15 محاولة اغتيال لمرشحين ومسؤولين بسبب التنافس الانتخابي خلال شهر

Saturday 5th of May 2018 08:13:58 PM ,
العدد : 4186
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

تحولت المنافسة بين المرشحين خلال الأسبوعين الأخيرين من تمزيق "البوسترات" ونشر مقاطع جنسية فاضحة الى محاولات اغتيال تكررت في أكثر من مدينة واستهدفت مرشحين من قوائم متعددة.
وسجلت في تلك الفترة نحو 15 محاولة اغتيال، استهدفت الى جانب المرشحين، مسؤولين في مفوضية الانتخابات، ومسؤولاً رفيعاً في هيئة الحشد الشعبي كان قد انتقد زجّ اسم "الحشد" في الدعاية الانتخابية.
وتسبب اغتيال الاخير في ظروف غامضة، خلال تواجده في منزله جنوب بغداد، بسجال شيعي- شيعي عن الجهة التي تقف وراء الحادث. كما أعاد فتح ملف رواتب الحشد والحديث عن وجود شبهات فساد أشار إليها رئيس الحكومة حيدر العبادي في خطابه الأخير.
وعلى ضوء الحادث شكلت الحكومة لجنة تحقيقية، وأعلنت فصائل مقربة من المرجعية الدينية الحداد 3 أيام، فيما لوح زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" الى أن الاغتيال سببه صراعات سياسية.

التصفية الانتخابيّة
وفي هذا السياق يقول طلال حسين الزوبعي، المرشح عن بغداد لـ(المدى) انه "على الحكومة والاجهزة الامنية الانتباه لعمليات الاغتيال في فترة الانتخابات"، معتبراً أن هناك جهات تحاول حرمان فئات معنية من العراقيين من التصويت.
وبحسب إحصائية أجرتها (المدى) لمحاولات اغتيال مرشحين، في شهر نيسان الماضي فقط، تبين أن هناك 12 مرشحاً تعرضوا لمحاولات اغتيال.ففي الأنبار، غربي البلاد، أصيبت المرشحة للانتخابات عن حزب الحل، زينب عبد الحميد، بعد تعرض مقر الحزب لهجوم انتحاري.ونجا المرشح عن ائتلاف جبهة تركمان كركوك، أنور فخري كريم، بعد تعرض سيارته لهجوم من قبل مسلحين، على طريق محافظتي كركوك- ديالى.
وفي محافظة كركوك أيضاً نجا المرشح عن جبهة تركمان كركوك، عمار كهية، من عملية اغتيال بقنبلة محلية الصنع.
وهذه ثاني محاولة اغتيال يتعرض لها كهية، خلال أقل من عشرة أيام، إذ انفجرت سيارة مفخخة في أثناء مرور موكبه بأحد شوارع المدينة، في وقت سابق من نفس الشهر.
وفي بغداد، نجا النائب عبد الكريم عبطان من محاولة اغتيال بمسدسات مزودة بكواتم للصوت، بعد اعتراض موكبه الشخصي.
وفي شرقي بغداد نجا المرشح عن تحالف سائرون، أنور علي الكعبي، من محاولة اغتيال بعد أن أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارته في أثناء مروره في أحد الأحياء.
المرشح عن قائمة "ديالى التحدي"، طه المجمعي، نجا هو الآخر من محاولة اغتيال تعرض لها في محافظة ديالى. وفي محافظة بابل تعرض المرشح عن تحالف سائرون، حسين الزرفي، وهو طبيب يعمل في أحد مستشفيات بابل، لمحاولة اغتيال وسط المحافظة من قبل مسحلين مجهولين.
وأعلنت المرشحة عن ائتلاف النصر التابعة لرئيس الحكومة، عن محافظة أربيل، هيمان رمزي، عن إصابتها في منطقة الرأس، إثر تعرضها لمحاولة اغتيال في مركز إقليم كردستان.
كذلك نجا القيادي في حركة أنصار الله الاوفياء، ضمن تشكيلات الحشد الشعبي جاسم الساعدي، من محاولة اغتيال اثناء مرور سيارته في بغداد.كما كان آمر تشكيل سرايا الدفاع الوطني علي الاسدي، وهو ايضاً ضمن صفوف الحشد، تعرض الى محاولة اغتيال، بحسب موقع الحشد الإعلامي.
إلى جانب ذلك قتل نجم الحسناوي، المرشح عن ائتلاف "دولة القانون" الذي يرأسه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، في نزاع عشائري شمالي العاصمة.
وكان النائب كامل الغريري، قد كشف في آذار الماضي، عن أن محاولات الاغتيال سببها التناحر السياسي بين المرشحين الجدد والنواب، مشيراً إلى أنّ هدف كل واحد منهم إزاحة الآخر من التنافس في الانتخابات.

