بأمانة: النخب والكفاءات

Sunday 10th of March 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4389
الصفحة : الأعمدة , محمد العبيدي

 محمد العبيدي

استثمار الإمكانيات العلمية والخبرات في مسيرة بناء وإعمار قطاع الشباب والرياضة يمثل إستحقاق يرتبط ارتباطا مباشر بمبدأ بناء الوطن وضمان تقدمه وبهذا المفهوم وأبعاده الشمولية تأتي الحقوق معبرة عن الواجبات في سياق الواجب الوطني .
وهنا تجدر الإشارة الى لجنة الشباب والرياضة المنضوية تحت لواء المنتدى العراقي للنخب والكفاءات والتي يرأسها الدكتور عبد القادر زينل الخبير والرائد الرياضي الكبير بعطائه وانجازاته ومآثره ومواقفه الوطنية التي لا حصر لها .
تمثل الهيئات أو المؤسسات أو النقابات أو المنتديات المهنية على مختلف تسمياتها هي النتيجة العملية لبلورة الاختصاصات العلمية والاكاديمية والمحافظة على قيمها وتقاليدها وتوجهاتها ولجنة الشباب والرياضة مجموعة وطنية تنظيمة جامعة لكل الخبرات العلمية والعملية بما تضمه من شخصيات رياضية وقامات شامخة، تهدف الى بناء صلات مهنية فاعلة بين الاختصاصات العلمية والخبرات المختلفة وتأمين تفاعلها على أرضية وطنية واهداف بناءة.
ويأتي تجمع النخب والكفاءات برقي واقتدار بعيداً عن أي مسميات حزبية إو طائفية مقيتة معبراً عن غاية التفاعل و المهنية بما يعكس حدود لا حصر لها لكوكبة النخب ويجسد هويتهم الوطنية وإيمانهم المطلق بمسيرة العطاء التي لا تنضب باعتبارهم من البناة الذين يملكون الكفاءة والخبرة في الميدان وهو ما يضعهم أمام مسؤولية عملية الترميم والإصلاح الحضاري و المساهمة ببناء العراق وتهيئة الظروف المناسبة للتنمية والتقدم .
إن هذا التجمع النوعي المهني يؤكد بتاريخ أعضائه وكفاءتهم المشهودة الأهلية الحقة للمساهمة في البناء عند هدف واحد ، هو مصلحة الوطن قبل أي اعتبار والعمل المشترك لايجاد حلول للمشكلات الكارثية التي تعاني منها الرياضة العراقية.
ويمكن ان نقول ان تواجد كل تلك الخبرات والكفاءات يمثل امتدادا نموذجيا للثروة المعرفية المتراكمة التي يملكها الوطن وهي مكسب إجتماعي وإقتصادي لصالح عملية التطور الحضاري .
ما يميز كوكبة النخب والكفاءات الرياضية امتلاكها القدرة على التكامل والتفاعل بحيوية وانسجام وقابلية التقدم لمواجهة المشكلات التي نخرت جسد الرياضة العراقية وهذا الامتياز ليس فقط إستحقاقاً معنوياً، بل هو في حقيقته تعبيراً عن الدور التأريخي والمسؤولية الوطنية في هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد .
وهنا لابد من القول إن هذه النخب والكفاءات في خلية العمل الوطنية تتجاوز كل العناوين الفرعية التي جاء بها الاحتلال بعد عام 2003 مثل الطائفية والمناطقية والعشائرية وغيرها، بل هي ممثلة لكل التكوينات والتيارات الفكرية والاجتماعية المجتمعية، ومرتبطة بشكل وثيق بأهداف التنمية البشرية الانسانية والمستدامة، وهذا الارتباط الوثيق يؤكد هويتها الوطنية والشعبية ، ويضعها في المكان الفاعل الصحيح ضمن مسيرة البناء والإصلاح .
وهذه الشرعية الوطنية التي تستمدها النخب والكفاءات العراقية في إطارها التنظيمي الفاعل تشكل حلقة الوصل في نظام تتابع الأجيال ضمن نطاق لمسؤولية الوطنية، وهي جزء أساس من منظومة وآليات المشاركة في عمليات التحديث في كل جوانب الحياة ، وبالتالي فان المنتدى في جوهره وغاياته هو تشكيل إجتماعي – مهني مستقبلي تتدرج مهماته مع الخطوات والانجازت العملية على أرض الواقع نحو الهدف الكبير وهو بناء الإنسان وبناء الوطن.
ببساطة شديدة تدرك النخب والكفاءات بشكل خاص معنى ودلالة ذلك التجمع، ومعنى الاستجابة له كحاجة تأريخية فرضتها ظروف عديدة أهمها الشتات المادي والنفسي الذي تعيشه النخب والكفاءات منذ الاحتلال عام 2003 بما يملكون من رصيد علمي ومعرفي وخبرات متراكمة وتقدم نموذجاً لانبثاق حركة قائمة على معطيات العلم والعمل والبناء معاً من أجل الوطن ومستقبل أجياله.
وهذا التكامل المثالي يستمد شرعيته من معنى الاستحقاق الوطني و الاجتماع النوعي على توظيف الخبرة والكفاءات الوطنية من أجل بناء شباب ورياضة العراق واستعادة دوره الحضاري وطنياً وعربياً ودولياً .