في اتحاد الأدباء.. الدماغ ودوره في نقل الإيعازات الجمالية الفنية والأدبية

Monday 1st of October 2018 07:02:52 PM ,
العدد : 4283
الصفحة : عام ,

متابعة المدى

الفعاليات الفنية والثقافية وجماليات الإبداع بشكل عام جميعها وظائف يقوم بها الإنسان إلا أنها لابد أن تكون ناتجة عن منطقة مسؤولة من أجهزة الانسان المُحركة له، ولأن الدماغ هو موضع الإيعازات الحركية والعصبية لجسدنا فتقع المفاهيم الفنية والجمالية ضمن حدوده..
ولأن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وضع جميع المفاهيم الأدبية والثقافية والفنية ضمن اهتماماته، فيذكر أن جميع المجالات سواء أكانت فنية أو ثقافية، نظرية أو عملية، تعود بالنهاية الى المجال الادبي، ومن هنا اهتم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بجميع المجالات الجمالية ودعمها ومن ضمن هذه المجالات هي إقامة جلسة بعنوان " الجمال الفني والأدبي من وجهة نظر علم الدماغ" والتي قدمها د. عزيز الشيباني، وهو دكتور اختصاص في مجال الجملة العصبية، حيث فسر لنا وظيفة الدماغ لإدامة عمل الجوانب الإبداعية لدى الإنسان، المحاضرة اقيمت صباح يوم السبت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد....
وإذا صح القول فإن الفن قد صاحب الإنسان منذ وجوده على الأرض إلا أن فلسفة الفن والجمال لم توجد إلا مع نشأة الفلسفة مع أعلامها من قدماء اليونان ، ففلسفة الجمال لا تنفصل عن الفلسفة إذ تستمد أصولها من مذاهب الفلاسفة أو تنعكس على هذه المذاهب فتضيء جوانبها.
قدم الشيباني نماذج عن أدمغة الشخصيات التي تتضمن جانباً إبداعياً وأخرى لا تمتلك أي جانب إبداعي، وذلك من خلال عرضها على شاشة عرض، كما تحدث عن مجالات الفنون الأدبية والتشكيلية في هذا المجال ذاكراً " يمكن للفنّ أن يأخذنا في رحلة إلى المستقبل القريب أو إلى الماضي البعيد. يمكن أن نستحضر به المشاعر القوية والأفكار العميقة، أو أن ننبهر ببريقه البصريّ. وقد يختلف ردّ فعل كلّ أحدٍ منّا تجاه الفنّ، لكنّه في النهاية لابدّ وأن يؤثّر فينا جميعاً." مؤكداً " أن هذا يحدث بسبب التأثير القوي للفنّ على الدماغ البشري. عرْض ومشاهدة وتحليل وخلق الفنّ يحفّز الدماغ بطرق جوهرية وطويلة الأمد. بالنسبة إلى أيّ شخص مهتمّ بالنموّ المستمر ومن خلال تعلم مدى الحياة، يمكن أن تكون الفوائد الثقافية والفكرية للفنّ أداةً قوية يمكن الاستفادة منها في رحلته الشخصية."
كما تحدث الشيباني عن "كيفية عمل الدماغ وتلقيه للإشارات الجمالية وما هي أهم القضايا التي تحفز الدماغ لتلقي الاشارات الجمالية، وأن هناك قدراً كافياً من الأدلة العلمية التي تثبت أنّ الفن يعزّز من وظائف الدماغ، حيث أنه يؤثّر على أنماط موجات الدماغ والعواطف، والجهاز العصبي، ورفع مستويات السيروتونين. وأيضاً يمكن للفنّ تغيير وجهة نظر الشخص والطريقة التي يرى بها العالم."
كما أشار الشيباني الى التربية الجمالية وعلاقتها بالدماغ وقال " قدّمت مجموعة من الأبحاث كمية كافية من البيانات لإثبات أنّ تعليم الفنون يؤثر على كلّ شيء من التحصيل الأكاديمي الشامل إلى التنمية الاجتماعية والعاطفية وأكثر من ذلك بكثير. حيث أثبتت الأبحاث أنّ الفنّ يطوّر أنظمة عصبية في الدماغ تُنتج مجموعة واسعة من الفوائد التي تتراوح بين المهارات الحركية الدقيقة والإبداع وتحسين التوازن العاطفي. بكل بساطة، الفنّ لا يقدّر بثمن.."
الجلسة التي أدارها الناقد أحمد الزبيدي، لم تخل من المداخلات والتي من أهمها ما قدمه الناقد فاضل ثامر من إعجاب بأفكار ومحاضرة الشيباني وأهمية هذه المحاضرة ليكون الفرد مُدركاً كيفية توظيف العقل والتفكير الى تطبيق ما هو إبداعي وجمالي، كما تضمنت الجلسة مداخلة للناقد علي حسن الفواز والكاتب والقاص حسين الجاف.