لكل جريمة حكاية: الغيرة العمياء... هي الدافع للقتل أحياناً

Friday 1st of December 2017 09:01:00 PM ,
العدد : 4076
الصفحة : ناس وعدالة ,

ضابط مركز شرطة الإسكان تلقّى إخباراً من دورية النجدة بوجود جثة لفتاة مقتولة في دارها، فتوجه بصحبة ضابط الأدلة الجنائية الى البيت بعد اجراء الكشف الابتدائي، وجد أن القتيلة مصابة بـ 17 طعنة قاتلة أكثـرها في منطقة القلب للزوجة الشابة التي لم يمض على فترة زواجها سوى خمسة أشهر، وتبيّن من الكشف اختفاء حُلي ذهبية كانت موجودة في أيدي القتيلة وحلقة الزواج، ووجدت ملابس القتيلة مبعثـرة داخل غرفة النوم، بالإضافة الى قطع شبّاك الحمام بآلة حادة. المعلومات الأولية لضابط التحقيق أفادت بأن الجريمة حدثت بدافع السرقة، حيث وجدت آثار أقدام في مدخل البيت وانتشار بقع الدماء من شبّاك الحمام حتى مكان العثور على الجثة.

 

بعد نقل الجثة الى مشرحة الطب العدلي لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، بدأ ضابط التحقيق بجمع المعلومات عن الزوج الشاب الذي يعمل قصاباً ويملك مواشي وأغناماً يتاجر ويبيع منها واعتاد على الخروج فجراً من بيته متوجهاً إلى محله، وفي بداية حياته الزوجية حدثت خلافات ما بين الزوجين بسبب غيرته الشديدة على زوجته، وإن الزوجة تتمتع بسمعة طيبة بين أهلها، لكنها كانت دائمة التردّد على بيت أسرتها مما كان يثير غضب الزوج. ضابط التحقيق أراد أن يطّلع مرة ثانية على مسرح الجريمة، فتبيّن أن هناك حظيرة مواشٍ تابعة للمنزل، وتبيّن وجود آثار لحفر حديث، قام ضابط التحقيق بحفر الحظيرة لتظهر مفاجأة جديدة في القضية، الحُلي الذهبية وحلقة الزواج الخاصة بالزوجة بالإضافة لسكين ملوّثة بآثار دماء مدفونة تحت أرضية الحظيرة !! بدأ الضابط في إعادة مناقشة الزوج، انهار الزوج أمام الضابط وهو يبكي ويطالب بالعمل معاً لكشف قاتل زوجته التي يحبّها كثيراً ! دموع الزوج الخبيثة اعتاد عليها الضابط وازداد شكّه في ارتكاب الزوج الجريمة، وبدأ الحذر في التعامل معه ! كانت البصمات غير واضحة على السكين والحُلي الذهبية! ولجأ الضابط لحيله للإيقاع بالزوج ونزع اعترافه بعد التأكد من عدم دخول شخص غريب المنزل وقت الجريمة وتجمع كل المعلومات المادية بأن الزوج هو من ارتكب الجريمة.
دخل مدير الشرطة على الزوج أثناء مناقشة ضابط التحقيق له وقال له، إن مديرية الأدلة الجنائية أكدت مطابقة البصمات على السكين لبصمات الزوج كما أن القتيلة تركت ورقة صغيرة مدوّن عليها أن قاتلها هو زوجها، انهار الزوج المتهم سريعاً بعد تضييق الخناق عليه اثناء مناقشته واعترف بارتكابه الحادث وإنه نادم على ذلك! أمام قاضي التحقيق واثناء تدوين أقواله قضائياً ذكر للقاضي بأنه كان يحبها وحين تزوجها انشغل قلبه بالغيرة عليها وخصوصاً عندما كانت تذهب لأسرتها وتتأخر، كان الشيطان يوسوس له بأنها تلتقي بشاب هناك. وليلة الحادث ذهبت الى بيت أهلها وعدت بعد أن جلست مع اصدقائي ولم أجدها بالبيت، فعندما عادت افتعلت معها مشاجرة وعنفتها ولم تنم حتى الصباح، كنت استعد للخروج مبكراً الى عملي نظرت إليّ وأكدت لي بأنها زوجة مخلصة وأحضرت لي صحن الإفطار وفاكهة لأكلها قبل خروجي الى العمل، لم أدري بنفسي أمسك بالسكين وطعنتها بقلبها، تملكني الشيطان وهي تصرخ وأنا اكتم صوتها، حبيبي لا تقتلني، اتركني أنا حامل منك، كانت كلماتها تقابلها طعنات، لا أدري ما القوة التي سيطرت عليّ في وقتها ! وبعد أن سقطت مضرجة بدمائها خلعت حُليها الذهبية والحلقة، وقطعت حديد شبّاك الحمام ليبدو الحادث سرقة، وأخفيت المسروقات في حفرة في حظيرة المواشي الخاصة بي. احيل القاتل بعد أيام الى المحكمة بعد تدوين أقواله قضائياً لينال عقابه العادل على جريمته الشنعاء!.