المواطنة والرموز .... ساسون حسقيل

Saturday 13th of April 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4408
الصفحة : عام ,

أربيل/ المدى
تصوير محمود رؤوف

ضمن محور المواطنة والرموز المصاحب لفعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب اقيمت جلسة عن الاقتصادي اليهودي ساسون حسقيل تحدث فيها د. مظهر محمد صالح مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية والذي بين أن حسقيل شخصية عراقية مؤسسة للدولة العراقية من عائلة بغدادية عريقة غنية كان يطلق عليها لقب روتچر الشرق لغناها والده متدين ومتفقه في الديانة الموسوية، تلقى حسقيل تعليماً عالياً بسبب يسر عائلته وتعليمه بدأ في العراق في التعليم الابتدائي وهو من مواليد ١٨٦٠ في المدرسة اليهودية بعد ذلك انتهى في المدارس التركية أخذ تعليماً قريباً من التعليم الثانوي ثم انتقل الى بريطانيا وعاد بشهادة ثانوية بهذا المعنى وانهى حياته في فيينا بمدرسة للقانون وحصل على ليسانس في القانون.

عاد الى اسطنبول وحصل من وزارة العدلية العثمانية على شهادة اختصاص في المحاماة وهذه كانت خلاصة حياته وهو من المتخصصين بالقانون والقانون الدستوري وآن ذاك كانت المدرسة المالية جزء من المدرسة القانونية.
وأضاف صالح: حسقيل ساسون عراقي وطني بصراحة عمل باخلاص في الدولة العثمانية كان يمثل ترجمان الدولة وصار عضو مجلس النواب العثماني ١٩٠٨ وبحكم عراقيته العالية وعندما انسلخ العراق عن الدولة العثمانية بعد الاحتلال وظهور الانتداب البريطاني ، أدى دوراً كبيراً حيث ساهم في مؤتمر القاهرة للمستعمارات وأكد على تقرير مصير العراق كدولة وكان مرحباً بفكرة قدوم الملك فيصل الأول للعراق. مضيفاً: إنه اول وزير مالية في فترة الانتداب من بين ٨ وزراء وأكمل لخمس مرّات كوزير مالية يتسم بالذكاء ، كل الكتابات تقول إنه اذكى وزير وأخلص وزير عراقي أصر على ارتداء الطربوش العثماني رغم أن الملك فيصل حاول أن يلبسه السدارة لكنه رفض ذلك رغم أنه علماني التوجه.
وبين صالح : تقلد عدداً من الأوسمة وسام الملك جورج الخامس وسام الامبراطورية الفارسية وكورش إضافة الى وسام الرافدين من الدرجة الثانية من قبل فيصل الأول ولديه وسام الامتياز من الحكومة العثمانية هذا الرجل ولأول مرة في تاريخ المنطقة يعتمد موازنة للعراق تسمى موازنة البنود كانت حديثة العهد في الولايات المتحدة وأخذت هي من بريطانيا لكن هو طبقها بالفترة التي طبقت في أميركا ، هذه الموازنة تقوم على عناقيد الكلفة مراكز الكلفة العالية قد تقسم الموازنة الى جارية واستثمارية
لذلك هو كان من أول المؤسسين لادخال ميزانية البنود للدولة العراقية وهذا يعتبر فتحاً عظيماً لبناء مالي في العراق في الوقت كانت المنطقة كلها دون موازنة .
النقطة الثانية هي بناء نظام ضريبي وصارم بعض الشيء فكانت الدولة مفلسة فهو مثلاً كان يفرض ضريبة على عبور الجسور كان شديد المعارضة للحكومة في سوء التصرف . . إنه قوي جدا.ً
وأوضح صالح إن له موقفين الأول عندما أرادت الحكومة إعمار القشلة آن ذاك طلبت وزارة الداخلية ٣٠٠ دينار للتعمير لكنه وافق على ٢٥٥ سأله وزير الداخلية إن المبلغ قليل لكنه أجابه التقيت المهندس وحسبناه سوية وكان هناك 45 ديناراً مال سائب وكما تعلم المال السائب يعلم على السرقة. مردفا: الموقف الثاني
البلاط الملكي كان عنده خزينة ومدير خزينة الملك كان مهتم بالحرب الحجازية النجدية الذي كان يقودها جده علي ضد النجديين فكان يبعث برقيات كثيرة وهذه مكلفة فسجلت على البلاط الملكي الكثير من التكاليف فنفذت الفقرة الخاصة بالمراسلات فطلب مناقلة انزعج حسقيل ورفضها الملك احترمه وقال هذا رجل حازم وانا سعيد بهكذا وزير رفض طلب يخصني أنا.
واسترسل صالح: هذه الشخصية حمت حقوق العراق كثيراً من أهم هذه الحقوق كان هناك الشركة العراقية التركية للبترول هي بريطانيا بالحقيقة اسست في زمن الدولة العثمانية للاسثمار في حقول كركوك وشنكال حسب اتفاقات مع العراق وبالتالي تاخذ امتيازات النفط هذا الكلام 1923 فكلف بالتفاوض مع هذه الشركة واستطاع ان يتوصل لحل إن حقوق العراق لقاء هذا الامتياز أن تعطى بالباون الذهبي أخبره إنك تسطيع أن تأخذ ورق وتحولها لكنه أصر على الذهب سنة ١٩٣٠ انفصل نظام الصرف والذهب ارتفعت قيمته وهناك خلق أول ريع اقتصادي للعراق وكانت هناك التزامات كثيرة من الدولة العراقية للعثمانية استطاع العراق التخلص منها.
وبين صالح كان حسقيل مثقفاً للغاية لم يتزوج نهائياً ثقافته تعكسها مكتبته يقال ان مكتبته الذي صارت جزءاً من المتحف العراقي عندما تطلع على المكتبة تجد فيها التنوع مثلاً نهج البلاغة لعلي عليه السلام والبخاري والديانات الأقلية ، تنوع هائل في المكتبة يتكلم عدد من اللغات يتكلم بحوالي ٧ لغات بين تركيا والألمانية وإلايرانية والانكليزية لذلك كانت ثقافته تبهر الجميع قارئ من الدرجة الاولى توفى سنة ١٩٣٢ في باريس ذهب للعلاج ودفن في إحدى المقابر القريبة من باريس.
وأكد صالح ان حسقيل مقرون بالكفاح العظيم بتنظيم شؤون دولة العراق في سنين الانتداب العجاف هناك نقطة اساسية حين رأى نظام التداول النقدي خليطاً هجينياً الانكليز مرروا على العراق الروپية الهندية فالعراق كان يتبع النظام الهندي وبنفس الوقت تداول الليرة العثمانية فلذلك احتاج الى نظام نقدي واحد فأسس مجلس العملة وهو في لندن وساعده مدير المحاسبات العالم ابراهيم الكبير شخصية عراقية يهودية
واصدر أول دينار عراقي بعد وفاته لذلك كان له الفضل بتأسيس السياسة النقدية وإصدار نقدي للعراق وتأسيس موازنة البنود.