حديث عن وساطة عراقية لحلحلة الأزمة بين واشنطن وطهران

Monday 13th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4429
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

حذر رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم قائلاً "إن آثار التصعيد الأميركي الإيراني بمثابة (حرب شعواء) ستحرق الأخضر واليابس."
وقال الحكيم، خلال لقاء جمعه مع ممثلي الصحافة المحلية على هامش زيارته للكويت، إن "التصعيد الأميركي الإيراني يمثل هاجساً كبيراً للمنطقة، خصوصاً وأن الولايات المتحدة انتقلت من مرحلة الضغط على إيران إلى خنقها." وأضاف أن "تبعات هذا المشهد ستكون سلبية بحرب شعواء ستحرق الأخصر واليابس."
وأوضح الحكيم أن "إيران لن تقبل الذهاب إلى الهاوية بمفردها، وأن توقف تصدير النفط ستكون له عواقب وخيمة." وأشار إلى أن "الكويت تستطيع أن تلعب دوراً للتخفيف من حدة التوتر"، مضيفاً: "لا يريد العراق أن يكون ساحة للصراعات بل ساحة للمحبة والسلام".
بدوره، قال عضو تيار الحكمة في البرلمان عبد الله الزيدي إنه سيكون هناك اجتماع موسع للقوى السياسية والرئاسات الثلاث، قريباً جداً، لاتخاذ موقف رسمي تجاه الأزمة القائمة ما بين طهران وواشنطن.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر إعلامية عن أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قدّم للعراقيين تصوراً معززاً بالأدلة عن خطط إيرانية يمكن تطبيقها في أية لحظة لتصعيد التوتر في المنطقة، مشيرة إلى أن الوزير الأميركي قدم للمسؤولين العراقيين أدلة استخبارية تشير إلى تخطيط مجموعة عراقية على صلة بإيران لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمّع يضم قوات أميركية شمالي بغداد، وآخر غربيها.
الى ذلك، يقول النائب عن تحالف سائرون حمد الركابي، إن العلاقات بين بلده ودول المنطقة والعالم، تمكنه من القيام بدور فاعل في ظل التوترات الحالية بين إيران والولايات المتحدة.
وأضاف الركابي أن العلاقات القائمة بين العراق والولايات المتحدة من جانب، وبغداد وطهران من جانب آخر يمكن أن تستثمر في خفض التصعيد الحالي في الوقت الراهن. وطالب الركابي الحكومة العراقية والدول المجاورة بـ"بذل كل جهودها لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، نظراً للأضرار التي ستترتب عليها حال نشوبها." وأكد أن "العراق يمانع في أن تستخدم أرضه في استهداف أية دول مجاورة، وأن الحرب ستعود بالخراب على جميع دول المنطقة، إذا لم تستثمر العلاقات والمواقف الدولية لتحييدها."
في سياق متصل، يقول المحلل السياسي والأكاديمي باسم الكناني إن "العملية السياسية في العراق هي عملية توافقية، وما يدور في المنطقة له تداعياته على الوضع في هذا البلد، وتسعى بغداد من أجل الخروج برأي موحد يحافظ على الأمن القومي العراقي، وهذا الموضوع ليس بالبسيط، في ظل وجود عدة ضغوطات، والتي يجب على الرئاسات الثلاث قراءتها بصورة صحيحة".
وأكد الكناني:"الموقف السياسي العراقي حالياً بين شدّ وجذب حالياً، والأميركان، عبر زياراتهم إلى العراق، قاموا بإيضاح الصورة للحكومة، على أمل أن يتفهم الساسة ما يدور في الساحة، ومسألة مسك العصا من المنتصف غير نافعة في الوقت الحاضر، يمكن فقط أن يقوم العراق بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، لما يمتلكه العراق من علاقات جيدة بالحكومتين الأميركية والإيرانية، فهما لاعبان مؤثران والعراق بحاجة إليهما".
وتابع الكناني: "الحرب أمر غير مطروح حاليا، لما لها من تكاليف باهظة على الجانبين، كما أن الخليج يعد مصدر العالم من الطاقة، وأية مشكلة فيه تؤدي إلى أزمة عالمية". وأضاف الكناني: "الأزمة بين طهران وواشنطن تدور في إطار حرب إعلامية واقتصادية، الغرض منها الضغط على إيران من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات وبشروط الولايات المتحدة، لوضع اتفاق جديد للبرنامج النووي يتمثل بإضافة مادة تتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني بعيد المدى، وذلك يتم بدافع إسرائيلي، كون الاتفاق النووي السابق لم يتضمن موضوع الصواريخ الإيرانية".