العراق يتحضّر إلى عمليّة وشيكة لتحرير مناطق سوريّة من داعش

Wednesday 9th of January 2019 08:48:13 PM ,
العدد : 4347
الصفحة : سياسية ,

أميركا ترسل يوميّاً 30 آليّة عسكريّة و15 طائرة محمّلة بالجنود إلى "عين الأسد"

 بغداد/ وائل نعمة

الحسم أو الحزم، هي أسماء مقترحة داخل الدوائر الأمنية العراقية للعملية العسكرية الوشيكة التي من المفترض أن تضع نهاية لتنظيم "داعش" في المنطقة.
العملية الواسعة، ستبدأ بعد أيام قليلة، وسيشترك فيها الجانب السوري، فيما لا يعرف حتى الآن ما هو دور القوات الأميركية التي تعزز قواتها في العراق منذ ليلة رأس السنة الجديدة.
وتهدف العملية الى تطهير الأراضي السوريّة المحاذية للحدود العراقية التي مازال الآلاف من عناصر "داعش" ينشطون فيها.
وقد يتطلب ذلك دخول القوات العراقية عدة كليومترات في العمق السوري وإقامة خطوط صد جديدة، بالاتفاق مع دمشق. ويقول مصدر أمني مطلع لـ(المدى) أمس إن "العملية ستنطلق في غضون أقل من 10 أيام، وستنهي وجود داعش في المنطقة". ويقدر التحالف الدولي وجود 2000 مسلح في مناطق دير الزور السورية، بينما التقديرات العراقية تتحدث عن أكثر من 3000 عنصر.
وبحسب المصدر فإن العملية ستبدأ من المناطق الحدودية المقابلة لمنفذ الوليد غرب الرطبة، صعوداً الى القائم التي تقابلها في الجانب السوري البو كمال.
ولا تسيطر القوات السورية على أي شبر من تلك المناطق، التي يتقاسم السيطرة عليها "قسد" وهي (قوات سوريا الديمقراطية) والقوات الاميركية و"داعش".
وعلى وفق ما يقوله المصدر فإن القوات العراقية "ربما ستدخل الى العمق السوري بعدة كليومترات لتشكل حاجزاً أمنياً جديداً وفقاً للاتفاقية الاخيرة بين الفياض والأسد".
وقبل نهاية العام الماضي، زار فالح الفياض مستشار الأمني الوطني دمشق والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب بعض التسريبات فإن الأخير أعطى للعراق تفويضاً بضرب المناطق المحتلة من داعش في سوريا دون إذن من دمشق.
وعن تلك الزيارة يقول علي جبار، عضو لجنة الامن في مجلس النواب العراقي لـ(المدى) إن "تبادل المعلومات الاستخبارية بين العراق وسوريا ليس أمراً جديداً، لكن إعلان أميركا سحب قواتها من سوريا تطلب إعادة التفاهمات بشكل آخر".
ولم يوضح جبار وهو عضو في ائتلاف دولة القانون، طبيعة تلك التفاهمات، لكنه تابع قائلا: "القوات العراقية ملتزمة بحماية الحدود، ولكن إذا طلبت سوريا ربما ستتغير الخطط"، مبيناً أن الفياض هو "مسؤول الملف السوري في العراق".
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد نفى الشهر الماضي، تلقي حكومته أي طلب بشأن توغل قواتها العسكرية داخل الأراضي السورية، عقب انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
وقال عبد المهدي للصحفيين في بغداد حينها إن "قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا له تأثير مباشر على العراق لكننا اتخذنا إجراءات احترازية".
بدورها، كانت قد نفت قيادة العمليات المشتركة، التابعة لوزارة الدفاع العراقية، أيضا وجود أي اتفاق أو مفاوضات بشأن دخول الجيش العراقي إلى داخل الأراضي السورية.
وكان قبل ذلك قد كشفت مصادر لـ(المدى) في تشرين الثاني الماضي، عن سيطرة القوات العراقية على 30 مخفراً داخل الاراضي السورية عقب انسحاب "قسد".
وقالت المصادر آنذاك إن تلك المخافر تبعد 50 متراً عن الحدود العراقية، وهي محصنة بشكل كامل ومحاطة بالكونكريت.
وعززت القوات العراقية خلال تلك الفترة قواتها على الحدود التي وصل عديدها الى 11 ألف مقاتل، فيما كشفت (المدى) أيضا عن تمركز جديد للقوات الاميركية قرب الحدود.
وفي الشهر الماضي كان قد وصل عدد القوات الامريكية في الانبار الى 9 آلاف شخص، أنشأوا مقراً جديداً في ناحية الرمانة التابعة للقائم، وهي المدينة العراقية الاولى بعد الحدود السورية.

عشيّة الميلاد
وبحسب مصادر (المدى) في الانبار، فإنه منذ ليلة رأس السنة الميلادية الأخيرة، بدأت الآليات العسكرية تدخل باتجاه قاعدة عين الاسد، التي زارها الرئيس الامريكي قبل السنة الجديدة بـ3 أيام.
وقالت تلك المصادر التي طلبت عدم الإشارة الى هويتها إن "30 آلية تدخل يومياً الى القاعدة"، فيما شهدت ليلة الميلاد أكبر عملية نقل من الكويت الى القاعدة بنحو 150 آلية بيوم واحد.
وأشارت المصادر الى أن حركة الطيران لا تتوقف في عين الأسد "حيث تحط وتقلع يومياً نحو 15 طائرة عسكرية وهي غالباً ما تنقل جنوداً جدداً الى القاعدة".
وتنتشر القوات الامريكية بالقرب من الحدود في معسكرين: الأول في منطقة "قطارات الفوسفات" في جنوب القائم، وتضم بضعة آلاف من المقاتلين، والثاني هو المقر الجديد في "الرمانة"، ويضم المئات من المقاتلين الامريكان.
ووصلت القوات الامريكية الى معسكر "القطارات" قبل يومين فقط من تحرير القائم، التي حررت في تشرين الثاني من العام الماضي.
وبعد المقر الجديد للقوات الامريكية أصبح عدد الثكنات والمعسكرات التابعة للقوات الاجنبية في الانبار "6 مواقع"، وهي: معسكر الحبانية، معسكر عين الأسد في البغدادي، معسكر (تي وان) قرب هيت، ومعسكر الخسفة قرب سد حديثة، بالإضافة الى معسكر قطارات الفوسفات، والمقر الجديد قرب الحدود.
وتنتشر القوات الأمريكية في قواعد أخرى خارج الأنبار، وهي قاعدة "فيكتوري" في مطار بغداد و"التاجي" شمال العاصمة، وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، وقاعدة القيارة (جنوب الموصل)، وقاعدة أربيل.
في المقابل تسربت معلومات عن عودة قريبة للقوات الامريكية الى معسكر سبايكر في شمال تكريت، فيما كشفت أطراف كردية مؤخراً، عن دخول القوات الأجنبية الى معسكر (كي وان) في كركوك.
وقال نجاة حسين، عضو مجلس محافظة كركوك لـ(المدى) أمس، إن "هناك ضبابية في موضوع عودة القوات الامريكية الى معسكر كي وان، لكننا نسمع بحدوث ذلك".
وتركت القوات الامريكية المعسكر الذي يقع على بعد 15 كم من شمال غرب كركوك، الى السلطات العراقية حين انسحبت من العراق نهاية 2011.
وتابع حسين قائلا: "لانعرف كيف دخلت هذه القوات الى المعسكر ومن أين جاءت وماهي مهمتها"، مشيراً إلى أن المعلومات تفيد بأنها "جلبت معها آليات ومعدات ثقيلة."