّاه الى انقسام داخل بيت الاتحاد ولجانه الفرعية التي كانت نتيجتها تقديم رئيس لجنة المنتخبات فالح موسى استقالته بعد اتهامه رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود الإنفرادَ بالقرارات وتهميشه له.
بعيداً عن حقيقة ما يجري وتبريرات كل الأطراف إلا أن هناك وقائع دامغة تؤكد أن هناك تخبطاً يضرب أركان وفكر اتحاد الكرة متمثلة بتغيير قائمة اللاعبين لأكثر من مرّة لأسباب متعددة أكثرها كانت غير منطقية بعد أن تعكّزت الحجج بين إجراءات إدارية أو اصابات بعض المحترفين ثم ارتباك في جدول الإعداد حينما أغفل الملاك التدريبي صعوبة اشتراك لاعبي القوة والجوية ونفط الوسط في مباراة سوريا الإعدادية يوم 18 آذار القادم بسبب ارتباط تلك الأندية بمباريات كأس الاتحاد الآسيوي يومي 15 و16 الشهر نفسه مما يعني ان لقاء الشقيق السوري لا يُمثل اختباراً حقيقياً لجاهزية المنتخب خاصة إن بعض اللاعبين المحترفين يتعذّر حضورهم لتلك المباراة.. وبالتالي فإن الملاك الفني سيرتكب خطأ غير مبرر بعد أن إتضح عدم جدوى اللقاء واستحالة اضافته لأي مكسب على صعيد انسجام التشكيلة الأساسية أو تنفيذ الجانب الخططي، بل إن أية نتيجة سلبية ربما ستؤثر في الجانب النفسي وتعرّض علوان ومساعديه الى ضغوطات كبيرة، كما حصل بعد اللقاء الودي مع المنتخب الأردني الشقيق في المرحلة السابقة التي لم تنفع اعتباره تجريبياً في إخماد فورة الجماهير التي تنظر الى تاريخ الكرة العراقية وسمعتها قبل أي شيء آخر.
على اتحاد الكرة مراجعة أخطائه الكثيرة في جلسة مصارحة ومكاشفة مجردة من أوهام البراءة الشخصية لكل الأفعال والتصرّفات التي رافقت قيادتهم طيلة الفترة الماضية والركون الى المصلحة العامة.