إنطلاق الدورة الأولى لمهرجان أيام السينما العراقية

Wednesday 26th of December 2018 06:03:50 PM ,
العدد : 4339
الصفحة : سينما ,

تكريم أسماء كبيرة والوعود بسينما عراقية مميزة

زينب المشاط

السينما في العراق، ورغم غيابها أو نُدرتها إلا إن هنالك محاولات عديدة وجادة من أجل إعادة إحيائها، شهدنا العديد من الاحتفالات بالافلام السينمائية العراقية وكان إستحضار الـ 90 فيلماً طويلاً من الاعمال السينمائية السابقة هو الحاضر، أما عن الأعمال الحالية فلم يكُن لوجودها أي حضور ذلك إنها لم تُصنع بعد، سوى مجموعة من الأفلام السينمائية الشبابية القصيرة، والتي يجدر بنا أن نذكر إنها حاضرة ليس محلياً فحسب بل دولياً، كما إنها غالباً ما تحصد العديد من الجوائز خلال مشاركتها في مهرجانات خارجية....

المهرجانات السينمائية خلال فترة ما بعد 2003 كثيرة، لكن دون أعمال سينمائية، وما يُقدم هي أعمال قصيرة شبابية كما ذكرنا سابقاً، إلا إن ما قُدم من مهرجانات بدوره بخس حق السينما في العراق، إن لم يُسئ لها، ذلك إنها مهرجانات تفتقد للتنظيم والبروتوكول، ويجدر أيضاً بالاشارة إلى إننا نستثني المهرجان الذي يقدمه المنتج د. حكمت البيضاني، في مدينة الفن خلال شهر آذار من كل عام وهو "مهرجان 3 دقائق في 3 أيام" والذي يضم جميع عناصر التنظيم إسوةً بالمهرجانات الدولية المعروفة....
قسم السينما في دائرة السينما والمسرح هو كذلك عانى ما عانى من غياب الدعم وتغييبه، إضافة الى عدم قدرته منذ 2003 وحتى قُبيل أيام من تقديم أي مهرجان يحمل سمات التنظيم التي قد تصل الى شيء بسيط مما نطمح له ولن نقول الى طموحنا الحقيقي أو حلمنا...
ومع إنطلاق مهرجان " أيام السينما العراقية" بدورته الأولى الذي نظمه قسم السينما في دائرة السينما والمسرح مساء يوم الثلاثاء 25 كانون الأول 2018 ، ومع تسلم المهام الأولى للمخرج جمال عبد جاسم لمهام إدارة القسم نُفاجأ بجانب تنظيمي مميز لأول مهرجان سينمائي عراقي تُنظمه دائرة السينما والمسرح والذي سيستمر على مدى ثلاث أيام ليكون ختامه اليوم الخميس الـ 27 من كانون الأول 2018...
ما إن ندخل باحة الدائرة حتى نجد عناصر التنظيم التي لا نقل إنها مُتكاملة إلا إنها تمنح المهرجان هويته بكل تأكيد، السجاد الأحمر، وأركان تتوزع في زوايا الباحة تُمثل منجز بعض الافراد الذي يخص السينما حيث إنطلقت مجلة " السينمائي " بعددها الأول خلال المهرجان، وهي عبارة عن مجلة فصلية مستقلة تعنى بالشأن السينمائي العراقي، وضمت المجلة العديد من الموضوعات السينمائية ابتداءً من كلمة العدد لرئيس تحرير المجلة المخرج سعد نعمة الذي أكد إن " الحراك السينمائي العراقي موجود وبشكل مميز رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والتي لو مرّ بها أي بلد في العالم لتأثرت السينما بشكل واضح، فما يقدم من أعمال عراقية اليوم محلياً وعالمياً وعربياً لهو أمر مهم وضروري جداً." وأكد نعمة في حديث خاص للمدى " إن المجلة مستقلة الدعم، وهي ستعرض وتباع في المكاتب الثقافية والمحال ودور العرض ليتم انجاز اعداد أخرى منها من خلال ما تكسبه من ريع مبيعاتها."
الركن الآخر من الباحة ضم معرضاً فوتوغرافياً للمصور علي عدنان، والذي ضم صور لعدد من الممثلين العراقيين أثناء تأديتهم لأدوارهم، حيث جسدت هذه اللقطات حكاية صورية، إضافة إلى استخدام شريط عرض سينمائي قديم حيث يُعرض من خلاله عدد من الأعمال السينمائية العراقية القديمة.
انطلق الحفل بتقديم النشيد الوطني العراقي، وعرض فيلم وثائقي يُجسد معاناة السينما العراقية ما بعد 2003، وما كانت عليه السينما من ألق في تقديم أعمال مهمة، قدمت الحفل الفنانة العراقية إيناس طالب قائلة " إن دائرة السينما والمسرح الدائرة العراقية المركزية ستحتفل بشكل سنوي بالسينما العراقية ولن يقتصر احتفاؤها على بغداد فحسب بل سنجتمع على حب السينما ونحتفي بمبدعيها وصُناعها من كل محافظات العراق."
