دول الخليج تجري محادثات بشأن تزويد العراق بالكهرباء

Wednesday 3rd of October 2018 08:20:53 PM ,
العدد : 4285
الصفحة : محليات ,

 بغداد/ متابعة المدى

أكد وكيل وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية مطر النيادي أمس أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت محادثات مع العراق لتنفيذ ربط شبكة الكهرباء الخليجية بالشبكة العراقية لتصدير فائض إنتاج الكهرباء.
قال النيادي على هامش مؤتمر عربي للطاقة يعقد حالياً في مدينة مراكش المغربية إن “هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي تدرس مع السلطات العراقية ربطاً كهربائياً عبر محافظة البصرة في جنوبي العراق”.
ويعاني العراق من انقطاعات في إمدادات الكهرباء منذ 15 عاماً على الأقل، وقد أطلق ذلك شرارة احتجاجات واسعة في الأسابيع الأخيرة في مناطق وسط وجنوبي العراق. ونسبت وكالة رويترز إلى النيادي قوله إن مجلس التعاون الخليجي قد يصدر فائضه من الكهرباء. وأوضح أن دول الخليج تنتج أكثر من 100 غيغاواط سنويا، ولا تستهلك منها سوى 30 بالمئة في فصل الشتاء.
وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي يدرس أيضاً ربطاً كهربائياً مع منطقة القرن الأفريقي وشبه الجزيرة الهندية، دون الخوض في تفاصيل. ويرى محللون أن دول الخليج مستعدة لانفتاح اقتصادي واسع على العراق وضخ استثمارات كبيرة، لكنها تنتظر اتضاح بوصلة تشكيل حكومة جديدة، خاصة إذا تقلص النفوذ الإيراني في تلك الحكومة.
وقد اتضح ذلك في السنوات الماضية مع انفتاح حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي على دول الخليج، التي قدمت تعهدات كبيرة بالمساهمة في إعادة إعمار العراق. كما تمّ توقيع عدد كبير من المشاريع، لكن تنفيذها تأخر بسبب المخاض الشاق لتشكيل الحكومة العراقية بعد نحو 5 أشهر على إجراء الانتخابات.
وأشار مسؤولون خليجيون مراراً إلى رغبتهم في تنفيذ حزمة واسعة من الاستثمارات في العديد من المشاريع الصناعية والزراعية وتعزيز التبادل التجاري. وتمّ بالفعل استئناف الرحلات التجارية وتأهيل المعابر الحدودية بين العراق والسعودية.
وأكد وكيل وزارة الكهرباء العراقية عبدالحمزة هادي عبود الشهر الماضي أن الوزارة “كثفت المباحثات مع كل من الكويت والسعودية لتفعيل عمليات الربط الكهربائي المشترك وتوريد طاقات إضافية للعراق”.
وكان وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الكهرباء والماء، قد ذكر في آب الماضي أن دول مجلس التعاون الخليجي تتفاوض حالياً مع العراق لتحقيق الربط الكهربائي بين الجانبين.
وتوقع أن يمتد مشروع الربط الكهربائي مستقبلاً عبر العراق إلى تركيا، وهو ما سيجعل دول مجلس التعاون الخليجي ترتبط بالشبكة الأوروبية في نهاية المطاف. كما ذكر الوزير إن الكويت والعراق سيعينان في وقت قريب مستشاراً لدراسة تطوير حقول النفط المشتركة، في خطوة ستشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.
ويعاني العراق من فجوة كبيرة بين استهلاك الكهرباء وإمداداتها. ويقول الخبراء إن ذروة الطلب في الصيف، حين يقبل الناس على تشغيل أجهزة تكييف الهواء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، تبلغ نحو 23 غيغاواط بما يتجاوز كثيراً قدرة الشبكة الحالية.
وتصل طاقة توليد الكهرباء في أعلى التقديرات الحكومية إلى 16 غيغاواط وهي تعاني من التجاوزات وضياع نسب كبيرة من الطاقة بسبب فوضى وتردي البنية التحتية لشبكة الكهرباء.
وقدمت شركة سيمنز الألمانية إلى الحكومة العراقي في وقت سابق من الشهر الحالي خطة شاملة لسد حاجة العراق إلى الكهرباء وتطوير شبكة التوزيع في تكرار لتجربتها الناجحة في مصر.
وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة جو كايسر إن الخطة تقترح إبرام اتفاق يتضمن إضافة طاقة إنتاجية قدرها 11 غيغاواط من الكهرباء على مدى 4 سنوات وهو ما يمثل زيادة تصل إلى 70 بالمئة إلى طاقة التوليد الحالية في العراق.
16 غيغاواط طاقة توليد الكهرباء في العراق وتعاني من التجاوزات والهدر بسبب تردي البنية التحتية
ولم تذكر سيمنز قيمة العقد لكن صحيفة هاندلسبلات الألمانية قدرت قيمة الخطة، التي تشمل تقليص هدر الطاقة وإقامة شبكات ذكية وتوسيع شبكات نقل الكهرباء وتحديث المحطات القائمة، بنحو 10.6 مليار دولار.
وأضاف إن الاقتراح يهدف إلى جانب الزيادة الكبيرة في طاقة توليد الكهرباء “توفير آلاف الوظائف في البلد ودعم جهود مكافحة الفساد وتنمية المهارات والتعليم بين العراقيين”. كما ستساعد سيمنز في تدبير التمويل من البنوك التجارية الدولية والحكومة الألمانية. وأكدت أنها ستقدم منحة قيمتها 60 مليون دولار للبرمجيات للجامعات العراقية.
وتواجه سيمنز منافسة من شركة جنرال إلكتريك الأميركية التي قدمت هي الأخرى خطة استراتيجية في وقت سابق من الشهر الحالي لزيادة قدرة منظومة توليد وتوزيع الكهرباء وتشغيل المزيد من الأيدي العاملة.
ودفعت ضغوط الاحتجاجات لتكثيف جهود بغداد لمعالجة أزمة الكهرباء، لكن تحركات سيمنز وجنرال إلكتريك تكشف أيضاً عن وجود دعم دولي لإخراج العراق من أزماته المزمنة.
ويرى محللون أن تكامل الربط الخليجي مع أحد مشروعي سيمنز وجنرال إلكتريك يمكن أن يحدث نقلة نوعية كبيرة تنهي أزمات انقطاع الكهرباء بعد تبديد عشرات مليارات الدولارات في مشاريع يشوبها الفساد.