بعبارة أخرى: توتـنهام هوتبـيرد!

Monday 13th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4429
الصفحة : الأعمدة , علي رياح

 علي رياح

أخيراً يعترف الإنكليز بجوهر الحقيقة ، وينحّون جانباّ كل مكابرة وتمسك بالإرث الذي يغور في أعماق التاريخ!
يحلل كبار الخبراء الكرويين في صحيفة (ديلي إكسبريس) ، مقدمات ونذر وتبعات وآثار الموجة الإنكليزية الجارفة على بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي ، ويعيدونها إلى (الحافز) التدريبي المتدفق القادم من وراء الحدود!
وجود أربعة أندية من انكلترا – بينها ثلاثة من العاصمة لندن - رقم غير مسبوق في المشهد الختامي ، وهو برأي الصحيفة ناجم عن الحدود المفتوحة أو التي لم تعد قائمة بين ملاعب كرة القدم في العالم وخاصة في القارة العجوز ، لكن الملاحظ أن الإنكليز على عراقتهم في كرة القدم تأخروا في إنتاج مثل هذا الظهور المُدوّي ، والسبب يمكن في نظرتهم التقليدية وتأخر قناعتهم باستقدام المدربين الأجانب الكبار على نحو جماعي مفتوح ، وهو لهذا ينوّه بأن الأبواب لم تعد مغلقة أمام أي فكر تدريبي وافد يحمله مدرب مثل الأرجنتيني بوكيتينو أو الإسبانيين غوارديولا وإيمري أو الألماني كلوب أو الإيطالي ساري .. وقد كان على الإنكليز أن يستوعبوا حقيقة (عالمية) كرة القدم مثلما استوعبها الطليان والإسبان من قبل!
اللافت أيضا أن النهاية التاريخية للدوري الإنكليزي وانتهاء الصراع بين السيتي والليفر بفارق نقطة واحدة ، يدفع بالاتجاه الذي ذهب إليه كيفن كيغان ، بعد أن شهدت المواسم الإنكليزية الأخيرة ارتفاع منسوب الإثارة بالاستناد إلى اللعب الهجومي المفتوح الذي يُطل فيه عنصر المجازفة في أية لحظة ، وهذه الميزة بالذات هي التي مكنت الفرق الإنكليزية هذا العام بالذات لأن تتسيّد المشهد الأوروبي دونما منازع أو منافس ، ورددت عبارة : (لا أحد غيري في الميدان) ، ولم تلق اعتراضاً حتى من البارسا والريال هذه المرة!
في الاتجاه الموازي ، يرى الخبراء الذين لا تمرّ عليهم شاردة أو واردة من سباق التشامبيونز ليغ الحالي ، عوامل أخرى غير مسبوقة في هذا التجدد الذي أصاب الجسد الكروي الأوروبي وسيصيب كثيراً من مناطق اللعبة في العالم من منطلق التأثير والتأثر .. من هذه العوامل إتساع حجم المنافسة الفعلية ، وإلى درجة لم تعد فيها مفردة مفاجأة تفسيراً معقولاً أو مقبولاً لبعض النتائج .. وما فعله القطب الهولندي العتيد أياكس أمستردام شاهد ينسف كل المعتقدات أو الثوابت السابقة ، حتى أن أوروبا باتت تتقبّل كل نتيجة ، وأية نتيجة ، ففي مجلة (تشامبيونز) التي يصدرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم جاءت التحليلات موضوعية ، فلم يتورط محلل واحد في وصف تقلبات التشامبيونز ليغ بالانقلاب في الحسابات المتاحة أو القائمة في البطولة!
يخسر الكبار .. وتعبث الأندية القادمة من الخلف بكل الحسابات ، والكل ينحني للنتيجة ويقول : لا مفاجأة .. فالمنطق ، في العادة ، إلا يكون ثمّة منطق في ظل هذه الحركة المستمرة للكرة وسط التكتيكات التي تعبث بالمنطق ، وتهزأ بالحسابات التي تسبق كل جولة ، فقد دخلت كرة القدم فضاء مفتوحاً للمتعة بدخول قوى أخرى الى المعترك الأوروبي!
وأنا هنا أختم بالتحليل الذاتي جداً والذي وضعه عمّنا (أبو حسن) بائع الصحف القديم وقد تجاوز اليوم الثمانين من عمره وقد حافظ على ولائه لفريقه ليفيربول برغم كل الانتظار الذي عاشه مع الريدز.. قال لي أمس: عمي علي .. هذا توتنهام هوتبيرد منين طلعلنا .. جنت اتمنى الختام يكون مع أجاكس (هكذا لفظها على طريقة المشجعين القدامى) .. وأنا أخاف على ليفربول من توتنهام .. المباراة راح تكون انكليزية .. ولهذا السبب إنته ما تكدر تخمن من راح يفوز!
أرى تحليل واستنتاج العم (أبو حسن) وجيها ويقتضي النظر إليه بإمعان .. فأنا لا أخشى على أي فريق إنكليزي إلا من فريق من أبناء جلدته حين تضيع الفروقات وتختفي المقاييس في أغلب الأحيان!!