صغيرة ولكنها مميتة: البطاقات البريدية التي غذت الثورة الروسية

Sunday 10th of February 2019 06:30:16 PM ,
العدد : 4369
الصفحة : عام ,

ترجمة / أحمد فاضل

بعد " يوم الأحد الدامي " في سان بطرسبرغ عام 1905 في الامبراطورية الروسية ، حين تقدم متظاهرون غير مسلحين نحو قصر الشتاء ليقدموا التماساً للقيصر نيقولا الثاني فوجه إليهم الحرس الإمبراطوري الروسي وابلاً من الرصاص ، قاد الأب غابون التظاهرة و كان هدف المتظاهرين تأسيس منظمات عمالية فكان لهذا التأريخ وقع كبير بَشرَ بأول ثورة شعبية ضد نظام القيصر حيث بلغ عدد المتظاهرين أكثر من 300000 شخص و فاق عدد القتلى 4000 حسب تقديرات المعارضين و 96 حسب تقديرات السلطات و تسبب هذا الحدث في الثورة الروسية 1905. إثر الحادثة فر الأب غابون خارج روسيا وسرعان ما ظهرت على الفور بطاقات بريدية تصور المذابح التي اقترفها نظام القيصر الروسي ضد أبناء شعبه حيث بقيت هذه البطاقات دعامة أساسية للدعاية ضد الحكومة ، ووسط فوضى وعنف ثورة 1905 في روسيا ، قام معارضو القيصر بطباعة وتوزيع كميات هائلة من البطاقات البريدية المصورة التي كانت سهلة في مشاركتها غضب الشعب وسهلة في إخفائها وتهريبها وكانت وسيلة للتغلب على الرقيب ونشر رسالة التحدي .
في هذا الكتاب الذي حمل عنوان " تحية من المتاريس : بطاقات بريدية ثورية في روسيا الإمبراطورية " الموضح بشكل رائع ، يُظهر توبي ماثيو دور البطاقات البريدية ما قبل الثورة فقد كانت مناسبة بشكل مثالي للإثارة المناهضة ضد سلطة القيصر ، ومع أنها كانت تحمل الكثير من المخاوف في نشرها ، فقد تمّ الحفاظ عليها لسنوات في ألبومات البطاقات البريدية التي كانت سمة من سمات البيوتات الروسية وأعداد متزايدة من أكواخ الفلاحين وثكنات العمال .
محتويات هذه البطاقات اشتملت على مجموعة متنوعة من الثوريين والليبراليين والانتهازيين على شكل رسوم كاريكاتيرية ساخرة وموجهة ضد الحكومة ، كما اشتملت على صور نادرة للمظاهرات الثورية والعديد منها تجمع بين الضحك والشعور بالسخط الشديد من مظالم حكم روسيا القيصرية .
وهي أول دراسة رئيسة عن تصميم وإنتاج وتوزيع هذه البطاقات قبل قيام الثورة الروسية وهو المصطلح الذي عبر عن سلسلة من الاضطرابات الشعبية حدثت في روسيا قبل تغيير حكم الإمبراطورية القيصرية عام 1917 والتي كان لها الدور الأبرز في تغيير مجرى التاريخ ، وقد قامت بها أساساً الجماهير الروسية الجائعة مُنهية بذلك الحكم القيصري ، ومقيمة مكانه حكومة مؤقتة أفضت إلى إنشاء الاتحاد السوفياتي .
الكتاب ضم أكثر من 200 صورة معاً شكلت مجموعة غنية من الفن السياسي الذي يوضح خطر معارضة النظام خلال تلك الفترة المضطربة من تاريخ روسيا ، وتوبي ماثيو كاتب ومؤرخ متخصص في فن الجرافيك الروسي والدعاية عاش سابقاً في كييف وموسكو حيث قضى ثلاث سنوات يعمل كصحفي في وكالة أسوشيتد برس وهو موجود الآن في لندن .

عن / مجلة سبيكتاتور