دوريّات أميركيّة قرب الحدود مع سوريا والحشد يتوقّع تعرّضه لمضايقات

Sunday 3rd of June 2018 07:05:00 PM ,
العدد : 4206
الصفحة : سياسية ,

 قائممقام سنجار: القوات الأميركية متواجدة في القضاء بالتنسيق مع الجيش

 بغداد/ وائل نعمة

يتوقع الحشد الشعبي أن تبدأ الولايات المتحدة في وقت قريب بالضغط على فصائله المنتشرة منذ عام تقريبا في مناطق شمال غرب البلاد لإبعادها عن مهمة مسك الحدود مع سوريا.
ومنذ أيام تتجول قوات أميركية مصحوبة بعجلات عسكرية، على طول الشريط الحدودي هناك، فيما ترددت معلومات عن نية الأخيرة إنشاء قاعدة عسكرية في سنجار، شمال الموصل.
من جهتها قالت أطراف في نينوى، بأن الحدود ما زالت "غير منضبطة"، وبأن مقاتلي "داعش" يتربصون من الجانب السوري لمهاجمة البعاج، أقرب بلدة للحدود في المحافظة.
وتجد تلك الجهات، أنّ وجود الاميركان على الحدود، أمر جيد، خصوصاً إن القوات الغربية تمتلك معدات حديثة لمراقبة الشريط المشترك مع سوريا.
وقبل الانتخابات الأخيرة، حالت قوات سوريا الديمقراطية دون مهاجمة عناصر داعش للحدود العراقية في المناطق القريبة من الانبار بعدما انتشرت في شرق محافظة دير الزور السورية، بينما ظل الخطر مستمراً في الشمال وتحديداً قرب الموصل.

فرق أميركيّة جوّالة
وفي هذا الشأن يؤكد أحمد يوسف، قائممقام البعاج، الواقع غرب الموصل الذي يبتعد 45 كم عن الحدود مع سوريا، أن "التعرضات من (داعش) لم تتوقف، وأن بعض النقاط الحدودية في الجانب السوري لا تسيطر عليها قوات النظام أو أي جهة عسكرية أخرى".
ويهاجم مقاتلو التنظيم المخافر العراقية، مستغلين النقص الشديد في المعدات، ووجود ثغرات في بعض المناطق الحدودية.
ويكشف يوسف في اتصال مع (المدى) أمس عن "دخول قوات أميركية منذ يومين الى الشريط الحدودي". وأكد أنهم أحضروا آليات عسكرية، لكنه لم يعرف حجم هذه المعدات أو أنواعها.
ويرتبط العراق مع سوريا بحدود طويلة تمتد لأكثر من 600 كم، نصفها يحاذي الاراضي التابعة لمحافظة نينوى.
ويخشى المسؤول المحلي من تعرض "البعاج" لهجمات تأتي عبر المتسللين من الحدود، أو من الصحراء الرابطة بين نينوى والانبار.

