غارات أميركيّة ضدّ داعش في هيت والحشد يشارك بمسك الحدود

Sunday 3rd of March 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4384
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / المدى

أعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس الأحد، مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي بضربة جوية للتحالف الدولي غربي البلاد. وقالت الخلية في بيان تابعته (المدى) إن "طيران التحالف الدولي وجّه ضربة جوية على وفق معلومات استخبارية أسفرت عن قتل مجموعة من عصابات داعش الإرهابية كانت تتخندق في وكر داخل نفق قرب هيت غرب الأنبار". ولم تذكر خلية الإعلام الحربي المزيد من التفاصيل. وأعلن العراق، في كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، لكن التنظيم يكرر بين وقت وآخر استهداف المناطق التي فقد السيطرة عليها. وكشفت مصادر كردية من منطقة الباغوز المتاخمة للحدود العراقية، وهو آخر معاقل داعش، أمس الأحد، أن فصائل مسلحة عراقية عززت انتشارها على طول المنطقة الحدودية لوقف تسرب الدواعش من الطرف السوري باتجاه الأراضي العراقية.
وقالت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الأمريكي لوكالة (سبوتنيك): إن وحدات من الحشد الشعبي عززت انتشارها على الحدود المشتركة بين البلدين منعاً لتسلل المزيد من مسلحي تنظيم داعش.
وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود في تصريح صحفي إن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت الاتفاق مع الحكومة العراقية القاضي بنقل قوات أمريكية من سوريا إلى الأراضي العراقية، وفي الحقيقة فقد رافقت هذه القوات قوافل من قيادات ومجموعات كبيرة من الدواعش.
وأضاف إن ما يشيعه الأمريكيون من أنباء حول العمليات العسكرية التي يخوضونها ويدعمونها في جنوب شرقي دير الزور ضد الجيب الداعشي الأخير المحاصر في منطقة الباغوز ما هو إلا خطة مدروسة لتبرير بقاء القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وأضاف العميد مقصود: منذ 3 أسابيع وقوات التحالف تعلن أن تنظيم داعش الإرهابي بات محاصراً في منطقة لا تزيد مساحتها على نصف كم مربع وأن القضاء عليه بات وشيكاً، وحقيقة الأمر أن المفاوضات الثلاثية التي دارت بين الولايات المتحدة وقسد من جهة وتنظيم داعش من جهة ثانية أراد منها الأمريكي الإيحاء بتحقيق انتصار على تنظيم داعش من جهة، ومن جهة أخرى جوهرية أُراد من هذه العملية أن تفضي إلى نقل إرهابيي داعش إلى العراق وإلى أفغانستان لمحاصرة إيران بين فكي كماشة من خلال إعادة تدوير داعش وزجه بمعركة ضد إيران.
كانت سيطرة التنظيم على مساحة من الأرض في العراق وسوريا هي التي ميزته عن التنظيمات المماثلة الأخرى مثل تنظيم القاعدة ،كما أن هذه السيطرة أصبحت محورية لرسالته عندما أعلن قيام دولة الخلافة في 2014.
ويحرم القضاء على هذا الكيان، التنظيم من أقوى أدوات الدعاية والتجنيد في ترسانته. كما أن الهزيمة أوصلت رعاياه السابقين الى الإعدامات دون محاكمة.
وقد أهلكت الحرب الألوف من مسلحي التنظيم. وعلى الصعيد المالي حرمته الهزيمة من موارد أكبر من أي موارد أتيحت لحركة جهادية أخرى في العصر الحديث بما في ذلك الضرائب التي فرضها على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته وعوائد مبيعات النفط.
وخسر التنظيم معقليه الرئيسين في الموصل والرقة في عام 2017. ومع تقلص أراضيه، تقهقر آلاف من مقاتليه وأتباعه ومن المدنيين إلى الباغوز.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي داعش ومن المدنيين في مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور مما تسبب في تعليق الهجوم الأخير. وقالت قوات سوريا الديمقراطية مساء الجمعة إن باقي المدنيين خرجوا من الباغوز، وإنها ستستأنف الهجوم حتى هزيمة الإرهابيين.
وقال مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن القوات تتوقع انتهاء المعركة "قريبا". وأضاف إن القوات توغلت من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بأسلحة متوسطة وثقيلة. وقال المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن الاشتباكات استمرت حتى بعد غروب شمس يوم السبت مع قصف عنيف متقطع بالطائرات. وقال عدنان عفرين، وهو قائد في قوات سوريا الديمقراطية إن مسلحي داعش ردوا بالصواريخ والطائرات المسيرة وإن سبعة من مقاتلي القوات أصيبوا حتى الآن.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قالت في وقت سابق إن هناك عدة مئات من المقاتلين في الباغوز أغلبهم أجانب. وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إن هؤلاء الباقين هم الأكثر إرهابا.
ولواشنطن نحو 2000 جندي في سوريا ومهمتهم الأساسية دعم قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد داعش. وأعلن ترامب في كانون الأول الماضي سحب جميع القوات، لكن البيت الأبيض تراجع جزئيا عن ذلك الشهر الماضي، قائلا إن نحو 400 جندي سيبقون هناك.
وخلال الشهور الثلاثة الماضية، غادر نحو 40 ألفا من مختلف الجنسيات الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش، مع سعي قوات سوريا الديمقراطية إلى طردهم من كل الجيوب الباقية.
وكان التنظيم قد بدأ قبل سنوات دعوة أنصاره في الخارج إلى التخطيط لشن هجمات من تدبيرهم بدلاً من التركيز فقط على الهجمات التي ينفذها أعضاؤه المدربون الذين يدعمهم هيكل التنظيم.
وفي أوائل 2018 قال قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية إن تنظيم داعش يتمتع بالمرونة وما زال قادرا على "الإيحاء بهجمات في مختلف أنحاء المنطقة وخارج الشرق الأوسط".
رغم أن رقعة الأرض الأساسية التي وقف عليها التنظيم كانت في العراق وسوريا فقد بايعه إرهابيون في دول أخرى لا سيما في نيجيريا واليمن وأفغانستان.