الحكومة الاتحادية تنذر فصائل الحشد من محاولة استهداف الأميركان في العراق

Sunday 19th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4433
الصفحة : محليات ,

 ترجمة / حامد أحمد

أثناء الكلام العدواني تجاه إيران الذي يدور مؤخراً في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يسمع العراقيون أصداءً مخيفة لما دار من حديث في الأشهر التي سبقت بقليل الغزو الأميركي للعراق . مسؤولون عراقيون متخوفون من اندلاع حرب أخرى على أرضهم، يقولون إنهم حذروا فصائل مسلحة مقرّبة من إيران من اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يثير ردّ فعل أميركي .

سعيد الجياشي، عضو بارز في مجلس الأمن الوطني العراقي قال "كانت هناك خلال اليومين الماضيين اجتماعات متواصلة مع جميع الفصائل المسلحة لننقل لهم رسالة الحكومة العراقية التي تقول إن كل من يتخذ فعلاً معيناً فسيكون ذلك على مسؤوليته وليس مسؤولية العراق ".
أضاف الجياشي قائلاً "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المصالح الأميركية في العراق، سنكون عدواً لكل من يفعل شيئاً ضد المصالح الأميركية".
خلال الأسبوعين الماضيين كانت إدارة ترامب قد ذكرت وبشكل متكرر وعلني أن إيران والفصائل المتحالفة معها يخططون لضرب القوات الأميركية في المنطقة وأن هذا التهديد قد ازداد حدة مؤخراً . ورداً على ذلك، أرسلت الإدارة حاملة طائرات وقاصفات بعيدة المدى مع بطارية مضادة للصواريخ الى منطقة الخليج مع خطط محدثة للحرب مع ايران. يوم الأربعاء الماضي وجهت وزارة الخارجية الأميركية أوامر لمنتسبيها غير الأساسيين في العراق لمغادرة البلاد فوراً.
الولايات المتحدة لم تكشف عن أي دليل يدعم تخميناتها بوجود تهديد متزايد، رغم أن مسؤولين وصفوا، يوم الأربعاء، ما شاهدوه بأنها صور لصواريخ محمّلة على زوارق إيرانية. حلفاء للولايات المتحدة قالوا إنه بينما تشكل إيران وأتباعها خطراً، فإنه من غير الواضح ما اذا كان هناك خطر جدي ضد القوات الأميركية .
هناك ما يقرب من 30 فصيلاً مسلحاً في العراق تضم جميعها 125 ألف مقاتل، على أقل تقدير، متبايني الولاءات. جميع تلك القوات شاركت الجيش العراقي في الحرب ضد داعش وجميعها مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء .
القلق الذي يدور في العراق الآن مركّز على مجموعة من المجاميع المسلحة التي لها ارتباطات قوية بإيران. عدة مجاميع منهم لهم ارتباطات مقربة من الحرس الثوري الإيراني ولديهم أعضاء تدربوا في إيران . صلاح العبيدي، المتحدث باسم رجل الدين مقتدى الصدر، يقول: "لسوء الحظ لدينا مجاميع تريد أن تكون إيرانية التوجه أكثر من إيران نفسها. لدينا قلق من احتمالية عدم قدرة الحكومة في السيطرة على المجاميع الموالية لإيران، وهذه ستشكل مشكلة كبيرة في العراق"، مشيراً الى أنه "يتطلب من الحكومة أن تتخذ موقفاً أكثر صرامة ضد تلك المجاميع". أضاف العبيدي بقوله: "حتى الآن ليست هناك خطة على الأرض لما ستقوم به الحكومة. من المفترض أن تكون في الجيش أحكام صارمة، وإذا ما انتهك أي شخص هذه الأحكام او تصرّف بشيء خارج الخطة فإنه يجب أن يعاقب، لكن الحكومة لم تفعل هذا الشيء ". وقال "لا يمكن للعراق أن يكون مكاناً حيث يسوّي الأميركان والإيرانيون حساباتهم فيه ". خلال حملة الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كانت هناك دول حليفة مهمة قد ساندت إدارة بوش في الذهاب للحرب مثل بريطانيا وكندا واليابان، أما توجه إدارة ترامب الآن للحرب ضد إيران يبدو بلا مناصر وسيكون موقفها فردياً.
كثير من العراقيين في شوارع بغداد يقولون إنه إذا حصل نزاع مسلح بين إيران ووكلائها مع الولايات المتحدة فإن من المتوقع أكثر أن يحصل هذا النزاع في منطقة الخليج وليس على أرض العراق. العراق الآن هو ليس عراق 2003 بل هو حليف لأميركا .
علي سليم (55عاماً)، صاحب محل حلاقة في بغداد، يقول "انا لا أخشى من اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة. سابقاً كان هدف الولايات المتحدة العراق، أما الآن فإن هدفها إيران"، مشيراً الى أن "قوات فصائل الحشد لن تخاطر على بقائها من خلال إثارة الأميركان للقيام برد فعل وذلك لأنهم في النهاية عراقيون". في حين لم يلقِ آخرون بالاً على التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران معتبرينها قعقعة سيوف فارغة . سالم أبو حسن (48 عاماً)، صاحب محل تجهيزات طبية، يقول "إنه مجرد كلام وتهديدات. كل من إيران والولايات المتحدة يحاول أن يعلي صوته أكثر من الآخر ". يقول الجياشي أيضاً إنه يعتقد أن الحكومة الإيرانية لا تريد حرباً. لكنه قال إنه قلق من احتمالية أن يتصرف فيلق الحرس الثوري من تلقاء نفسه واحتمالية تشجيعه لفصائل مسلحة أخرى موالية له في المنطقة بأن تتصرف على هواها . مع ذلك فإن الجياشي، ومسؤولون عراقيون كبار آخرون، قالوا إن طلب إيران الوحيد من العراق هو أن يمنع الولايات المتحدة من استخدام أرضه لشن هجوم على الأراضي الإيرانية .
وقال مسؤول عراقي رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، إن الأميركان ليست لديهم خطط لفعل ذلك. كما قال المسؤول إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي زار العراق الأسبوع الماضي، أخبر القادة العراقيين أن الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق وأنها لن تشن هجمات على إيران من العراق .
عن: صحيفة نيويورك تايمز