ترليون دينار تبدّدت في نينوى من دون تحسين أوضاعها

Monday 11th of February 2019 08:00:33 PM ,
العدد : 4370
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

منذ 2016 تسلّمت محافظة نينوى قرابة الترليون دينار، فيما لاتزال جهود إعادة الإعمار في المحافظة خجولة جدا. وتتقاطع أعمال 5 جهات تعمل ضمن جهود الإعمار في نينوى حيث يأمل المسؤولون هناك أن يوحد وزير الإعمار الجديد ما فرقته فوضى التخطيط.

وبحسب إحصائيات فإنّ هناك نحو 70 ألف منزل قد دُمِّر في نينوى، 15 ألفاً منها في المدينة القديمة فقط، فيما وصلت طلبات التعويض الى قرابة المليوني طلب، حيث لم ينظر بأي منها حتى الآن حيث ان السلطات ما تزال مشغولة بجمع الأوراق. الدمار الهائل الذي تسبب به احتلال داعش للمحافظة لأكثر من 3 سنوات إضافة الى الحرب الشرسة التي دامت 9 أشهر لإخراجه أحدثت تدميرا، وفي بعض المناطق وصلت نسبة الدمار الى 100%، كما هو الحال في بعض أحياء قلب ساحل الموصل الأيمن.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، كشف بعض النواب عن وثائق مرسلة من وزارة المالية بمقتضاها تسلمت المحافظة منذ عام 2016، أكثر من 408 مليارات دينار ضمن الموازنة التشغيلية والاستثمارية عدا رواتب الموظفين.
وإضافة الى هذه المبالغ، فإن مبالغ أخرى قد وصلت الى المحافظة خلال نفس تلك الفترة بحسب مسؤولين كشفوا ذلك لـ(المدى)، تحت بند ما يعرف بـ"مبالغ الاستقرار". وتقول انتصار الجبوري، وهي نائبة عن نينوى في تصريح لـ(المدى) إن "تلك الأموال هي أموال تحول من ميزانية وزارة الهجرة لصالح دعم الاستقرار في المحافظات التي كانت محتلة من داعش".
وفي موازنة 2019، الاخيرة، كانت مبالغ الاستقرار هي 460 مليار دينار، 130 ملياراً منها الى نينوى لوحدها.
وبحسب المعلومات التي وردت لـ(المدى) فإن مبالغ الاستقرار التي أرسلت لنينوى في العام الماضي 2018، كانت 180 مليار دينار، وفي 2017، 100 مليار، فيما لا يعرف بالتحديد المبلغ الذي منح للمحافظة في 2016، لكن بحسب بعض التقديرات فإنه لا يقل عن الـ100 مليار دينار. ويدور جدل كبير حول أبواب إنفاق تلك المبالغ مقارنة بالإنجازات الفعلية على أرض الواقع، حيث لم يعد إعمار سوى 5 مستشفيات من أصل 26 مشفىً ومستوصفاً دمر في السنوات الثلاث الماضية في نينوى، حيث دمرت الحرب 9 مستشفيات بالكامل في الموصل فقط من أصل 13 في المدينة.
كذلك أضرت الأحداث والمعارك هناك بقرابة الـ2000 مدرسة، بينها 70 مدرسة سوّيت بالارض، نصفها على الاقل في المدينة القديمة، بينما لم يظهر غير ترميم 20 مدرسة فقط، فضلا عن أن نينوى تؤكد حاجتها الى 500 مدرسة إضافية . وعلى وفق بيانات صندوق إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب، وهي إحدى الجهات التي تعمل في نينوى، فإنها أنجزت 24 مشروعا في المحافظة في العام 2018. ويواجه "الصندوق" انتقادات حادة من نواب، وصفوه في وقت سابق بـ"المهزلة" بسبب عدم إنجازه أعمالاً واضحة.

فوضى التخطيط
بدوره يقول رئيس لجنة الإعمار في مجلس محافظة نينوى عبدالرحمن الوكاع لـ(المدى) "هناك فوضى بالتخطيط والبرلمان لا يعطي مجلس المحافظة دوراً في المصادقة على بعض المبالغ التي تخصص للمحافظة، لذلك هناك بعض الاموال التي تنفق دون ان نعلم أين صرفت".
ويبين الوكاع أن الموازنة الاتحادية لم تعط حقاً لمجلس المحافظة مراقبة أو المصادقة على الاموال المخصصة ضمن "مبالغ الاستقرار". وكان من المفترض أن تساعد تلك المبالغ في إعادة إعمار بعض المنشآت الحيوية مثل الجسور، حيث تسببت سيطرة داعش على نينوى بتدمير 70 جسرا، 6 منها رئيسة. وتقول انتصار الجبوري ان الجسور الخمسة المهمة في داخل الموصل التي تربط بين ضفتي دجلة، واحد منها فقط يعمل وهو "الجسر العتيق"، بينما الاربعة الأخريات خارج الخدمة.

ماذا ستعمل وزارة الإعمار؟
أول من أمس وعد وزير الإعمار بنكين ريكاني أثناء زيارته الاولى الى الموصل، بالانتهاء من إعمار الجسور خلال نهاية هذا العام ومطلع العام المقبل.
وقال ريكاني في مؤتمر صحفي عقده الأحد في الموصل، إن "زيارتنا للمحافظة جاءت لغرض متابعة المشاريع المتلكئة الخاصة بالوزارة، منها مشاريع الماء والمجاري". وأوضح: "إننا وعدنا رئيس مجلس نينوى والأعضاء الحاضرين بانه ستتم المباشرة بجميع المشاريع المتوقفة من وزارة الإعمار والإسكان والبلديات". وتأمل النائبة انتصار الجبوري ان يستطيع ريكاني جمع الاطراف المتقاطعة في نينوى التي تعمل ضمن مساعي إعادة الإعمار، وهي الحكومتان الاتحادية، والمحلية، وصندوق إعمار المناطق المحررة، والمنظمات الدولية، والجهات المستثمرة. وأكدت الجبوري أن زيارة وزير الإعمار، تأتي ضمن الإعداد لغلق ملف النازحين بشكل كامل نهاية العام الحالي، ومن ضمنها بناء عدد من الوحدات السكنية، التي أعلن عنها وزير الإعمار والتي ستكون فيها أولوية السكان للذين دمرت منازلهم.