العين الثالثة للمدرب

Wednesday 24th of August 2016 09:01:00 PM ,
العدد : 3724
الصفحة : الأعمدة , محمد العبيدي

مرّت كرة القدم بمراحل كثيرة ومختلفة ما بين تطور طرق اللعب والتدريب حتى دخول التكنولوجيا حيث تطوّرت الأدوات المستخدمة في التدريب وأسهمت في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال، وظهرت أيضاً وظائف جديدة مع مرور الوقت في طاقم التدريب ومنها المحلل الفني الذي أصبح له دور كبير الى جانب المدرب لفريق كرة القدم.
فعلى المستوى الخططي شهدت الملاعب تطبيقات مختلفة لأفكار المدربين من الناحية التكتيكية وفق أساليب حديثة في التنظيم الدفاعي والهجومي.
ومع هذا التطور الخططي تنوعت أساليب تنمية الجانب البدني عبر استخدام الأجهزة التقنية الحديثة المستخدمة في التدريبات الخاصة برفع معدلات اللياقة البدنية.
ومنذ عهد قريب، استحدث القائمون على اللعبة في الأندية الأوروبية نظاماً يجمع محصلة أداء الفريق الخططي والبدني تحت مسمّيات مختلفة لكن بالمضمون ذاته وهو متخصص في تحليل الأداء الفني للفريق.
من أهم البرامج المعتمدة عالمياً في هذا المجال هو برنامج ( بروزون ) أحد أنجح البرامج الرائدة في مجال الاحصائيات والارقام في عالم كرة القدم بالتحليل الفني الاحصائي حيث يُستخدم الآن في عدد من البطولات الإقليمية والقارية والدولية وهو برنامج متخصص بالإحصائيات إذ انتشرت ثقافة المحلل الفني في أندية العالم كافة غير أن الاندية والمنتخبات العراقية لم تمنح تلك الثقافة الاهتمام المطلوب على الرغم من أهمية دور المحلل الفني في الطاقم التدريبي.
ومع استعدادات منتخبنا الوطني لخوض غمار التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 ، انضم للمرة الأولى محلل فني ضمن الملاك الفني للمنتخب في خطوة مهمة تحسب للمدرب راضي شنيشل الذي منح هذا الجانب الأهمية المطلوبة فقام باستقدام المحلل الفني عبدالأمير ناجي اللاعب الدولي السابق بعد أن شارك بنجاح في دورة متخصصة في البحرين وعمل في مجال التحليل الفني للمباريات في البرامج التلفازية وعلى الرغم من أن خبرة ناجي بمجال التحليل الفني لم تكن ميدانية إلا انها خطوة في الطريق الصحيح من المطلوب تعزيزها وتطويرها بشكل سريع.
من المهم إتاحة الفرصة الى هذا النوع من الاختصاصات ولا شك أن عبدالأمير ناجي سيبذل ما بوسعه للقيام بدوره بشكل كامل.
نعم إن التحليل التلفازي يختلف كثيراً عن التحليل ضمن الملاك الفني وأهم هذه الاختلافات هي أن التحليل ( النظري ) لوسائل الإعلام لا يحتاج بالضرورة الى التفاصيل الدقيقة والأرقام التي يقوم بتحضيرها المحلل الفني ضمن عمله كفرد من أفراد الطاقم التدريبي.
ولعل وجود المحلل الفني الى جانب المدرب بات من ضروريات نجاح المنظومة التكتيكية في الفريق لأنه يمثل العين الثالثة للمدرب من الناحية الخططية وجزء مكمل لأعضاء الملاك الفني.
يعتمد التحليل الفني على تحليل الأداء بدراسة التحركات الفنية والتكتيكية من خلال مقاطع الفيديو وتعديل الأخطاء الذي يقع بها اللاعبون أثناء المباريات وحتى في التدريبات ودراسة الفرق المنافسة من الناحية التكتيكية وتزويد المدربين بتقارير فنية عن الخصوم وعن لاعبي الفريق من خلال مراجعة وتصحيح الأخطاء، كذلك مراجعة المحاضرات التي يلقيها المدربون على اللاعبين.
إن هذه الثقافة التحليلية تعد من أهم عوامل النجاح في منظومة الملاك الفني في أندية ومنتخبات العالم لأهميتها في تطوير الأداء والنتائج.
ويقوم المحلل الفني بتقديم اقتراحات بمثابة حلول مناسبة لمشكلة الأخطاء الفنية ضمن تقرير يرفع للمدرب كما أن من أهم الأدوار التي يقوم بها دراسة الفريق الخصم استعداداً للمباراة المقبلة من خلال تحليل مجموعة من آخر مباريات الفريق الخصم وتأشير نقاط القوة والضعف.