بقاء القوات الأجنبية
وترددت خلال الايام الماضية أنباء عن اعتزام الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية في سنجار، القريبة من الحدود، فيما لم يؤكد قائممقام القضاء محما خليل تلك المعلومات أو ينفيها.
وقال خليل في تصريح لـ(المدى) أمس إن "تواجد القوات الامريكية في سنجار كان بالتنسيق مع الفرقة 15 / الجيش العراقي". وأشار الى أن القوات مازالت متواجده حتى الآن.
ويلفت المسؤول المحلي الى أن في حال قررت القوات الامريكية، التواجد الدائم فسيكون ضمن إطار الاتفاقية الستراتيجية مع العراق الموقعة في عام 2008.
وتنص الاتفاقية في بند "التعاون الدفاعي والأمني" على تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، و"كذلك المساهمة في حفظ السلم والاستقرار الدوليين، وتعزيزاً لقدرة جمهورية العراق على ردع جميع التهديدات الموجهة ضد سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها..".
بدوره، حذر هاشم الموسوي القيادي في حركة النجباء، أحد تشكيلات الحشد الشعبي، من "وجود خطة أميركية جديدة لإشاعة الفوضى مرة أخرى في العراق وإدخال المسلحين من سوريا".
وأضاف الموسوي في تصريح لـ(المدى) أمس أن "أميركا ستبدأ في الضغط على الحشد في حال قررت إمساك الحدود مع سوريا".
وفي نهاية أيار 2017، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن وضع خطة بالتنسيق مع "الحشد" لتأمين الحدود مع سوريا، في خطوة قال إنها "تستهدف عزل مسلحي تنظيم داعش في العراق عن أقرانهم في سوريا".
ومنذ ذلك الحين يمسك لواءان تابعان لمنظمة بدر، بالاضافة الى لواء "أنصار العقيدة"، وهي ضمن تشكيلات الحشد الشعبي، جزءاً من الحدود مع سوريا المحاذي لنينوى، الى جانب الحشد الإيزيدي في سنجار.
وتتواجد قوات الجيش وحرس الحدود في مناطق الانبار المحاذية لسوريا، وهناك أسباب غير واضحة تعيق مسك الجيش للحدود في نينوى.
ويعتقد القيادي في النجباء أن "القوات الاميركية تريد أن تبعد الحشد عن الحدود لتكون (الحدود) مسرحاً لها". وأشار الى فصيله "يمتلك أدلة على دعم أميركا لـ(داعش) في العراق، ونزول طائرات في شرق تكريت لمساعدة المسلحين".
ويدعو الموسوي الى إعطاء قوات "الحشد" أجهزة متطورة لمراقبة الحدود، فيما لفت الى ان البرلمان كان قد منع في وقت سابق إقامة قواعد أجنبية في البلاد.
ومازال العراق يحتاج الى القوات الامريكية، بحسب مسؤولين عراقيين، بسبب استمرار وجود الخلايا النائمة في الانبار وديالى.
بالاضافة الى حاجة القوات العراقية الى الاستطلاع الجوي، إذ تمتلك أميركا تصويراً جوياً لا مثيل له في العالم، على وفق ما تقوله لجنة الامن في البرلمان.
وفي آذار الماضي، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي "وضعنا جداول زمنية لخفض أعداد القوات الأجنبية في العراق". وأعلن قبل ذلك بشهر أن القوات الاجنبية "لا تمتلك أي قواعد عسكرية في البلاد".
وتنتشر القوات الأمريكية في عدد من القواعد العسكرية، وهي قاعدة "فيكتوري" في مطار بغداد و"التاجي" شمال العاصمة، وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، وقاعدة القيارة (جنوب الموصل)، وقاعدة أربيل.
بالإضافة الى قاعدتي الحبانية، وعين الاسد في غرب الانبار التي تشهد عمليات توسيع بحسب شهود عيان، فيما تشير مصادر الى وجود قواعد جديدة أنشئت في القائم، ووسط الصحراء الغربية، كما تتواجد قوات أمريكية في مطار الصديق في طوزخرماتو.

لتفادي سيناريو 2014
في غضون ذلك يحذر ابنيان الجربا، عضو مجلس محافظة نينوى، من تكرار ما حدث في صيف 2014، حين سقطت الموصل بيد "داعش".
ويقول الجربا في اتصال مع (المدى) أمس: "كنا قبل ذلك الوقت نطالب بقوات أجنبية لمسك الحدود، لكن لم يسمعنا احد وسقطت ثلث البلاد بيد المسلحين".
ويطالب المسؤول المحلي هذه المرة بعدم تكرار الخطاً. ويضيف: "القوات الاميركية ساهمت في تحرير نينوى، ولديها إمكانات عالية لمسك الحدود".
كما دعا الجربا الحكومة الى التنسيق مع "الحشد" في عملية إدارة الحدود لمنع حدوث توترات بسبب التواجد الاميركي هناك.