فورن بوليسي: أكثر 10 أشخاص يمكن أنْ يكونوا رؤساء للحكومة العراقية

Saturday 19th of May 2018 06:15:43 PM ,
العدد : 4195
الصفحة : سياسية ,

ترجمة / المدى

نوري المالكي كان عضو برلمان عن حزب الدعوة غير معروف نسبياً عندما اختير ليحل محل إبراهيم الجعفري غير الكفء كرئيس لوزراء بلاده عقب التفجير الكارثي لمرقد شيعي مهم في مدينة سامراء عام 2006. أما حيدر العبادي فقد كان أكثر غموضاً وانزواءً عندما تلقّى مباركة طهران وواشنطن والمرجعية في النجف لتولي مسؤولية الرئاسة بعد انهيار القوات المسلحة العراقية بوجه زحف تنظيم داعش عام 2014.
إذا استمر الوضع على هذه الشاكلة، فهناك شيئان واضحان يمكن أن يُشار لهما عن رئيس الوزراء الذي سيبرز في النهاية حصيلة انتخابات العراق العامة ليوم السبت الماضي: إنه سيكون من الطائفة الشيعية ذات الغالبية في البلاد، وإذا لم يكن العبادي، فإنه من المحتمل أن يكون غير معروف نسبياً بالنسبة للعراقيين والمجتمع الدولي على حد سواء.
فنار حداد، خبير عراقي من جامعة سنغافورة الوطنية، يقول"الحكم على ذلك من ناحية الخبرة هو أنه قد يكون مرشحاً غير متوقع، الشخص التوافقي سيكون اكثر حظاً من أي اسماء أخرى معروفة."
السياسيون العراقيون سيبدأون بتشكيل حكومتهم المقبلة حالما تتم المصادقة رسمياً على نتائج الانتخابات العامة وتوزيع مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعداً، وهي عملية قد تستغرق أسابيع بسبب عدد الطعون المقدّمة التي تدّعي بوجود عمليات تزوير. العملية ستكون بالضرورة توافقية، حيث أن عملية الفوز بغالبية برلمانية تتطلب إثبات أنها غير مرفوضة من قبل أقطاب السلطة الرئيسة في البلد.
تشتمل تلك على الكتل السياسية العراقية الممثّلة لجميع الأطياف والأعراق الثلاثة الكبرى في البلد، وكذلك المرجعية الدينية الشيعية في النجف وكربلاء وأنصار العراق في إيران والولايات المتحدة. العربية السعودية من جانب آخر بدأت بشكل ملحوظ أن يكون لها قولٌ ورأي في من يقود العراق، وكذلك تركيا بحكم ارتباطها بطبقة التركمان وقسم من أهل السنة ولكن ليس لديها فيتو. سياسة التوافقات قد بدأت فعلاً. واستناداً لأحد المحللين، فإن قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قد أرسل مساعديه الى بغداد للاطمئنان على أن تكون مصالح إيران ممثلة.
سياسيون ومحللون ساعدوا مجلة، فورن بولسي، في عملية إعداد قائمة لأبرز المؤهلين لمنصب رئاسة الوزراء، ولكن طلبوا عدم ذكر أسمائهم لحساسية الموضوع :

حيدر العبادي: لايزال رئيس الوزراء حيدر العبادي في مقدمة الذين يسعون للظفر بمنصب رئيس الوزراء رغم أن التحالف الذي يقوده جاء بالمرتبة الثالثة في انتخابات 12 أيار. لقد كسب ثقة الآخرين في إدارته للدولة وثقة البلدان المجاورة بضمنها العربية السعودية وتركيا، والأهم من ذلك تمكّنه من تهدئة التوترات الطائفية. وكانت قائمة، سائرون، التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، قد أشارت الى أنها مستعدة لدعم العبادي لدورة ثانية، خصوصاً إذ أنها تمنع بذلك أيّ شخص من قائمة هادي العامري من الوصول الى السلطة.
ولكن رغم أنه شخص غير فاسد ونواياه جيدة، فإنه لايزال يتسم بصفة الضعف وفشله في كبح فساد الآخرين. وقال أحد الخبراء العراقيين عنه"إنه يعطي وعوداً فقط وكذلك استمر بكثير من ممارسات المالكي كعضو بحزب الدعوة. العبادي أخذ فرصته وفشل في محاربته للفساد. وكذلك نتائج تصويت كتلته لا تساعده لولاية ثانية.

علي دواي لازم : 53 عاماً، محافظ ميسان منذ العام 2009 يقال بأنه خيار قائمة الصدر لمنصب رئاسة الوزراء التي حصلت على 54 مقعداً وهي الكتلة الأكبر ضمن انتخابات 12 أيار. وقال خبير عراقي آخر عنه"طالما أنه يحظى بدعم القائمة الفائزة بالانتخابات وكذلك الصدر فإنها ميزة كبيرة تضاف له."
لازم، كان أحد مرشحي التيار الصدري لمنصب رئاسة الوزراء في العام 2014، وينظر إليه كشخص دؤوب ومخلص في عمله وشخص يتمتع بشعبية. كان يرتدي بدلة عمل وينزل الى الشارع ويشارك عمال البناء في عملهم بمحافظة ميسان. إنجازاته كمحافظ لميسان جعلت منه شخصية وطنية شعبية. رغم ذلك هناك من يقول إنه يفتقر الى المؤهلات الحقيقية المطلوبة. وتساءل أحد المحللين العراقيين بقوله"كيف يعقل أن يقضي محافظ وقته في كنس شوارع؟ لو كان شخصاً كفوءاً لقضى وقته في رسم سياسة عامة كمحافظ تضمن أن يقوم آخرون بتنفيذ واجباتهم في رفع القمامة وتنظيف الشوارع."

