كرتنا بحاجة ماسة إلى لجنة منتخبات قوية

Monday 11th of February 2019 07:20:09 PM ,
العدد : 4370
الصفحة : رياضة ,

 الاعتذار وإقصاء الضحية لن يبرّئا الاتحاد من المسؤولية

 متابعة / المدى

إن أحد الأسباب الحقيقية لفشلنا في المنظومة الرياضية هو إسناد المهمات والمسؤوليات الفنية البحتة الى أناس لا تمتلك الخبرة والمهنية في التعامل وفهم حاجات ومتطلبات ومبادى وأخلاق هذه المسؤولية.
لقد تعبنا ومللنا من محاولة بعض المدعومين والأقوياء في اتحادنا العراقى لكرة القدم التسلق وتحدى جميع القيم والمبادئ الرياضية والأخلاقية ونصب انفسهم أولياء وقادة ( دون غيرهم ) وينصبوا أنفسهم رؤساء للجان معينة يفصلوها على ذوقهم ومقاسهم ومستوياتهم وبالرغم من جهلهم وخبرتهم المتواضعة ، فلا أدرى هل هذا يعتبر شجاعة منهم أو بسط سيطرتهم على الاتحاد وأعضائه وتمرير أجنداتهم.
إن المتتبع لتاريخ مشاركاتنا واستحقاقاتنا العربية والآسيوية والعالمية ولمختلف الإعمار والتسميات مرت بمراحل وظروف إعداد وتهيئة قصيرة وناقصة وضغوطات كثيرة وقرارات غير مسؤولة تشوبها الارتجالية والتخبط والفوضى وعدم الاتفاق والتراضى وتوحيد الكلمة والرأي فيما يتعلق بكل الأمور التى تخص المدربين واللاعبين والاداريين، وكانت النتيجة الفشل والخروج المذل وتبدأ بعدها حملة التشهير والتسقيط والاتهامات ويأخذ الجميع إجازة مرضية بعد الفشل خوفاً من التساؤل والاستفسار والمواجهة وهذا سيناريو معروف وثابت وعادة متبعة عند مسؤولينا في المنظومة الرياضية ويحاول الجميع التهرب والتنصل عن مسؤولية الفشل.
بعد هدوء العاصفة وامتصاص الهجمة والامتعاض من الشارع الرياضي، يخرج بعض مسؤولينا بمقترحات وتوصيات ووعود وإقالات ومحاسبة المقصرين، والمشكلة إنهم ينسون انفسهم وينكروا بانهم السبب الحقيقي لأزماتنا وفشلنا المتكرر.
إن البداية ستكون الاعتذار للشارع الرياضي ومسؤوليهم الكبار في المنظومة الرياضية ، وبعدها يبحثون عن ضحية أو ضحايا لفشلهم وعجزهم لإقصائهم من المهام، كذريعة وأعذار ويعلنون عن اجتماعاً استثنائياً لاعضاء الاتحاد لتقييم المشاركة والسلبيات والإيجابيات وإصلاح الاخطاء ( ولا أدري أي اخطاء يتحدثون عنها) ألم يكن الفشل بسبب تخبطهم وسياساتهم وقرارتهم التي لا تستند الى المنطق والعقل والواقع.

خيبة أمل وندم
اننا عند كل فشل وخيبة أمل رياضية أو كروية نراجع أنفسنا ونندم باننا لم نعتمد بصورة ( متكاملة) على أهل الخبرة العلمية، الأكاديمية وبعض رموزنا التدريبية والشخصيات الرياضية المؤثرة، مع العلم اننا نملك لجنة منتخبات محترمة تضم العديد من النخب الفاعلة، وأتساءل لماذا لم نستمع إلى افكارهم وآرائهم ونحلل ونناقش توصياتهم، ولا إدرى ما الدور الحقيقي لهذه اللجنة هل هي مجرد لجنة خبراء على الورق أم ذر الرماد عن العيون أم هي لجنة فاعلة تحظى بالتأييد والقبول ويؤخذ بالتوصيات والقرارات التى تتخذها وتقترحها لاتحادنا الكروي ، مع الأسف انني أقول انها كانت وما تزال شماعة يعلق عليها الاتحاد تخبطه وفشله ليس إلا ومع شديد الاحترام لجميع أعضاء اللجنة القدامى والجدد وجميعهم أصدقاء وزملاء وليس من الحكمة أن يوضعوا بهكذا موقف محرج يشكك في مصداقيتهم وسمعتهم وتاريخهم ورأي الشارع الرياضي والإعلام فيهم، انها كارثة ومصيبة كبيرة.
إن الحقيقة والواقع والظروف تحتم علينا ان نقول لاعضاء اللجنة الموقرة لماذا هذا الإصرار بالبقاء في تمثيل هذه اللجنة ( الشكلية والصورية ) بوضعها السابق ، وهم اسماء مميزة وشخصيات أكاديمية وعلمية ورياضية مقبولة من الشارع الرياضي ، ولكن لديهم خبرة ومصداقية و كلمة او رأي او افكار او رؤيا وفهم تطرح على الاتحاد ورجاله ورئيس اللجنة للاطلاع عليها ودرسها ومناقشتها ، ولكن بالنهاية سيكون القرار الأخير( مذيّل ومجير) باسم رئيس اللجنة ويكون مقترحه هو المقترح الأخير والنهائي سواء كان خاطئا ام صحيحا . ان بعض أعضاء اللجنة وبسبب خجلهم ( لأنهم مجرد ضيوف ) قد يجاملون رئيس اللجنة ولا يحاولوا الاعتراض على الرؤيا والطروحات والقرارات، وهنا يطرح سؤال أو استفسار على أعضاء اللجنة وسبب بقائهم واستدعاهم لأخذ مشورتهم ونصائحهم والتي بالنهاية لا يؤخذ بها، فما هو السر في بقائهم باللجنة ودورهم هامشي ومجرد حبر على ورق ، ويلعب الاتحاد هذه الورقة الذكية لإيهام الشارع الرياضي بالرسالة المشوّهة باننا لنا لجان معتمدة نأخذ رأيها في كل صغيرة وكبيرة (شماعة) للخداع والتمويه.