الانشغال بالدعاية
بدوره دعا صباح الساعدي، النائب السابق والمرشح عن تحالف سائرون في بغداد المدعوم من التيار الصدري، رئيس الحكومة ووزير الداخلية والقيادات الامنية الى "عدم الانشغال بالانتخابات ما دموا في مواقع المسؤولية".
واعتبر الساعدي في تصريح لـ(المدى) أن الاغتيالات الاخيرة التي حدثت في البلاد هي "تصفيات سياسية ورسائل الى كتل معينة". وأضاف أن 3 مرشحين من كتلته تعرضوا الى محاولات اغتيال، لافتاً الى أن "رسائل المستهدفين قد وصلت ولن نتراجع عن الإصلاح".
والى جانب المرشحين، فقد تعرض مدير عام مكتب مفوضية انتخابات ديالى، احمد مزبان، الى محاولة إغتيال بنيران قناص جنوب بعقوبة.وقبل ذلك كان قد تعرض مدير عام الدائرة الإدارية في المفوضية في إقليم كردستان، فارس محمد، لعملية اغتيال ايضاً في أربيل أودت بحياته.
من جهته اعتبر سعد المطلبي، وهو عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد ومرشح عن العاصمة، في تصريح لـ(المدى) أن "أغلب عمليات الاغتيال الاخيرة ذات طابع جنائي". كما أشار الى أن "بعض المرشحين يفبركون تلك الحوادث، خاصة غير المعروفين منهم من أجل الدعاية الانتخابية".

التغطية على الفساد
ودعت قضية اغتيال مسؤول الهيئة المالية في الحشد الشعبي، قاسم الزبيدي نهاية نيسان الماضي في منزله بالبياع جنوبي بغداد، الى تأكيد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أنّ الأخير قُتل لأنه فضح متلاعبين بأموال الحشد.
وقال العبادي في مؤتمر عقده في مدينة النجف الخميس الماضي، إن "هناك أعداداً تأخذ رواتب من الحشد وهي خارجة عنه"، مشيراً إلى أنه طلب إخراجهم. كما أكد رئيس الوزراء أن "هناك فاسدين يأخذون أموال المقاتلين (في الحشد) ظلماً وعدواناً".
وأضاف العبادي الذي كان يلقي خطابا من منصة الترويج عن قائمته الانتخابية في النجف، أن مدير مالية الحشد قاسم الزبيدي كان قد اتصل به قبل حادث الاغتيال ليزوده بمعلومات تشير إلى وجود مقاتلين وهميين بين صفوف الحشد وأخبره بوجود فساد في توزيع الأموال واستيلاء بعض القيادات عليها، وأن هذا الملف بحاجة إلى تدقيق قبل أن يطلق أي زيادة في الرواتب .
كما كشف العبادي "أنه قبل عام ونصف قد عُنِّف أحد المعنيين في الحشد لإخباره رئيس الوزراء بتفاصيل تخص أعداد وأموال المقاتلين وكيفية إدارة الملف المالي للحشد الشعبي. وربما قصد العبادي، على وفق مراقبين محسن الكعبي، الذي عين في 2016 بمنصب نائب رئيس الهيئة بدلا من أبو مهدي المهندس، فيما اختفى بعد ذلك اسم الكعبي، وأعلنت فصال في "الحشد" انه استقال.
وكان رئيس الوزراء قد كلف الكعبي وهو فريق عسكري متقاعد، بحسب تسريبات وقتذاك، بتحديد حركة الإنفاق المالي للتشكيلات والمديريات وتشكيل لجان للتفتيش والمتابعة الميدانية للتأكد من وجود المقاتلين وأعدادهم.