هادي العامري : 63 عاماً من أهالي ديالى، الذي حققت كتلته الترتيب الثاني بعدد مقاعد البرلمان. يقول خبراء إنه لديه فرصة بأن يصبح رئيس وزراء بتحقيق كتلته 47 مقعداً في البرلمان. ولكنه قد يفضّل البقاء خلف الكواليس يفي الوقت الحالي مانحاً هذه الفرصة لأحد أعوانه.
وقال خبير عراقي ثالث عنه"العامري شخص يتمتع بشعبية واسعة ولديه فرص كبيرة". رغم ذلك فإن الصدريين تراودهم الشكوك تجاهه أو أي شخص آخر من أعوانه أن يكون رئيساً للوزراء. وكذلك رغم تهدئة خطاباته المتشددة تجاه أميركا، فإن تطلعاته تجعل من واشنطن يراودها القلق.

علي علاوي: 70 عاماً من أهالي بغداد الذي خدم عبر سنوات كوزير للدفاع والمالية والتجارة، اسمه دائماً ما يطرح لتسنم منصب رئاسة وزراء، وهو شخص أكثر تفضيلاً لهذا المنصب بحمله لشهادة من جامعة هارفارد ومعهد ماسجيوشت للتكنولوجيا من الولايات المتحدة.
يقول احد المحللين عنه"علاوي رجل ممتاز، يمكن أن ينتقى اذا ما احتاجوا لمرشح مؤهل توافقي". رغم أنه بعيد نوعاً ما عن السياسة فقد شوهد مؤخراً وهو يتقرب من اتباع حزب الدعوة. مع ذلك فإن افتقاره لنوع من القاعدة والخبرة السياسية قد تجعل فرصة اختياره أضعف.

نوري المالكي: 67 عاماً من أهالي كربلاء، رأس حربة حزب الدعوة الذي شغل منصب رئاسة الوزراء من العام 2006 الى 2014 شهدت البلاد خلال فترته نوعاً من التحسن في مجال البنى التحتية ومستوى المعيشة. ولكن توترات طائفية وعنف وفساد وصل لذروته خلال فترة حكمه. في انتخابات 2018 حصل على أعلى نسبة اصوات لأي مرشح فردي. ومن غير المستبعد بشكل كامل أن يرشح أو يعود مرة أخرى لرئاسة الوزراء. ولكن عليه لأن يكون رئيس وزراء أن يتغلب على المعارضة الكبيرة من قبل السنة والكرد وكذلك الميركان والسعوديين. بالاضافة الى ذلك، فإن الصدريين يبغضوه لأمره بسحق انتفاضة قاموا بها عام 2008.

صالح الحسناوي : 58 عاماً من أهالي كربلاء، وزير صحة سابق ومرشح آخر تكنوقراط ومستقل للصدريين، بأن يكون رئيساً للوزراء. أستاذ الطب النفسي الذي يتحدث الانكليزية كان مرشح العراق لترؤس اليونسكو العام الماضي. مؤهلاته التكنوقراطية قد تجعل منه مرشحاً منافساً للفوز بالمنصب حال فشل، علي دواي لازم، بالوصول إليه. ولكن يصر أحد المحللين بأنه غير مؤهل للمنصب، مشيراً الى أن القطاع الصحي في وقته عانى الإهمال وبقيت المستشفيات في فوضى من حالات فساد وعدم كفاءة.

عادل عبد المهدي : 76 عاماً، خبير اقتصادي يتحدث الفرنسية، استناداً لعدة محللين، فإنه كان يطرح اسمه دائماً كمرشح لرئاسة الوزراء. خدم كوزير للمالية والنفط وكذلك نائباً للرئيس. وكونه شخصاً مرغوباً به من قبل الأميركان والإيرانيين، فإنه ودود أيضاً مع حزب الدعوة رغم ارتباطه الوثيق بجناح عمار الحكيم المنافس الذي فاز بـ 19 مقعداً في البرلمان. ينظر إليه كمرشح يرضي مطالب الجميع كدماء جديدة للمنصب.

إياد علاوي: 73 عاماً من أهالي بغداد، طبيب جراح متقاعد، قد يكون مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء رغم ضعف هذا الاحتمال. حصلت قائمته على 22 مقعداً. تودّده للأميركان سبّب له استهجاناً من قبل إيران الذي من المحتمل أن يستبعد تسنّمه لهذا المنصب.

طارق نجم : 72 عاماً من أهالي محافظة ذي قار، موالٍ لحزب الدعوة ويحمل شهادة علوم إسلامية قد يكون منافساً أيضاً لمنصب رئاسة الوزراء. خدم بمنصب رئيس أركان في عهد المالكي، واعتبر احد المرشحين المحتملين ليحل محله عام 2014. قضى سني منفاه يتلقى دروسه ويدرس كذلك في شبه الجزيرة العربية ومصر، ويحتفظ بعلاقات بناءة مع واشنطن وطهران وأنقرة وكذلك المرجعية في النجف. بإمكانه أن يوحّد جناحي العبادي والمالكي لحزب الدعوة. ويقول أحد المحللين بأنه قد يكون مرشحاً مقبولاً لديهما إذا أرادا الحفاظ على وحدة الحزب.

ضياء الأسدي : 49 عاماً عضو برلمان عن البصرة مناصر مفوّه لمقتدى الصدر. يتحدث الانكليزية بطلاقة، عمل كجسر يربط طبقة حركة الصدريين من البسطاء مع وسائل الإعلام العالمية والدبلوماسيين. وقال أحد الخبراء العراقيين عنه"قد لاترقى خبرته لمستوى أن يكون بمنصب رئاسة الوزراء، ولكن قد تسمح بذلك مع جميع الآخرين."

عن فورن بولسي