في اربعينيتها التي أقيمت في بيت المدى..العمة زكية تملأ المتنبي وتشغل رواده

Friday 26th of March 2010 05:05:00 PM ,
العدد :
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

أفـــراح شـــوقيتصوير/ سعدالله الخالديبمناسبة أربعينية الفنانة زكية خليفة، أقامت (المدى) بيت الثقافة والفنون في الساعة الحادية عشرة  من صباح أمس حفلاً استذكارياً، ساهم فيه عدد من الفنانين والسياسيين، متناولين دورها وحياتها النضالية ودفاعها عن قضية المرأة،والتظاهرات التي قادتها من أجل المبادئ الإنسانية التي آمنت بها واتفقت كلمات المشاركين في حفل الاستذكار على أهميتها وتاريخها المشرف،

وأدار حفل الاستذكار الذي حضرته مجموعة كبيرة من الفنانين ومحبي فنها وعدد من الفضائيات التي تابعت الحدث الناقد حسين السلمان الذي قدم الحفل قال:كانت قريبة إلى قلوبنا،وكل ما نقوله بحقها يكون قاصراً. ظل من الظلال الصادقة بدأ حفل الاستذكار الناقد حسين السلمان مقدماً له قائلاً:نحن هنا لنبحث عن جمال الماضي وهي حقيقة  متمثلة بهذه المرأة التي أعطت لنا الكثير، وما من أحد في السياسة والأدب والفن إلا وكان للعمة زكية ظل من الظلال الصادقة،قد يطول الحديث وتتشعب الكلمات كما تشعبت حياة ونضال العمة زكية،فعندما كنا صغاراً يحلو لنا أن نلعب أو نمرح، كانت قريبة إلى قلوبنا وكم من الكلمات قد تكون بسيطة بحق هكذا حياة مضيئة ومشرفة وجميلة وحافلة بالنضال،لم أفكر يوماً ما في أن استحضر الأموات وقد يكون الماضي شيئاً من الأشياء المنسية ألا أنه إعادة لذاكرة التجديد ثانية.في التمثيل كانت تتعامل مع ذاتها الحقيقية ثم تناول دفة الحديث عن الراحلة زكية خليفة الدكتور المسرحي عقيل مهدي الذي واكب بعضاً من مسيرتها.. وقال:عندما كنا نذهب إلى فرقة المسرح الفني الحديث وقد كتبت شيئاً عن ذكرى هذه الفنانة المبدعة،ويحضرني الآن شيء ربما يكون نافعاً،فعندما كنا نذهب للفرقة كانت تمثل لنا مثل باب الطلسم بتشعباتها وتفرعاتها وفنانيها وكان المسرح بقيادة الفنانين يوسف العاني وسامي عبد الحميد وخليل شوقي وقاسم محمد وآخرين  من الكبار،وكنا جيلاً من الشباب نتردد على الفرقة ونجد زكية خليفة حاضرة،ولو أردنا وصف وجودها لقلنا أنها تمثل أيقونة المسرح ببعدها الذي يساوي زمناً طويلاً من عرض المسرح،وهي تمثل أرشيفاً كبيراً يحوي كل قيم مدينة العمارة الطيبة التي انحدرت منها بعفويتها ولهجتها وريفيتها وحتى ظلها الذي غالباً ما يكون سباقاً للتواصل مع الآخرين، ومن جانب آخر أتذكر أن الراحلة كانت تقدم الدور بشكل تسجيلي بمعنى أنها لا تتعامل مع الدور قدر تعاملها مع ذاتها الحقيقية والواقعية التسجيلية،وكذلك كانت تخاطب جمهور غني متفرد،بمعنى أنها لو خرجت خارج (طريبيل) بعرض مسرحي لحصدت مزيداً من النجاح لأن المتفرج يعرف من هي العمة زكية وزكية تعرف من هو وما يجب أن يقال عن نضالها السياسي أنها حوربت في الزمن الماضي،وكان البعض يتسارع لإطفاء هالتها الفنية والنضالية.ولم يعرف المسرح العربي والعالمي ظاهرة مثل ظاهرة هذه العراقية الباسلة،وهي انضمت لجمعيات ومنظمات نسوية،وكانت في السجن وتقوم بإضراب مع زميلاتها من ديانات ومذاهب متنوعة،وهي تجسد شخصية عراقية واحدة وخالصة في تعاملها مع الآخرين وهذه هي جمالية العراق الذي يجمع كل الأطياف وكانت زكية خليفة الأم والأخت والفنانة والمناضلة في آن واحد والتي جعلت من المسرح رسالة تنويرية لخدمة الشعب وتخليصه من الشوائب التي كانت سائدة فيه.أنا اغبط كل من زاملها وعرفها عن قرب،وما زلت أتذكر فرحها عندما كنا نتدرب على مسرحية في الأردن الشقيق مع يوسف العاني وسامي عبد الحميد وكنت أثناءها ممثلاً وذلك بعد توقف دام (15) عاماً لمسرح الفن الحديث،وكانت المسرحية تمثل بادرة لإعادة حركة المسرح من جديد.وفي مداخلة لمقدم الحفل حسين السلمان قال فيها: أن الراحلة اعتمدت في عملها السياسي والفني على الروح الفطرية الكامنة في نفسها،هذه الروح التي يمتلكها الإنسان الجنوبي بشكل خاص،كانت تعبر بقوة في المسرح كما هي تعبر من خلف القضبان أو الشارع،ونحن هنا الآن ثمار من جهدها الكبير الذي قومته العمة زكية ويرافقها الكثير من الشموع المضيئة التي لا تنطفئ أبداً. دورها واضحاً في نظام (الكوتا) ثم تناولت دفة الحديث عن العمة زكية خليفة الناشطة النسوية وزميلة الراحلة فاطمة فاضل إذ قالت:العمة زكية هي عمتنا جميعاً،السيدة المناضلة والمكافحة وهي ستبقى في روحنا وأنفاسنا دائماً.. وبالأمس كنت أسمع منها كثيراً في الستينيات والسبعينيات لكني لم التقها ألا بعد عام 2003،وأتذكر أن لقاءنا الأول كان بتاريخ 1/5/2003 في تظاهرة عيد العمال العالمي في منطقة الباب الشرقي وكانت في مقدمة المتظاهرين وقالت لي بعد التعرف علي (أريدك تنضمي إلى المنظمة التي أسستها منظمة المرأة العراقية وهي تضم عدداً كبيراً من النساء العراقيات الناشطات).وتحدد لقاؤنا الأول في مقر المنظمة وكان عبارة عن خرابه قمنا بتأهيلها وترتيبها لكن سرعان ما غيرنا مقرنا بعد المطالبة بالبناية لتكون مقراً لإحدى الوزارات،وكانت وجهتنا إلى دائرة التجنيد قرب منطقة العلاوي وأيضاً هيأنا المكان بجهود ذاتية ومتابعة نشيطة من العمة زكية لأجل أن يكون لنا مقر ثابت للعمل وتقسيم المهام وبما يعزز من مكانة المرأة العراقية واحتضان أكبر عدد من الناشطات العراقيات.وكان تجمعنا الأول في ساحة الفردوس للمطالبة بإلغاء قانون الأحوال الشخصية (137) الذي أصدر عام 2005 وكان للعمة زكية كذلك دورها في