رواية الحداثة وما بعد الحداثة موضوع نقاش نادي السرد

Tuesday 17th of October 2017 12:01:00 AM ,
العدد : 4043
الصفحة : عام ,

الخلاف في تفسير مفاهيم الحداثة وما بعدها، كان محوراً نقاشياً لجلسة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، صباح يوم الأربعاء الفائت، في جلسة أقامها نادي السرد على قاعة الجواهري، ضيّف من خلالها الباحث والأكاديمي د. احسان التميمي، الجلسة قدمتها الناق

الخلاف في تفسير مفاهيم الحداثة وما بعدها، كان محوراً نقاشياً لجلسة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، صباح يوم الأربعاء الفائت، في جلسة أقامها نادي السرد على قاعة الجواهري، ضيّف من خلالها الباحث والأكاديمي د. احسان التميمي، الجلسة قدمتها الناقدة عالية خليل، متحدثة عن سيرة ضيفها، مشيرة الى أن هذه الجلسة تُعدّ محاضرة خالصة ستكون فيها المداخلات من ضمن المحاضرة.
 قال  المُحاضر د. احسان التميمي إن "مصطلح ما بعد الحداثة، مصطلح عصيّ على الفهم وفضفاض، وربما نستطيع إذا أردنا فهمه، أن نجري مقاربة لما بعده وما قبله".
ولأن كل فكرة تحمل نقيضاً، فيذكر التميمي أن "النقيض يأتي مما بعده، فنستطيع أن نتبين ماهية ما بعد الحداثة من خلال مصطلح الحداثة، لدينا حداثة في المجالات كافة، ونجد أن الترسيمة الأولى للحداثة كانت في عصر النهضة".
  هنالك معطيات فلاسفة وكتّاب من ضمنهم نيتشه، في كتابه ارادة القوة، الذي يعد أول كتاب له، أسس فيه ما يعرف بالعدمية، وذكر أن كل القيم التي طرحتها الميتافيزيقيا هي قيم عدمية، لأن المعطيات التي انتجتها الحداثة كانت مجرد معطيات تؤمن باليقينية، لذا يشير التميمي الى أن "من خلال الكثير من الرؤى الحداثوية، نُقلت لنا صورة أن الإنسان صار بديلاً عن الآلهة."مُشيراُ إلى كتاب آخر لنيتشه" ذكر أن الآلهة تموت، وبما أنها تموت يجب أن يحل محلها الانسان، الانسان يتأمل ذاته وينظر الى منتجات هذا العالم، ما يهمنا في الفلسفة هو ما يخص الأدب، والرواية تنفعل بالمنتج الفكري والثقافي المعرفي، وهذا تماماً عكس ما يقوله المنظرون الماركسيون في أن الأدب انعكاس للحياة، ولكن في الواقع أن الرواية فقط من الآداب التي تعد امتداداً للحياة، وهي سليلة الملاحم التي انتجتها الحضارات، والانسان القديم منذ بداية نشوء الحضارات وحتى هذا الوقت، وهي اكثر النتاجات الأدبية تفاعلاً مع المنتجين الثقافي والفلسفي".
هنالك علاقة جدلية بين الحداثة وبعدها، وهي علاقة ردة فعل، فما بعد الحداثة هي انتقاض للحداثة، وقد بنيت فكرتها على الحداثة وبقيت الحداثة مصاحبة لما بعد الحداثة. فيقول الناقد فاضل ثامر إن "الكثير من الكتّاب الغرب، لم يؤمنوا بما بعد الحداثة بل آمنوا بأنها منقطعة الصلة عن الحداثة وما بعد الحداثة جاء رد فعل للحداثة، وإن هذا المنتج الحداثوي يجري ضمن منظومة كبيرة انتجت حضارة انسانية مشوهة بالحروب".
موضوع الجلسة شائك وصعب وهو يشير الى تمظهرات الحداثة وما بعدها في الرواية العراقية، والعربية، يذكر ثامر أن "الحداثة وما بعدها بالنسبة للأدباء، لايزال يحيط به الكثير من اللبس والتداخل، فنحن بحاجة الى حلقة تدريسية مهمة لتفسر ماهي الحداثة ومابعدها، ليتم بعدها تقييمها على أساس الأدبيات الأخرى".
بدوره أكد الناقد والباحث ناجح المعموري أن "المحاضرة أثارت الكثير من الملاحظات، حيث وفرت لنا فرصة استعادة الكثير من المفاهيم بهذه الموضوعة، إن احد الجوانب الحيوية، حين تحدث عن الحداثة وما بعدها تعامل معهما كنتاج لنظرية نقدية لها جذور في الفلسفة".
مُشيراً الى رغبته بالإشارة الى "جانب أنّ الحداثة هي نتاج مرحلة تمكنت فيها البرجوازية الغربية من قيادة المجتمع وتشريع القوانين القادرة على الضبط والاخضاع، اي هنالك ضرورة اقتصادية لنشوء هذا الجانب، ولأن الحداثة فشلت في توفير عناصر ضبط ناضجة حصلت الحرب العالمية الثانية، من هنا دفعت لوجود البديل للحداثة وهو ما يعرف ببعد الحداثة".