الحفل قُدم بطريقة فيديوية وإبتدأ بكلمة لوزير الثقافة العراقية د. عبد الأمير الحمداني الذي قال " أوجه التهنئة والتبريكات للسينمائيين متمنياً لهم النجاح، للسينما في العراق تاريخ يمتد لعقود طويلة، وضمن خطة الوزارة التركيز على تطوير فن السينما ذلك إن هدفنا تسويق الهوية العراقية، وتعزيز الهوية الوطنية الثقافية الجامعة وننشئ لمظلة ثقافية يستظل بها الجميع، ومن خلال هذه الرسالة يمكن أن نقدم سينما ونسوق الفن الرصين العراقي والثقافة العراقية الى الخارج."
بدوره تحدث المخرج جمال عبد جاسم عن منجزه السينمائي الأول من خلال تقديم مهرجان أيام السينما العراقية قائلاً " من البصرة الى اقليم كردستان تحية لكم في بغداد السينما التي تحتضن اليوم أيام السينما العراقية وتحتفل بصناع السينما الذين رفعوا راية العراق في المحافل الدولية، أحلامنا كبيرة وكبيرة جداً ولن ندخر جهداً في سبيل إحياء السينما العراقية مرة اخرى والارتقاء بها الى مصاف السينما العالمية إن شاء الله."
كما تحدث نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي عن أهمية هذا المهرجان الذي يُعدّ نقلة نوعية من خلال ما سيقدمه من أفلام ومن خلال السينمائيين الذين سيكرمهم...
تهاني، وتكريمات من والى عدد من الفنانين السينمائيين في المهجر حيث أرسل الفنان حسن حسني تهنئته كصورة وصوت قائلاً "مسائكم سينمائي عراقي وراقي ومتميز متمنياً النجاح لهذه التظاهرة السينمائية، وأنا متشوق لرؤيا منجزكم السينمائي العراقي."
ومن ضمن التكريمات التي قدمتها دائرة السينما والمسرح، كان تكريماً للفنانة سعدية الزيدي التي ذكرت قائلة " إننا سعداء بهذا اليوم لتكريم الفنان العراقي من قبل السينما العراقية والقائمين عليها."
كما تمّ تكريم الفنان نعيم الصافي وهو رائد السينما العراقية، وأخرج عدداً من الاعمال السينمائية، وقد أهداه التكريم الفنان سامي قفطان، وقدم الصافي شكره للسينما العراقية، كما تمّ تكريم الفنان العراقي المغترب بهجت الجبوري، الذي اهدى تحايا الحب والسلام للسينمائيين العراقيين متمنياً حمل رسالة الحب والسلام لكل العالم لإعادة الحياة الطبيعية للبلاد.
وأهدى المخرج محمد شكري جميل تكريماً للفنان سامي قفطان الذي يعدّ السينمائي الأهم في العراق من حيث كم الاعمال ونوعها حيث شارك قفطان بما يقارب الـ 27 فيلماً ، أول فيلم شارك به "يد القدر"، وحصد العديد من الجوائز السينمائية وكانت اول جائزة له عن فيلم "النهر" اضافة الى جوائز تونس والمغرب. وقال قفطان " اتمنى أن اكون على قدر المسؤولية التي وضعها الفنان محمد شكري جميل في عنقي وأتمنى أن تكون هذه بداية لعودة السينما العراقية من جديد."
المهرجان تضمن عرض فيلمين طويلين، اليوم الأول يتضمن عرض فيلم " تورن" للمخرج الكردي نوزاد شيخاني، ويتضمن اليوم الثاني عرض فيلم "الرحلة" للمخرج محمد الدراجي، وقد تمّ تكريم المخرجين خلال الحفل من قبل وزير الثقافة العراقي.
كما ستعرض الأفلام السينمائية القصيرة في خلال اليوم الثالث من المهرجان، كما كرمت مديرة دائرة السينما والمسرح إقبال نعيم مخرجي الافلام القصيرة وهم علي البياتي عن فيلمه "اغمض عينيك جيداً"، والمخرجة سيماء سمير عن فيلمها "زيرو ملم"، والمخرج خالد البياتي عن فيلمه "انكل"، والمخرج بهاء الكاظمي عن فيلمه "جاري الاتصال" والمخرج باقر الربيعي عن فيلمه" البنفسجية" ، والمخرج مجد قاسم عن فيلمه " مصور بغداد". وشهد العرض صوراً استعراضية للاغنيات البغدادية والريفية والكردية قدمها الفريق الاستعراضي لدائرة السينما والمسرح.