تبرير موفق وإصلاح مغلق عن إعلام الوزارة والمزوّرين!

Monday 20th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4434
الصفحة : رياضة ,

 متابعة: إياد الصالحي

تبقى معادن أخلاق الناس رصينة وأصيلة لن تتأثر بمتغيّرات البيئة مهما ازدادت عليها التحديات وخضعت تحت سطوة قرارات اجتماعية حادّة أو وظيفية تلزمانها التنفيذ بما لا تقتنع به، بالنتيجة تظل قوة الشخصية هي الفيصل في القبول والرفض، وتقييم النفوس محكوم بتجارب العمل أو السفر أو المبادرات الطوعية لفرز الخيط الأبيض عن الأسود.
سنحت لنا دعوة اللجنة العليا للإرث والمشاريع القطرية لتدشين ملعب الجنوب في الوكرة أحد ملاعب المونديال الثمانية للفترة من 15 الى 19 أيار الحالي، فرصة اللقاء بعديد الزملاء للتشاور في مسائل مهنية ورياضية، وكان بينهم زميلنا الدكتور موفق عبدالوهاب مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة الشباب والرياضة الذي حظي باهتمام الزملاء في اللجنة القائمين على متابعة إنجاز ملف 2022 حيث أبدوا رغبتهم في الانفتاح على واقع العمل الرياضي من خلال الوزارة في مناسبات قادمة تعزّز العلاقات الثنائية ضمن مجالات إنشاء الملاعب وأسس التنظيم والتماهي الجماهيري مع الأحداث، وستكون بطولة غرب آسيا التاسعة التي يضيفها ملعبا كربلاء وأربيل في آب المقبل باكورة التعاون مثلما كشف عبدالوهاب عن ذلك بعد الاستئناس برأي الوزير الدكتور أحمد رياض، والحديث عن التفاصيل هنا سابق لأوانه.
لعل أبرز المحاور التي أثيرت خلال إقامتنا في فندق (انتركونتيننتال الدوحة) أو البرنامج المخصّص لزيارة الملاعب، وتفقّد آخر مستجدّات مشروع المونديال، هي علاقة وزارة الرياضة مع الإعلام الرياضي وكيفية التعامل مع المعلومات المزوّرة التي تتدفّق عن طريق مواقع تويتر وفيسبوك وتطبيقات الهواتف الذكية مثل الواتساب والفايبر تشكّل تياراً مضاداً لتوجّهات الوزارة التي لم يكن عملها مثالياً هي الأخرى، وتعاني من تقاطعات عدّة واقتحامات في ملفات تضيف أعباء فكرية وبدنية على الوزير وملاكاتها القانونية والإدارية والفنية.
تبرير د.موفق كان موفقاً، إن الوزارة لن تهمل أي نقد موضوعي يخدم عملها، وهناك أفكار طرحت في صحف رصينة مثل المدى والزمان والملاعب (قبل أن تحتجب) وغيرها من الصحف والقنوات التلفازية يؤخذ بها وتُتابع، لكن أن يُهاجم الوزارة أنفار ممن يتّخذون منصّة الإعلام منطلقاً لبث سمومهم ولا يُعرف أين يكتبون وما الوسائل الإعلامية الرسمية التي تحتضنهم وتدعم إمكانيتهم إن كانوا يمتلكونها فعلاً؟! فهذا ما نرفضه ولا نكترث له.
يعترف عبدالوهاب بصراحة أن الوزارة تحمّلت تركة كبيرة من أعمال وزراء سابقين وربما الوزير الحالي أيضاً لن يُكمل بعض مما يطمح اليه في استعادة الرياضيين العراقيين حقوقهم المادية والمعنوية والتدريب في أفضل المنشآت ومجاراة الفرق المتنافسة على أراضينا بأفضل الأجواء التنظيمية والتوسّع في العلاقات العراقية العربية والدولية على أسس حفظ المصالح المتبادلة وزيادة ثقة الجماهير بتحقيق إيجابيات ملموسة خلال حقبة د.رياض، لكن لن تستقيم الأمور كلها دون تعاون المؤسسات المساندة لكل هذه الأفكار والطموحات.
هنا أكدت لمدير قسم الإعلام في الوزارة أن الإصلاح الجدّي يبدأ من داخل الوزارة ولا يصحّ أن يُغلق بمفتاح "المجاملة"، فلا يجوز أن يناقض مسؤول في تصريح له موقف وزارته عن قضية حسّاسة، ومن المنطق أن توحّد الوزارة أهدافها لتصحّح مسارات جميع المؤسسات المعنية بتوجّه الحكومة في حفظ المال وتقنين نفقاته ومراجعة الهيكليات التنظيمية وفقاً لحاجة الموقع الى التخصّص والخبرة، وكذلك على الوزارة منع ازدواجية عمل موظفيها وإلزامهم التقيّد بذلك ليكرّسوا جهودهم لواجباتها، ويبقى لقسم الرصد دوره في ملاحقة أية ملحوظة تستهدف تنبيه الوزير أو وكيليه أو المدراء العامين عن موضوع ما غفِلوا عنه، مع ضرورة تحديد موعد شهري في الأقل للقاء ممثلي الإعلام صحافة وتلفزة وإذاعة ومواقع الكترونية معتمدة مهنياً لتداول أبرز الأحداث ومعالجاتها، وأخيراً تعزيز الثقة في نفوس الإعلاميين العرب برغبتنا الحقيقية في التعاون معهم عبر دعوتهم لمشاركتنا مناسبات رياضية في بطولة غرب آسيا أو اختتام موسم دوري الكرة أو افتتاح ملعب جديد أو ندوة تخصّصية للاستمزاج بآرائهم، فالتواصل مع الأشقاء كالنهر الجاري في أرض الرافدين المعطاءة، زرعها متنوّع وحصادها وفير.