كلاكيت: روزا لوكسمبورغ سينمائياً

Wednesday 6th of February 2019 06:08:09 PM ,
العدد : 4367
الصفحة : الأعمدة , علاء المفرجي

 علاء المفرجي

اختيرهذا العام 2019 كمناسبة للاحتفال بالذكرى المئوية لاغتيال روزا لوكسمبورغ، التي تعد من أبرز زعماء الشيوعية في مطلع القرن المنصرم، وهي منظّرة ماركسية وفيلسوفة واقتصادية وإشتراكية ثورية من أصول بولندية يهودية عملت بالتجارة وأصبحت مواطنة ألمانية. كانت عضوا في كل من الديمقراطي الإشتراكي لمملكة بولندا وليتوانيا، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني والحزب الإشتراكي الديمقراطي المستقل والحزب الشيوعي الألماني فيما بعد .
انتسبت للحزب الماركسي منذ حداثتها. بعد أن غادرت بولندا الروسية سنة 1889 لتنضم إلى الثوريين المنفيين الروس بزعامة بليخانوف في زوريخ ودرست العلوم ونالت شهادة الدكتوراه. هاجرت إلى ألمانيا وتزوجت عاملاً ألمانيا واكتسبت بذلك الجنسية الألمانية لكي تتاح لها فرصة العمل في صفوف أكبر الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في أوروبا. وعندما اندلعت الثورة الروسية لعام 1905 عادت إلى وارسو لكي تشارك بها فقبض عليها وأفرج عنها في العام التالي. عادت إلى برلين حيث كتبت "تراكم رأس المال" سنة 1913 الذي يعتبر مساهمة فكرية ماركسية رئيسة.
تزعمت مع كارل ليبكنخت الجناح الراديكالي من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني كما أسست معه "عصبة سبارتاكوس" عام 1916التي أصبحت فيما بعد نواة الحزب الشيوعي الألماني وكتبت برنامجه بنفسها.
وبعد شهرين من إعلان ليبكنخت للجمهورية الاشتراكية الألمانية اغتيلت معه من قبل جماعة يمينية عسكرية متطرّفة وبذلك قضي على ثورتهما في المهد، في مطلع سنة 1919.
خلّدت السينما هذه الشخصية البارزة في أكثر من فيلم وثائقي وطويل.. لكن فيلم المخرجة مارغريت فون تروتا هو الفيلم الأبرز عنها، وهذه المخرجة التي صنعت عدداً من الافلام عن شخصيات نسائية بارزة هي التي أسست فيما بعد السينما النسوية، نشأت في مدينة دوسلدورف وسافرت الى باريس لتتعرف الى عدد من السينمائيين . لتعود الى ألمانيا لتخرج أفلاماً قصيرة ثم مارست التمثيل تحت يد المخرج فولكر شلوندروف (الذي تزوجته فيما بعد) وفاسبيندر. وأخرجت فيلم" اليقظة الثانية لكريستا كلاغيس " عن مربية في حديقة أطفال .. وفيلم "الأخوات أو ميزان السعادة " و" الزمن الرصاصي "
قامت بإخراج فيلم "روزا لوكسمبورغ " في عام 1985 , الذي قدمت فيه سيرة ذاتية عنها باداء الممثلة باربرا سوكوفا، وكما في أكثر افلامها ، وخاصة مع فيلمها المهم (حنا ارندت) الذي تناولت في أيضاً سيرة الفيلسوفة الالمانية، ويتناول أهم حدث في حياة آرندت وهو تغطيتها لمحاكمة القائد النازي أدولف أيخمان في إسرائيل. اعتمدت المزج بي السيرة الشخصية والسيرة السياسية للشخصية وقد اعتمد الفيلم على رسائل روزا لوكسمبورغ وخطاباتها، وقدمت صورة جديدية لروزا لوكسمبورغ حيث صورتها كثورية ومناضلة وصورتها كامرأة. وكانت هذه مهمة صعبة في رسم هذه الشخصية الثرية للوكسمبورغ، فالإحاطة بحياة لوكسمبورغ الغنية بمحطاتها السياسية والفكرية والتي كان لها دور خطير في التاريخ السياسي الأوروبي والألماني ليس بالأمر اليسير، ولكن قدرة هذه المخرجة ومهارتها جعل المتلقي يستوعب هذه السيرة ويتفاعل معها.
وقد نالت الممثلة باربرا سوكوفا، وهي الممثلة نفسها التي جسدت شخصية الفيلسوفة حنا اردنت عام 1086 جائزة مهرجان كان كافضل ممثلة حيث استطاعت إظهار الانفعالات التي تشير الى استغراق في التأمل وحيوية التفكير.