داعش يشنّ هجمات في ديالى وشرق تكريت لابتزاز المدنيين ويفشل بـ العودة الناعمة إلى الأنبار

Saturday 25th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4437
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

شنّ تنظيم داعش، الأسبوع الماضي، الموجة الثانية من سلسلة هجماته في رمضان، طالت المناطق التي كانت يسيطر عليها قبل 4 سنوات. في الأشهر الثلاثة الماضية، بدأ التنظيم المهزوم يغيّر في أسلوب الهجمات،  إذ بدأ ينال من المدنيين ويتجنب استهداف القوات الأمنية.

وبحسب مصادر (المدى) الأمنية، فإن فلول "داعش" تحاول من خلال تلك الهجمات أن تحقق عدة أهداف، منها مالية (ابتزاز جماعات من أجل الحصول على التمويل)، وأخرى تتعلق بتخويف السكان ومنعهم من العودة لبعض المناطق.
وبدأ التنظيم، قبل عدة أشهر، باستهداف مناطق نائية، ليتدرج في عملياته المسلحة الى منافذ المدن الرئيسة، كما حصل قبل أسبوعين حين أحرق قرية قريبة من الموصل.
كما حدثت هجمات على إحدى البلدات القريبة من مركز محافظة ديالى قبل يومين، يعتقد أنها من تنفيذ التنظيم، مع جهود إعادة آلاف السكان النازحين هناك.
وسقطت 15 قذيفة هاون، يوم الأربعاء الماضي، على ناحية كنعان الواقعة شرقي بعقوبة، في وقت يقود فيه رئيس مجلس محافظة ديالى محمد الدايني مساعيه لإعادة ألفي عائلة نازحة.
ويقول الدايني لـ(المدى) إن "14 قرية في الناحية خالية من السكان منذ عام 2014"، مبيناً أنه اقترب من إعادة 24 عائلة كمرحلة أولى.
ولا يعرف رئيس مجلس المحافظة فيما إذا كانت الهجمات الأخيرة على الناحية ستعرقل خطة إعادة المدنيين. لكنه يضيف قائلاً: "سأجتمع غداً (اليوم) مع النازحين وأحاول طمأنتهم".
وتكاد ديالى تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات العراقية التي سقطت عليها قذائف "هاون" حتى قبل ظهور داعش، فمنطقة المخيسة مثلاً، شمالي بعقوبة، سقطت عليها 100 قذيفة منذ عام 2013 وحتى مطلع العام الحالي.
وغالباً ما كانت عمليات الثأر العشائري والتصفيات الطائفية تحدث باستخدام ذلك النوع من القذائف. ويقول الدايني: "دائماً تكون التحقيقات في تلك الأعمال غير واضحة ولا نعرف من هو المسؤول".
البحث عن التمويل
ونشط داعش في بداية شهر رمضان الحالي، ونفذ 4 هجمات في غضون أسبوعين في الموصل، بالإضافة إلى اتهامه بالوقوف وراء حرائق مزارع الحنطة في صلاح الدين وديالى، في محاولة للحصول على إتاوات من أصحاب تلك الحقول.
ويوم الخميس الماضي، هاجم التنظيم حقل علّاس شرقي تكريت، في واحدة من أعنف الهجمات منذ عدة اشهر.وبحسب مصادر (المدى) في صلاح الدين، فإن الاشتباكات مع المسلحين الذين هاجموا الحقل، أجبرت أغلبهم على الهروب، فيما قتل عدد منهم.
ويهاجم داعش، بشكل مستمر، حقول النفط في محاولة لإعادة السيطرة على أحد أهم موارده المالية التي فقدها عام 2016. ويجند التنظيم، بعد هزيمته، عدداً من المتعاونين المحليين، وهم يقومون بدلاً عنه بتهريب النفط. وكان داعش، اثناء فترة احتلاله للحقل، يصدِّر يومياً ما قيمته 3 ملايين دولار من تلك الحقول.
ويفيض النفط الخام تلقائياً من الحقول، بحسب مسؤولوين هناك، حيث لا يحتاج الى جهود كبيرة لاستخراجه، وغمر النفط حتى الآن نحو 1000 دونم زراعي قريب منه.
عودة ناعمة
في المقابل، يحاول داعش أن يعيد سطوته، بأسلوب ناعم، في بعض المناطق التي خسرها، عبر إرسال عدد محدود من عائلاته الى مناطق غربي الأنبار، وينتظر ردود الفعل.
ومنذ بداية العام الماضي، بدأ رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وتحت ضغط الانتخابات، بخطة لإعادة النازحين الى الأنبار، حتى إولئك الذين لديهم أقرباء أو أولاد مجنّدين ضمن التنظيم. ورغم رفض زعماء القبائل وخشيتهم من ذلك الإجراء، إلا أن بعض المناطق قبلت على مضض وجود تلك العوائل. وبحسب بعض المصادر السياسية، فإن الحكومة الحالية التي يتزعمها عادل عبد المهدي، تأمل في أن تغلق ملف النازحين نهاية العام الحالي. لكن قضاء القائم، أقصى غربي الأنبار يرفض حتى الآن، بحسب ما يقوله أحمد المحلاوي مسؤول الوحدة الإدارية هناك، عودة أية عائلة من عوائل التنظيم.
وقبل أسابيع قليلة تسللت عائلتان من أُسر التنظيم الى المدينة، واضطرت السلطات المحلية هناك الى طردهم قبل أن تحدث ثورة في المنطقة، حيث خرج بعض السكان في القائم غاضبين الى الشارع معترضين على وجود تلك العوائل. وتعد ناحية الكرابلة، التابعة للقائم، واحدة من تلك البلدات التي تضم عشرات العوائل التابعة للتنظيم، والتي يرفض المسؤولون فيها عودتهم.
ويقول المحلاوي لـ(المدى): "لن نسمح أن يعيش قتلة إخوتنا وأقاربنا بالقرب منا، السكان يرفضون وجودهم، ونحن كذلك". وفي رد على ما يبدو لذلك الرفض وفشل سياسية العودة الناعمة للتنظيم، فجّر داعش الخميس الماضي سيارة ملغمة في "الكرابلة"، ما أدى الى مقتل شخصين وإصابة آخر.
يقول المحلاوي إن "تفخيخ السيارة جرى في المنطقة الصناعية التي بعد 2 كم فقط على مكان الانفجار"، مؤكداً أن "خلايا نائمة" تابعة للتنظيم مازالت موجودة في القضاء.