رأيك وأنت حر: لا دوري تحت مظلّة الاتحاد

Tuesday 9th of October 2018 06:54:45 PM ,
العدد : 4289
الصفحة : الأعمدة ,

 د.كاظم العبادي

بعد عام كامل من البحث واللقاءات مع كل من خافير تيبس رئيس الدوري الإسباني لاليغا وجوا مارتينز، المدير الإداري للدوري البرتغالي (Chief executive) وماريانا اليزوندو رئيس هيئة الدوري الأرجنتيني الذين التقيتهم على هامش مؤتمر مدريد العالمي لكرة القدم. وكذلك في مؤتمر دبي نهاية عام ٢٠١٧ لقائي مع ماركو برونيلي المدير الموقر للدوري الإيطالي للمحترفين، وأيضاً خافير تيبس، بحضور المدرب عبد اللطيف كاظم الذي كان يجري بحثاً عن مسؤولية إدارة دوري كرة القدم توصّل الى حقيقة مفادها إن أندية كرة القدم في العراق ودوري كرة القدم ليسا من مسؤولية إدارة اتحاد كرة القدم.
اتحاد كرة القدم منظمة مجتمع مدني تحت سلطة الاتحاد الدولي للعبة ليس من حقه أن يتولى السيطرة على الأندية وتنظيم دوري كرة القدم، فدوري الكرة العراقي يجب أن يناط تنظيمه إلى جهة عراقية معينة أخرى يتم حمايتها تحت القانون بشرط أن تكون حيادية ولا يشترط أن يقودها أبناء اللعبة أو الأندية.
اتحاد الكرة فيه أعضاء من أندية، لذلك لا يمكن أن ينظم بطولة الدوري لأن قراراته هنا منحازة، وعلّمنا ذلك في كيفية إتمام عملية تأهيل فريقي الكرخ وأربيل إلى المستوى الأول في المنافسة.
قد يسأل البعض وما هي مسؤولية اتحاد الكرة إذن؟! للتوضيح أختصر مسؤوليات اتحاد الكرة في إدارة وتطوير كافة منتخبات العراق، بما فيها إدارة منتخبات الفئات العمرية، وتنظيم جميع بطولات تلك الفئات، وتنظيم التحكيم وتطويره، وإعداد اللوائح المناسبة وتشكيل لجنة الانضباط وواجباتها، والرقي بالمدربين، ووضع شروط لعملية تصنيفهم وأمور أخرى.
قد يعتقد البعض أن هذا الفصل هو ضد عمل اتحاد الكرة، لكن بكل صراحة العكس هو الصحيح، انه يدعم الاتحاد خاصة في التركيز على إعداد منتخبات العراق. وكذلك ستقوم الهيئة المحايدة بالتركيز على إخراج دوري قوي ومنظم.
هذا الوضع أفضل لأنه ليس من المعقول أن تتولى منظمة مجتمع مدني تسيطر على عملها هيئة عالمية بالتصرّف بمقدرات العراق وخاصة الأندية التي نوفّر لها الملايين من الدولارات لتنتهي تحت إمرة الفيفا، هذا غير معقول ولا مقبول.
أيضاً، الفيفا ينظم بطولات المنتخبات الوطنية وغير مسؤول عن بطولات الأندية، فهو غير معني أبداً عن بطولة أندية أوروبا للأبطال، ولا يتدخل في شؤونها، لكنه يتدخل في تنظيم كأس العالم، وهي بطولة للمنتخبات، وإن نظمت بطولات للأندية، فإنها محصورة ببضعة فرق ولا يحكمها الفيفا بضوابط مماثلة كما في المونديال.
سمعت من البعض كلاماً كثيراً بـ"نفس دفاعي" يوصي بديمومة إدارة الدوري تحت مظلة اتحاد كرة القدم، وعزوا ذلك لخصوصية العراق عن بقية الدول، والحقيقة لا توجد خصوصية واحدة تسمح لاتحاد الكرة بالسيطرة على الأندية ودوري كرة القدم. مثلما يدّعي البعض هناك ترابط بين عمل اتحاد كرة القدم وهيئة الدوري، هذا شيء مؤكد، لكن لا يمكن العمل دون شراكة وإتفاق بين الطرفين حسب إتفاقيات مماثلة في العالم، لأن ما يحري في الأرجنتين أو اسبانيا من ضوابط لا يمنع من تطبيقها في العراق، وكذا الحال في البرتغال وإيطاليا وغيرها من الدول ربما منها آسيوية مثل كوريا الجنوبية واليابان يمكن أن يماثلها العمل في العراق، فلا الفيفا ولا محكمة (كاس) تمنع قيام إدارة عراقية مهنية محايدة منفصلة عن اتحاد كرة القدم بتنظيم دوري كرة القدم بالتنسيق مع الأندية.
مهمتنا القادمة أن نشرّع قانون يحمي الأندية ودوري كرة القدم في العراق ونباشر العمل تحت اشراف مؤسسة مهنية محترفة عراقية تختار بعناية كيفية إدارة دوري الأندية، ولا أفشي سراً، أجريت بعض الاتصالات مع معنيين لتحقيق هذا الهدف، ونحتاج بعض الوقت لإظهار مجموعة عراقية تقود هذا العمل وتنتهي بقانون وتشكيل هيئة الدوري العراقي المنفصلة عن عمل اتحاد الكرة، ثم نظهر لاليغا عراقية بنسخة رائعة.
أكيد نحتاج دعم الجميع لتشكيل هذه الهيئة التي ستنهي معظم مشاكل العراق مع كرة القدم. وستكون لي عودة لشرح مفصل عن نقاط كثيرة وتوضيح أفضل حول نقاط معينة أو نقاط خلافية قد يشار لها بعد نشر هذا المقال.