هيومن رايتس ووتش: أطفال متهمون بالانتماء لداعش يتعرّضون للتعذيب

Wednesday 6th of March 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4387
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، السلطات العراقية بتعذيب أطفال يشتبه في علاقتهم بتنظيم داعش من أجل الحصول على اعترافات.
وأصدرت المنظمة الحقوقية، أمس الأربعاء، تقريرا مفصلا استندت فيه إلى أقوال نحو 29 طفلا احتجزوا حاليا أو سابقا لدى الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إضافة إلى مصادر أخرى. وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن السلطات العراقية تحاكم الأطفال المشتبه في صلتهم بتنظيم داعش على وفق آلية تشوبها "عيوب كثيرة"، مستخدمة اتهامات أو اعترافات حصلت عليها تحت التعذيب. وقابلت المنظمة الحقوقية نحو 29 طفلاً عراقياً لإعداد هذا التقرير الشامل، وهم أطفال محتجزون حالياً أو سابقا لدى الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، إضافة إلى أقارب وحراس سجون ومصادر قضائية.
وفي كانون الأول 2017 أعلن العراق دحر تنظيم داعش، لكنه لا يزال يجري محاكمات لمتهمين بالانتماء إلى التنظيم المتطرف، من رجال ونساء وأطفال، بينهم أجانب، وفقاً للمنظمة.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن "التدقيق في الأطفال والتحقيق معهم ومحاكمتهم كمشتبه بهم من قبل السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان، هو أمر تشوبه عيوب كثيرة، وغالبا ما يؤدي إلى احتجاز تعسفي ومحاكمات جائرة".
ولفتت إلى أن العديد من الأطفال اعتقلوا في المخيمات أو عند حواجز تفتيش استناداً إلى أدلة ضعيفة، وأنهم تعرضوا للضرب والصعق بالكهرباء، ومنعوا من التواصل مع أقربائهم أو توكيل محام، وأجبروا على الاعتراف بالانتماء إلى تنظيم داعش حتى وإن لم يكونوا كذلك. ونقلت المنظمة عن طفل يبلغ من العمر 14 عاما اعتقلته قوات الأمن قوله "كانوا يضربونني في كل أنحاء جسدي باستخدام أنابيب بلاستيكية. أولاً قالوا لي إنه يجب أن أقول إنني كنت مع داعش، فوافقت". ورغم أن تنظيم داعش كان يجند الأطفال على نطاق واسع ويخضعهم لعملية غسل أدمغة ويجبر بعضهم على تنفيذ عمليات إعدام، قال معظم الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم لم يقاتلوا أبدا في صفوف التنظيم. كما حوكموا من دون محامين، في جلسات استماع لم تتخط العشر دقائق. وكانت الأحكام في إقليم كردستان تتراوح بين ستة وتسعة أشهر. لكن المحاكم في بغداد أصدرت أحكاماً تصل إلى السجن 15 عاما، وتضع الأطفال في سجون مع البالغين، ما يشكل انتهاكا للمعايير الدولية، على وفق المنظمة الحقوقية. وقال أحد الشبان (17 عاما) الذي قضى تسعة أشهر في سجن تابع للحكومة الاتحادية، إن "التعذيب كان يومياً. لقد تعرضنا للضرب كل يوم، جميعنا". وحتى بعد إطلاق سراحهم، لا يعود هؤلاء الفتية إلى منازلهم، خوفا من اعتقالهم مجددا أو من عمليات انتقام عشائرية. وقال فواز (16 عاما) الذي اختار العيش في مخيم بدلا من العودة إلى دياره بعد إطلاق سراحه، "لقد عانت عشائر أخرى في القرية من داعش، وهي ترى أسرتي داعشية". وأضاف "بمجرد معرفتهم أنني في القرية، سيأتون ويأخذونني". وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أنه في نهاية العام 2018، احتجزت السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان نحو 1500 طفل بشبهة الانتماء إلى تنظيم داعش ودانت مئات الأطفال، بينهم 185 أجنبيا على الأقل، بتهم متصلة بالإرهاب. وفي هذا الإطار، قالت مديرة المناصرة في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش جو بيكر "يبدو أن معاملة العراق القاسية للأطفال أشبه بالانتقام الأعمى وليس بالعدالة لجرائم داعش". ودعت المنظمة بغداد وأربيل إلى التوقف عن اعتقال الأطفال بتهمة الانتماء للتنظيم، والإفراج عن جميع القاصرين، ما لم يكونوا متهمين بجرائم عنف.