الصدر والحزب الشيوعي يجمعان قواهما لخوض الانتخابات المقبلة

Sunday 11th of March 2018 07:29:29 PM ,
العدد : 4153
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد أحمد

أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر سيرافقهم اللون الأحمر قبيل موعد الانتخابات البرلمانية في أيار القادم. ويعود الفضل في ذلك لتحالف غير مسبوق مع الحزب الشيوعي .
تحدّى الصدر، ذو الشعبية الواسعة منافسيه من رجال الدين واختار التحالف مع خصوم سابقين من الماركسيين يطالبون بدولة علمانية لخوض انتخابات 12 أيار.
وقال إبراهيم الجابري، مسؤول أحد مكاتب الصدر في بغداد، إن "هذا التحالف هو الأول من نوعه في العراق. إنها ثورة يقودها عراقيون يريدون إصلاحات تجمع بين مدنيين علمانيين أو شيوعيين مع إسلاميين معتدلين ."
واعتاد الجابري، 34 عاماً، أن يأتي كل يوم جمعة الى ساحة التحرير وسط بغداد ليخطب بمئات من المتظاهرين المحتجين ضد الفساد .
وأضاف الجابري قائلا "هذا التحالف ليس شيئاً مفاجئاً ،لأنه مضى علينا أكثر من سنتين ونحن نحارب معاً في كل محافظة ضد الطائفية."
وكان نشطاء المجتمع المدني قد انطلقوا بحركة احتجاج في تموز عام 2015 يطالبون فيها بتنفيذ إصلاحات وتقديم خدمات عامة ووضع نهاية للفساد. وقد التحق بهم أنصار الصدر في ما بعد .
وقال رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ووزير العلوم والتكنولوجيا الأسبق، إن "المطالب لم تكن طائفية مطلقاً.. إنها مطالب تدعو لسيادة القانون ودولة مدنية تخدم المواطن. الشيء المهم هو أن هذه المطالب سمحت لأناس من الحركة الإسلامية والعلمانيين بالعمل معاً ."
وهيمن الشيوعيون على المشهد السياسي في العراق خلال الخمسينيات ولكنهم همّشوا تحت سلطة حزب البعث الحاكم لنظام صدام حسين. واليوم فإن الحزب ليس لديه سوى عضو واحد في البرلمان .
ويقول فهمي، إن حركة الاحتجاج أعطت زخماً للتعاون بين أشخاص لا يجمعهم أي فكر آيديولوجي مشترك "ثم تحول هذا التعاون بعد ذلك الى تحالف سياسي ."
ويتألف تحالف "سائرون نحو الإصلاح" من ست مجاميع غالبيتها غير إسلامية بضمنهم الشيوعيون، بالتضامن مع حزب تكنوقراط مدعوم من التيار الصدري يحمل اسم "الاستقامة".
ودعا الصدر، كتلته البرلمانية "الأحرار" البالغ عدد أعضائها 33 عضواً بعدم الترشّح للانتخابات وذلك لفسح المجال أمام القائمة المشتركة الجديدة، لكنه استثنى في ما بعد ما يقارب 5 برلمانيين.
وفي ساحة التحرير ترى النساء المرتديات غطاء الرأس والعباءة السوداء يبتسمن ولكنهنّ لا يتحدثنَ مع نظيراتهنّ الأخريات من النساء المدنيات السافرات .
وقالت نادية ناصر 43 عاماً، مدرّسة ترتدي عباءة رأس، "هدفنا هو تغيير المسؤولين الذين حكمونا طوال 14 عاماً. لقد سئمت من الفساد. أنا مؤيدة لهذا التحالف لأنني أريد رؤية وجوه جديدة ."
وقال قاسم موزان، 42 عاماً وهو كاسب إن "التحالف شيء طبيعي. مشيراً بقوله: "التيار الصدري مفتوح على جميع الاحزاب والطوائف. بالنسبة لي إننا شعب واحد تحت علم واحد ."بالمقابل يقول جاسم الحلفي 58 عاماً، أحد الذين ساهموا في تنظيم الاحتجاجات من الحزب الشيوعي، إنه "يتذكر لقاءه الاول بمقتدى الصدر في النجف عام 2015" .
ويضيف الحلفي بقوله "قدمنا له خططنا لمحاربة الإرهاب وتأسيس دولة مدنية من خلال صندوق الانتخابات. أصغى إلينا وقال انه جاهز وراغب بالتعاون ."
ويذكر أن الحلفي والصدر استمرا على اللقاء كل أسبوعين منذ ذلك الوقت.
وقال مساعد الصدر إن البعض يقول إنه من المستحيل أن يعمل العلمانيون والدينيون معاً"، مؤكداً أن هذا التحالف هو "ليس تحالفاً آيديولوجياً، الكل له قناعته الخاصة".
ولكن ذلك لم يمنع أحزاباً شيعية متنفذة أخرى من توجيه انتقادات حادة لهذا التحالف .
ويضيف الجابري بقوله "شنّوا حرباً ضد قائمتنا وهاجمونا عبر قنواتهم الفضائية. هذا يكشف مدى ضعف الفساد ومدى قوّتنا ."
 عن: AFP