كي لا ننسى جريمة الأنفال

Wednesday 21st of April 2010 09:12:00 PM ,
العدد :
الصفحة : كلام اليوم ,

المدىالأنفال واحدة من اكبر الجرائم التي اقترفها نظام الطاغية صدام ، مستخدما فيها الخطاب الديني الاسلامي ، لتبرير جريمته ضد الشعب الكردي . اثنان وعشرون عاما مرّت على الجريمة سجلتها الذاكرة العراقية كنموذج تطبيقي صارخ  للعقلية الصدامية الدكتاتورية وسلوكها اللاانساني واستهتارها بالكرامة الانسانية والحياة معا.

ان عمليات الابادة والتهجير انطلقت من عقلية شوفينية عنصرية بغيضة لاتريد ان ترى وجودا للآخر، وهو من مكونات الشعب العراقي الاصيلة ، والتي ساهمت في كل تأريخ نضالاته على امتداد التأريخ المعاصر للدولة العراقية ، وامتزجت دماء العرب والأكراد والتركمان وبقية المكونات  معا في الكفاح من أجل القيم النبيلة في الحياة الحرة الكريمة المستقلة.الوفاء الأمثل لضحايا الانفال من ابناء شعبنا الكردي ، هو أن لا ننسى الجريمة بكل آلامها ، ليس لأنها جريمة بشعة بحد ذاتها، ولكن لنقف بكل قوة من أجل منع إعادة أي شكل من اشكال الدكتاتورية الى العراق، بعد ان تخلصنا منها في التاسع من نيسان 2003 .والتذكير بالأنفال، هو تذكير ايضا لكل الذين مازالوا ، عن قصد وغير قصد، يذرفون الدموع السخية على نظام الدكتاتورالمباد  ، متناسين ليس جرائمه تجاه الشعب الكردي فقط، وانما تجاه الشعب العراقي برمته. والمقابر الجماعية والتهجير الجماعي والاعدامات في السجون والمعتقلات  شواهد شاخصة - لاتـُمحى من الذاكرة أبدا ،ولا يمكن ان يكذبها منصف وانسان حقيقي- على عار الصداميين في امتهانهم واحترافيتهم وتفننهم في تعذيب العراقيين وامتهان كراماتهم ووجودهم الانساني.ذاكرة الانفال ينبغي ان تساعدنا على قطع الطريق نهائيا أمام المحاولات المكشوفة لإعادة الدكتاتورية بمسميات مختلفة، والمضي قدما من اجل بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، بجهود العراقيين جميعا باختلاف انتماءاتهم وتكويناتهم.