ظروف مقتل مسؤول في الحشد
من جهته انتقد المرشح صباح الساعدي تصريحات العبادي حول حادثة اغتيال المسؤول في الحشد، وقال: "لانريد أن يظل العبادي يصرخ انتخابياً حول ظروف اغتيال الزبيدي، نريده أن يكشف الجناة". وأشار المرشح عن سائرون الى ان هناك معلومات عن أن الزبيدي كتب رسائل قبل وفاته "اعترض فيها على استغلال الحشد في الدعاية الانتخابية، ومخالفة أوامر المرجعية التي أكدت أن المقاتلين لم يطلبوا أجراً سياسياً على مواقفهم في الحرب".وعلق الصدر مؤخرا، على مقتل الزبيدي في بيان أشار فيه إلى أنه "بعدما قال الحق بصدق ودافع عن المرجعية وطالب بطاعتها وانتقد بكل شفافية، طاولته أيدي الغدر والإثم".
وأضاف: "نسأل الله أن يبعد الشر عن كل الأصوات الحقة ويبعد الحشد عن السياسة ويجعله والمرجعية في خندق واحد"، مطالباً الحكومة بـ"عدم السكوت عن مثل هذه الجرائم البشعة، وإكمال التحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة فوراً".
بدوره قال هادي العامري، رئيس ائتلاف "الفتح"، الذي يضم نحو 500 مرشح من قادة الحشد الذين خلعوا ملابسهم العسكرية استعداداً للانتخابات، إنه "لم نقاتل من أجل الانتخابات، ولا نريد من أحد أن يجازينا على الجهود التي بذلناها".
وأضاف العامري في كلمة له الاسبوع الماضي، خلال ترويج لحملة تحالفه الانتخابية في محافظة بابل وكأنها جاءت رداً على دعوات الصدر، انه "لا نريد من أحد أن يعطينا رأيه والحشد الشعبي مشروع غير مشروعنا اليوم"، مردفاً بالقول "نحن اليوم في مشروع آخر اسمه مشروع (الفتح)".
في غضون ذلك دعا القيادي والمرشح في "الفتح" كريم النوري، الحكومة والجهات الامنية الى حماية كل العراقيين والمرشحين في البلاد.
وأضاف النوري في تصريح لـ(المدى) أن "عمليات الاغتيال في هذا التوقيت تعطي انطباعا بأنها تصفيات سياسية، وبأنها تسعى الى إرباك الوضع في موسم الانتخابات". وأشار الى أن كتلته تواجه هجوما شرساً في وقت الانتخابات ،لكنها لن تتراجع عن مشروعها الوطني، فيما قال إنهم ينتظرون نتائج التحقيقات في مقتل المسؤول المالي في الحشد.
ولم يصدر عن هيئة الحشد الشعبي أية تفاصيل عن عملية الاغتيال، واكتفت بالقول عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" إن الاغتيال نفذته "يد الغدر التي تريد النيل من أبناء العراق".
وتوفي الزبيدي متاثراً بجروح أصيب بها في الحادث بعد أن ضربه المهاجمون بأعقاب البنادق، بحسب مصادر أمنية، ولذلك يعتقد سعد المطلبي أن "ظروف الحادث تبدو جنائية، وبأنها عملية سطو".
ويقول عضو لجنة الامن في العاصمة إن "الحادث لو كان عملية اغتيال، لكان المهاجمون قتلوا الزبيدي ولم يتركوه جريجاً".