تشوّه سمعة نخبنا
إن هذه الممارسة غير صحية وتشوّه سمعة نخبنا الرياضية وتضعهم في موقف الاتهام بالتقصير وانعدام المصداقية والمشاركة في تدمير الكرة العراقية مع العلم انهم لم يكن لهم قرار وكلمة ورأي فيما يتخذه الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات في الخيارات المتخذة والمصيرية مثل اختيار المدربين وكثير من الأمور الأخرى، إنني اقولها مع الأسف أن هذه اللجان حولت الى لجان وهمية وشكلية تؤتمر بأجندات الاتحاد ورؤساء لجانه المختلفة وهم أبرياء من دم يعقوب، انهم دائماً ما يلبون النداء لأجل النصيحة والمساعدة ولكنهم بالآخر يخرجوا من المولد بلا حمص. عفواً عمّا سلف، وإذا فعلاً كان للاتحاد نية ومصداقية وشفافية وإرادة واستعداد وإيمان بالتغيير لأجل مصلحة الرياضة والكرة العراقية فهناك ثوابت وانظمة ومبادئ يجب أن يلتزم بتنفيذها وتطبيقها وتفعيلها وخاصة فيما يتعلق بلجنة الخبراء والمنتخبات.
ان إعطاء الفرصة والحريّة والمركزية مطلوبة لنجاح هذه اللجان ويجب أن تشكل من خارج أسوار الاتحاد وتعمل كجهة استشارية فنية معينة من الاتحاد او وزارة الشباب أو الأولمبية وتكون قراراتها ملزمة غير رجعية، بحيث تتوسع مسؤولياتها من اختيار المدربين لمنتخباتنا الوطنية المختلفة ولكل الإعمار والمستويات ، وتقييم عمل المدربين ومتابعتهم، وكذلك تنظيم الدوري من الممتاز إلى الأشبال (اجباري) وتقييم المشاركات والاستحقاقات وتطوير عمل المدربين وتطوير ومراجعة مناهج التدريب لفرقنا لمعرفة آلية عمل الفرق والأساليب المتبعة بالتدريب وهل تواكب كل ما هو جديد وحديث في اللعبة، وكذلك تضطلع اللجنة بتوفير المحاضرات والدورات التدربيية فى كل ما يحدث من جديد في فن الادارة الرياضية وعلم التدريب الرياضي والاصابات الرياضية وعلم النفس الرياضي والطب الرياضي والعلاج الطبيعي والتدليك ( منظومة كاملة) والتحليل الرياضي والإحصاء والتسويق الرياضي والتعرف على ثقافة الاحتراف وكيفية التعامل مع كل الضغوطات المصاحبة للتدريب والتهيأة والإعداد الرياضي وكثير من الأمور والمسؤوليات والواجبات التي ستجنب أعضاء الاتحاد من الاخطاء والممارسات غير المهنية والتي تحتاج لخبرات فنية، علمية، ادارية، تنظيمية واكاديمية ونفسية وغيرها .

إرادة حقيقية وفعّالة
يحب أن تكون هناك مصداقية وإرادة حقيقية وفعّالة من قبل الاتحاد وأعضائه بفسح المجال لهذه اللجان بالعمل بحرية ومركزية ودعم وتأييد وإسناد من الاتحاد وأعضائه وتوفر لها الأرضية المناسبة للعمل وبدون تدخل في توصياتها وقراراتها وإلا ستفشل كل المحاولات للتغيير للافضل إذا لم تكن هناك إرادة وتقبل وثقة متبادلة بين الجميع ، وتحتاج اللجنة المنبثقة الى التواصل والاتفاق بتوزيع المسؤوليات والمهام بروح الجماعة وحب الوطن ورياضة الوطن ، وتحتاج اللجنة للوقت والتي ممكن أن يكون أعضاؤها مكونين من ٥ الى ١٠ شخصيات متفاهمة وصادقة ومخلصة للعمل والتضحية والتفرغ الكامل لهذه المهمة الاساسية والحيوية ان درست وحللت ونوقشت من جميع النواحي وتوقع المعوقات والعراقيل والتحديات والضغوطات التي قد تتعرّض لها، وان نجاح اَي عمل لتطوير رياضة الوطن يحتاج للصبر والوقت والدعم والإسناد والتشجيع والعمل الجماعي المشترك، وأتمنى أن يكون النجاح حليفها لكي نرسم البسمة والفرحة لأبطالنا ولاعبينا ومدربينا وتوفير الأجواء الأبوية، المعنوية والنفسية والصحية لنبدأ الخطوة الأولى على الطريق الصحيح وحظاً سعيداً لكرتنا ونخبنا واتحادنا وحان الوقت للاستماع لصوت الحق والحكمة والعقل والمنطق، نتمنى أن يدرس اتحادنا وأعضائه هذا المقترح والذي سيكون بالنهاية لأجل التطوير والتعرف على النجاح والعمل والستراتيجيات الصحيحة ( رسم خارطة طريق جديدة ) تحيي الآمال وتنعش المستقبل والطموحات