منظمة دولية تساعد أمهات نازحات على تعلم حرفة لبناء حياتهن من جديد

Saturday 4th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4422
الصفحة : تقارير عالمية ,

 ترجمة حامد أحمد

منظمة ، أكشن اغينست هانغر Action Against Hunger أو التحرك ضد الجوع ، الدولية رصدت مخيم ، جامسكو ، للنازحين شمالي العراق لتنفذ فيه برنامجها التطوعي لصالح نزلاء المخيم من نازحين ومهجرين عراقيين يعانون الفقر وعدم وجود فرص عمل .
في معسكر جامسكو ، وهو مخيم يضم ما يقارب من 30 ألف عراقي أجبروا على الفرار من المعركة ضد داعش ، تصل درجات الحرارة فيه خلال الصيف الى معدلات عالية جدا تقارب الخمسين مئوية . نزلاء المخيم يصارعون الظروف بشكل لا يصدق يومياً من أجل إعادة بناء حياتهم رغم الواقع المر بكونهم متضررين نفسياً ومنفيين بعيداً عن بيوتهم .

في محاولة لتأسيس شعور بالاستقرار والحياة الطبيعية حاول نزلاء مخيم جامسكو خلق أشياء مقاربة جداً لما عهدوه في قراهم القديمة . في أحد الأزقة يقع هناك كشك للفاكهة والخضراوات أقيم بجانب خيمة مع منضدة مشتركة . وعلى بعد عدة خطوات أقيم هناك محل حلاقة وصالون تجميل إحدهما مقابل الآخر .
العثور على مصدر دخل يعتمد عليه في مخيم جامسكو يعتبر تحدياً كبيراً . وللمساعدة في ذلك أقامت منظمة ، التحرك ضد الجوع ، الدولية برنامج خلق فرص عمل للعاطلين يقوم بتحقيق هدفين : أولاً إنه يساعد أكثر النزلاء تضرراً على كسب المال ، ويساعدهم أيضاً التغلب على وضعهم النفسي واسترجاع الثقة بأنفسهم . أكثر المشاركين في هذا البرنامج من من الأمهات.
ويفسر ذلك ، أندريه بيغيو ، الذي يدير البرنامج بقوله " عندما تنجز هكذا نوع من مشروع عليك أن تأخذ بنظر الاعتبار الاحتياجات المختلفة للناس ، إنه لا يتعلق فقط باحتياجات ملحة مثل المال لبدء مشروع تجاري بل أيضاً ما يتعلق بتلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية . بعد حدوث أزمة جميعنا بحاجة لدعم خاص لمواجه الصعوبات وبدء حياتنا من جديد ."
التدريبات تتباين وتتماشى مع السوق المحلي . من بين المشاركين في البرنامج هناك مصممة أزياء و مصففة شعر وخياطة ورئيس طباخين وعامل معجنات ومسؤول مخزن وعامل محل هواتف ومربي مواشي . العشرات باشروا التدريب على صنعة ، وأكثر من 100 باشروا بمشاريعهم التجارية الخاصة والتي اشتملت على صالونات تجميل ومطاعم وكل شيء ما بين ذلك .
سعدية 30 عاماً ، إحدى الأمهات النازحات مع أطفالها الستة ، تمكنت من فتح محل ملابس ، بوتيك ، في المخيم وذلك من خلال التدريب والدعم والمشورة النفسية التي تلقتها من منظمة ، التحرك ضد الجوع ، أكشن أغينست هانغر ، الدولية .
في خيمتها تتذكر الأوقات السعيدة قبل أن يتم إجبارها على الهروب من منطقتها ، وتقول " كنا قادرين على أن نبني بيتاً ، يعود الفضل في ذلك للمال الذي كان يكسبه زوجي . ولكن كل شيء تغير عندما سيطر تنظيم داعش على المنطقة ، لقد رأيت شريط فيديو مؤخراً لقريتنا في الموصل ، كان بيتي مدمراً بالكامل ، لم يبقَ شيء ." قالت وهي تمسك نفسها من البكاء .
ألحان ، وهي إحدى الاخصائيات النفسيات في منظمة التحرك ضد الجوع ، تتحدث بهدوء مع سعدية بلغة كردية مطمئنة أياها وتذكرها بالتقدم الذي أحرزته . عبر السنة الماضية كانت الحان تعمل مع سعدية لمساعدتها في مواجهة محنة تهجيرها وماضيها الأليم وفقدانها لزوجها الذي توفي بعد فترة قصيرة من هروبهم .
بعد وفاة زوجها وبقائها لوحدها مع أطفالها الستة وهي منكسرة نفسياً ، شعرت سعدية بالضياع . وأضافت بقولها " لم أكن أعرف ما علي أن أفعل لرعايتهم ، شعرت بالارهاق دوام الوقت لم أكن أذقْ الطعام ." وبالنهاية وجدت قوة في أطفالها وبدأت بمقاومة الظروف . " لقد رأيتهم متضررين من وضعي ، دون أن يرعاهم أحد غيري ، ثم حاولت أن أتحدى الظروف وأن أكون أقوى وأساعدهم أكثر ."
وبينما كانت ضمن مشورة المنظمة تلقت سعدية تدريب ونقود ودعم اشتمل على ماكنتي خياطة ومولدة . وقالت سعدية " كان هذا كل شيء احتاجه . لم اكن اتخيل يوما بانني ساحل على كل هذا . حياتي تغيرت بالكامل . قسم من زبائني هم جيران قدماء لم أرهم منذ سنوات . لقد اصبحنا أصدقاء ."
محلها يقع قرب خيمة العائلة فهو مليء بالألوان ، عكس بقية ما موجود في بقية المخيم الذي تسطع فيه الشمس ويعلوه التراب . الجو مليء بأصوات نقاش حيوي بين نساء يساومن على شراء ملابس من المحل . سعدية تتحرك وسطهم تعرض على زبائنا أنواع الملابس بضمنها ملابس أطفال . خلال ثلاثة أيام كسبت مالاً كافياً يساعد في تلبية احتياجات عائلتها لشهر كامل .
تقول عاملة المنظمة ، ألحان " هنا تكمن القوة الحقيقية لهذا المشروع : كثير من الأشخاص الذين كنا نقدم المشورة لهم تمكنوا من تجاوز أوضاعهم الصعبة جداً التي أثرت على قدرتهم لمزاولة حياتهم اليومية . الفضل يعود للدعم النفسي . نحن نشهد تحسناً كبيراً . أشعر بالسعادة أن أرى هذه التغيرات وهؤلاء النسوة المعتمدات على أنفسهم يحققن نجاح."
وقال مدير البرنامج ، اندريه بيغيو " العمل سوية يسبب تأثير على مستوى الفرد ويساعد في تعزيز التناغم الاجتماعي بين المكونات المختلفة . وبينما يبدأون حياتهم من جديد ، فكونك عضو فعال في المجتمع فهذا يعتبر أمر مهم . لاحظنا تحسناً كبيراً في استرجاع هؤلاء النسوة لثقتهن بانفسنهن ."
عن منظمة Action Against Hunger